زمهرير | لدغة الصقيع

5¶ الوقوع في أعماقي

Biter of cold¶
Frost bite

______________________

-٥-

تنسابُ كلماته الحائرة في عقل دونغوو بغزارة
"لمَ ذبحتني؟!"

دونغوو يسأل ذاته نفس السؤال منذُ أن طرحه ميونغسو عليه، هو يملكُ جوابًا، وحجّة، وبراهين، وأدلة، ولكن لا يعلم كيف سيُصيغها.

دونغوو اعتقد أنه إن كَبُرَ قد يُتيحُ له نُضجه الإجابة عن هكذا استفسار بشكلٍ لا يُدِينُهُ، أمّا الآن ليس بحوزته سوى تخبطه في أفعاله التي لا مُبرّر لها

ولكن إن حدث هذا وبقي على قيد الاستمرار.. قد يفعل.

ثلاثة سنوات مضت
كانت كفيلة بإرهاق ميونغسو بما يجعله يضجر من تعامله مع دونغوو، كحرب القط والفأر، بين كرٍّ وفَر، محتارٌ باختيار السبيل الذي يرضي دونغوو، أو على الأقل بأن يكُفَّ عن اصطياده له في أبسط الأشياء .

أصغرها كانت بمضايقته واغاظته بنقر رأسه طوال اليوم ذهابًا وإيابًا، وأوسطها بعقابه على أخطاءٍ لم يرتكبها، أما أكبرها تلك التي تُجلجل قلبه لأشهرٍ وتحول مجرى حياته من حالة إلى أخرى.

لا مهرب! فدونغوو يحكم قبضته بعنف على عنق ميونغسو كيفما استدار رأسهُ الصغير.

ولكن هذه الفترة الطويلة كانت كفيلة بصقل صبر ميونغسو، أو بالأحرى كانت فرصة له لإنماء الخبرة في التعارك بقوة وسط بُقع الحياة الموحلة.

ميونغسو قد نَضُجَ بمقدارٍ يفوق عمره، وكأن قسوة دونغوو قَد منحته تدريبًا خاصًا ليشتد عوده الغض، فيصبحُ أمتن وأشد.

يحدقان ببعضهما منذُ ثلاثةِ دقائق وحتى هذه اللحظة، جفونهما تأبى إسدال ستائرها وإراحة عينيهما، رموشهما تهتز بمقاومة دون أن يتنازل أحدهما للآخر

"اسْتَسلِم"

"لا"

"قلتُ لك أن تفعل قبل أن أقتلع لكَ عينيك"

"قلتُ لكَ لن أفعل"

"أتُعاندني ميونغسو؟!"

"أبدًا، منذُ متى أجرؤ على معاندتكَ!"

"إذًا استسلم وأغلق عينيك، فقد بدأت أغضب"

"لن أفعل، ولتفعل بي ما شئت، أنا لن أستسلم ولن أغلق عينَيّ قبلك"

" ميونغسو "