الفصل ( 18 )

2.8K 103 5
                                    


#الثائر
          ¶¶ الفصــــل الثــامـن عشــــر ( 18 )  ¶¶
            _____ بعنـــــوان " رحمـــة أم " _____

خرجت "قُدس" من منزل الطبيبة بجسد هزيل وضعيف مُتكئة على ذراعي "فادية" فسألت "فادية"  :-
- أنا مفهماش كيف تعملى أكدة؟؟

كادت أن تجيبها لكنها توقفت حين رأت "ثائر" أمامها بوجه غاضب كالثور الهائج الذي يلتهم فريسته بعينيه و كانت "زهرة"  تقف فى الخلف فصدمت برؤيته لكنها ما زالت تحت تأثير المخدر لا تقوى على الحديث أو الشجار
أقترب "ثائر"  نحوها كالعاصفة بغضبه وهى ترفع نظرها فيه بضعف فمسكها من ذراعها الأيسر بقوة لتتألم منه وقال:-
- بتعملى اهنا ايه؟؟

- بعمل اللى قولتلك عليه

كز على أسنانه وقال بغضب مكتوم:-
- اللى هو ايه،كيف ما زهرة جالتلى أنك بتجتلى ولدى

نظرت لـ "زهرة" بضيق شديد وهى تشعر بأبتزاز وغيظ وكأنها خانتها وصديقتها هى من طعنتها هكذا، مسك فك وجهها بقوة وقال:-
- أطلعى فيا أنا، جتلتى ولدى

ابعدت يده عنها بقوة وقالت:-
- طلقنى يا ثائر .. طلقنى

تبسم بسخرية شديدة وقال:-
- أطلجك ..

نظر بعيدًا عنها مُشتاطًا غضبًا وبداخله نار تلتهم قلبه وصدره، قتلها لطفله يشبه السكين المسموم الذى طعنته فى قلبه لتشقه نصفين، تابع حديثه بمكر وشر:-
- شكلك جنيتى على الأخير يا قُدس وفاكرة أن سكوتى وصمتى جبول للأفعالك وضعف منى، لا فوجى يا قُدس أنا مش طيب ولا جبان وضعيف وصبرى عليكى مش ضعف،  بعملتك دى أنتِ اللى هطلعى الوحش اللى فيا وتشوفى وشي التانى... أوعاكِ يا بنت حامد تلومينى على حاجة هعملها وأفتكرى أن أنتِ اللى بدأتِ بالدم لما فكرتى تقتلى ولدى والعين بالعين والسن بالسن....

رحل "ثائر"  من أمامها بعد أن زرع الرعب بداخلها وأعلن أنتقامه منها بالدم،  أسرعت "زهرة" نحوها لتمسك يدها فصُدمت "زهرة"  حين جذبت "قُدس"  يدها منها بأشمئزاز لأول مرة،  عادت للمنزل بصحبة "فادية" ودلفت لغرفتها فى صمت...

          _______________________________

دلفت "زهرة"  إلى غرفتها مهمومة وحزينة من معاملة "قُدس"  لها فرأت "قاسم" بالغرفة جالسًا على المقعد فى أنتظارها ووجهه عابس ثم قال:-
- أنتِ جابلتى ثائر؟! 

نظرت له بأرتباك وحيرة ثم أومأت له بنعم فأغلق قبضته بأحكام شديد يسيطر على غضبه،  رأت الغضب والنار على وجهه بوضوح فهتفت مسرعة قائلة:-
- هو اللى أتصل بيا وقال انه عاوز يقابلنى عشان يعرف أنا بنت مين و... 

قصت له ما حدث وهى تجهش فى البكاء بحسرة وخوف،  اربت على كتفها بلطف وقال:-
- طب أهدى يا زهرة اهدى بجى

تحدثت بضعف شديد:-
- أنا مش عاوزة الأب دا يا قاسم مش عاوزاه يأخذنى منك..  متسبنيش

تبسم لها بسعادة وطمأنينة ثم أردف بحنو:-
- جنتى يا بت ولا ايه،  مهيجدرش يجرب منك أنتِ مرتى وأنا مههملكيش واصل

الثـــــــائـــر / نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن