الفصل ( 19 )

3K 104 4
                                    

#الثائر
              ¶¶ الفصـــــل التـــاسع عشــر ( 19 ) ¶¶
              ____ بعنــوان " تغيــر القلـــــوب  " ____

كان "قاسم" يلف بسيارته فى الشوارع بصدمة ويفكر فيما سمعه وهذا الحقيقة المُميتة ، كيف أمه تكون القاتل الذي يبحث عنه .. ليست أم بل زوجة أبيه لأول مرة منذ أن تزوجها "حامد" ويشعر بأنها زوجة أب له ، كيف كان غبى وأحمق هكذا ليصدق تمثيلها وكذبها ، قتلت والده لأجل المال أحقًا تلك حقيقتها ، أوقف سيارته أمام النيل حيث يوجد "ثائر" ، ترجل من سيارته أولاً وجلس بجواره مُصدومًا فتحدث "ثائر" بهدوء :-
- دلوجت صدجت حديدى ، فادية مرت أبوك السبب فى كل دا هى اللى جتلت أبوك وتأرك وياها وهى اللى هددت قُدس فى التليفون عشان ترجعلى كانت عاوزة تخلص منها ومن وجودها فى البيت

- معجول أنا كنت غبي أكدة ؟؟
قالها "قاسم" بصدمة وكأنه كان فى السماء وسقط أرضًا ، أجابه "ثائر" بهدوء :-
- اه كنت غبى وعشان أكدة خليتك تروح بنفسك عشان مكنتش هتصدجنى

رفع "قاسم" نظره إليه وسأله :-
- وأنتِ هتستفاد أيه بجى من أنك تعرفنى ؟

تنهد "ثائر" بهدوء ثم قال :-
- هنوجف بحر الدم والكره بينا ، هستفاد أنى وعدت قُدس أجبلها جاتل ابوها ، وزهرة اللى فى دارك رغم كل اللى حصل وجُبن أبويا لكنها خيتى معاوزاش تعيش اللى قُدس عاشته ويايا 

تمتم "قاسم" بصوت خافت مُصدومًا :-
- كل دا عشان الفلوس والورث

- الفلوس بتغير النفوس يا قاسم ، هى كانت عايشة وياكم ومنتظرة مجابل الحب والصحة والعمر اللى بتجدموا ليك وللحج ببساطة لأنها محبتكوش كيف ما أنتوا حبتوها

وقف "قاسم" شاردًا وعاد للمنزل فرأى "زهرة" جالسة على السفرة وأمامها القليل من الأوراق المنثورة واللاب وتباشر عملها بجد وأتقان ، تطلع بها قليلًا وقال مُغمغمًا:-
-  معجول كنت هسيبك للحظة عشان رضا أمى .. قصدى مرت أبويا ، كنت هضحى بنعمة ربنا فى سبيل جاتلة أبويا وسبب كل النار اللى عايشينها

رن هاتفها باسم "ثائر" ولم تجيب عليه فبسببه خسرت صديقة عمرها ، وقفت لكى تذهب للمطبخ فرأت "قاسم" يقف هناك يتطلع بها مُرتدي قميص أسود وبنطلون رمادى متأنق وجذاب فهذا هو رجلها لكن وجهه عابس وكأن هموم العالم بأسره وقعت على عاتقه ، أسرعت إليه بعفوية وقلق ثم وقف أمامه وقالت :-
- مالك يا قاسم ؟ حصل حاجة

تطلع بيها بحب رغم نظراته الحزينة ثم أخرج من جيبه سلسلة صغيرة جدًا بها فص واحد ألماظ على هيئة جوهرة وقال :-
- كل سنة وأنتِ طيبة يا زهرة

لم تفرح بهدية عيد ميلادها وهى تراه مهموم وحزين هكذا فسألته :-
- مالك ؟

- مفيش كان نفسي أجبلك حاجة أكبر ....

قطعته بحدة وهى تمسك يديه بتشبث وقالت :-
- أنا مش عاوزة حاجة .. أنا عاوزة أعرف مالك وليه زعلان أوى كدة وليه صوتك كأنك تعبان وليه عينك بتطلع نظرة أنكسار

الثـــــــائـــر / نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن