الفصل الثالث

3.6K 125 8
                                    

#الثائر
                   ¶¶ الفصــل الثــالـث ( 3 ) ¶¶
              ___ بعنــــوان " خطــف خطــــأ  " ___

أتسعت أعينهما بصدمة من جملة "ليلة" فهتفت "قُدس" :-
- يعنى أيه مش فى أوضتها ؟!

صعدت للأعلى تبحث عنها ولم تجدها ، أتصلت بهاتفها ولم تجيب ، ركضت للأسفل بهلع كى تخرج للبحث عنها فأوقفها "قاسم" بغضب وقلق :-
- أستنى اهنا ؟

- قاسم أنا لازم ألاقيها
قالتها بهلع شديد فقال :-
- خليكى أهنا وأنا هدور عليها

- لا طبعا ، متطلبش منى أنى أقعد أحط أيدى على خدى وأستنى ، زهرة مالهاش فى الدنيا دى كلها غيرى ، لا أب ولا أم ولا أخ حتى ، أنا أمها وأختها وكل عائلتها ، مستحيل أسيبها كدة فى بلد غريبة لو تاهت مش هتتعرف تتصرف حتى

صرخ بها بانفعال وقال :-
- جولتلك هلاجيها يبجى هلاجيها لو تحت الأرض

خرج مسرعًا وحده للبحث عنها ، لم تستطيع "قُدس" الأنتظار وذهبت للخارج رغم عتمة الليل للبحث عنها ، صعدت بسيارتها فوقف أحد الرجالة أمام السيارة يمنعها ، شغلت المحرك تهدده بدهسه وأنطلقت مسرعة ليبتعد عن طريقها ، كانت تقود بسرعة جنونية وتنظر حولها ربما تراها فى الطريق فظهر أمام سيارتها شاب ، صرخت "قُدس" وضغط على المكابح ، ترجلت من سيارتها بهلع ووقفت أمامه تقول :-
- أنت كويس ....

توقفت عن الحديث حين رأته هو ذلك الثائر وعدوها ، نظرت له بجمود وغضب مكتوم ، نظر لها بهدوء وهو يراها تقف أمامه ، هذه الفتاة التى سرقت قلبه من نظرة واحدة ، تأملها بهدوء دون خجل أو أستحياء كانت مُرتبكة والقلق واضح فى ملامحها وترتجف من الخوف رغم جرائتها الموجودة فى نظرتها ، فتاة أستثنائية لم يراها مثلها من قبل ، عيونها مليئة بالحزن والقوة معًا .. الغضب والقلق .. الخوف والجراءة .. تملك الشيء ونقيضه فى نفس ذات اللحظة ، أستدارت "قُدس" كى ترحل فسمعته يُحدثها :-
- أبجى خلى بالك تانى مرة وأنتِ بتسوجى

أجابته دون أن تستدير له بلهجة غليظة :-
- أبقى خلى بالك لعمرك يتصف قدام عربيتى مرة تانى

صعدت إلى سيارتها بعد أن هددته بالقتل بشكل غير مباشر وقادت سيارتها خطوة حتى وقفت بجواره وقالت :-
- وقول أن شاء الله

وضع يده على النافذة بغرور وقال :-
- لو هيبجى جدام العيون دى موافج

رمقته بأشمئزاز وقالت بلهجة صعيدية :-
- جول يا رب

أنطلقت مسرعة من أمامه وبحثت فى البلد بأكملها ولم تجد أثر إلى صديقتها ، بحث "قاسم" عنها فى كل شبر بالبلد ولم يعثر عليها وكاد أن يجن جنونه وهى يتذكر مواقفه القليل معها ، حديث "قُدس" عنها وعن يُتمها وحياتها بلا أهل أو عائلة تهتم لأمرها ، عاد إلى المنزل فجرًا بيأس ، أسرعت "قُدس" إليه بذعر وعيني دامعتين :-
- عملت أيه ؟ لاقيتها

الثـــــــائـــر / نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن