الفصل السادس عشر ( 16 )

3.1K 99 4
                                    

#الثائر
            ¶¶ الفصـــل الســـادس عشــر ( 16 ) ¶¶
            ____ بعنـــــوان " مُنتقـــم المـــوت " ____

" ليس كل ما تراه العين تلمسه اليد وليس كل ما بالقلوب نبوح به "

بدلت "زهرة"  فستان زفافها بفستان هادي أبيض بكم ولفت حجابها ثم جلست مع "قاسم" فى ساحة المنزل بقلق على غياب صديقتها وأختفاءها،  لم تغفو له عين منذ أن جاء "ثائر" بالأمس وأخبره عن هروب أخته وخبر حملها،  تناسي كونه عريس وفرحته أمام خبر أختفى اخته

دق باب المنزل فى الصباح الباكر وفتحت "ليلة" وذهل الجميع حين دلفت "قُدس" بوجه شاحب وبرود شديد يحتل ملامحها وحركاتها،  هرع "قاسم" لها بفزع وقال:-
- كُنت فين يا قُدس؟ 

تجاهلت سؤالها وأجابت عليه بنبرة باردة تمام كلوح ثلجى كأنها إنسان ألى يتحدث لا تملك شيء من المشاعر:-
- أنا أسفة على قلقكم، مبروك وخلى بالك من زهرة يا قاسم متزعلهاش ولا تبكيها يوم، متقساش عليها لأن القسوة وجعها وحش أوى

-بجولك كنت فين!؟
قالها بحزم قبل أن يغضب عليها فأغمضت عينيها بصمت تجمع شجاعتها ثم رمقته بضيق وأخذت شهيق عميق وقالت:-
- كنت هربانة يا قاسم، كنت عاوزة أكسر ثائر وأذله زى ما ذلنى وكسرنى،  كنت عاوزة أحرق قلبه على ابنه زى ما حرق قلبى على بابا،  كنت عاوزاه يلف حول نفسه عشان بس يحلم أنه يشوف أبنه مرة واحدة... 

ارتفعت نبرتها بصراخ أكثر يدل على قدر وجعها:-
- لحد ما سمعت من أهل البلد خبر جوازه وكأن كل اللى فات ولا حاجة فى حياته،  وكأنى هروبى بابنه مكنش كافى لكسره وهده وراح اتجوز فى اللحظة اللى سبته فيها..  عشان كدة رجعت لأن هروبى مفيش منه فايدة

أتسعت عيني "قاسم" وهو يسمع حديثها  ثم سألها مذهولاً:-
- هتنتجمى منه فى ابنك... 

تحدثت بمكر شديد وهى تنفى حديثه:-
- دا ابن ثائر مش ابنى

كاد "قاسم" أن يغضب عليها وينفعل لكن استوقفته "زهرة"  عندما مسك يديه وقالت بلطف:-
- أطلعى أرتاحى يا قُدس شكلك منمتيش من أمبارح

صعدت "قُدس"  صامتة إلى غرفتها فزفر "قاسم"  بغضب شديد وقال:-
- قُدس جنت يا زهرة

- هى تعبانة أعذورها برضو اللى مرت بيه  الفترة الأخيرة مش قليل..  أطلع أرتاح شوية أنت منمتش من أمبارح

نظر لها بأستياء ثم هتف بحنو :-
- أطلعى أرتاحى أنتِ عشان تجدرى تجومى ونسافر بليل

تنحنحت "زهرة" بتوتر ثم قالت بأرتباك:-
- أنا ممكن أطلب منك طلب و وحياتى عندك ما تكسفنى

تبسم بلطف وأومأ أليها بنعم فقالت بتردد :-
- ممكن نلغى السفر الفترة دى،  مينفعش نسيب قُدس لوحدها الفترة دى خصيصًا بعد اللى حصل دا

- نعم!!

أجابته بعفوية وبسمة بسيطة على شفتيها:-
- عادى يا قاسم إحنا قدامنا العمر كله نسافر فيه

الثـــــــائـــر / نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن