Biter of cold ¶
Frost bite----
------------اقرع نواقيس النجدة مهما شئت، فلن يسمعك من ثقب أذن ضميره عمدًا.
فلن يرى السيد جانغ من الخطر إلا ما يخالفُ تفكيره، رغباته، طموحاته.
حتى ولده الذي بات كشبحٍ يتجول في أرجاء المنزل ويجول عقله في أطياف الندم، فلم يكن يتصيّدُ من عطفه ذرّةً ويرحمه.
دونغوو لا يأكل، دونغوو لا يشرب، دونغوو لا ينام، دونغوو ليس دونغوو، بل شخصًا آخر تمامًا.. كل ما يخبره به الخدم لم يكن ذو اهتمامٍ لديه، فترةً عصيبة وستمضي لا محال.. هذا ما وضعه بالحسبان.
يومان، ثلاثة، شهرًا، لقد أصبح الأمر لا يحتمل بالنسبة للطبيب سونغ، بل لم يتجرأ فيما مضى على مخالفة السيد الجانغ أو حتى اسداءِ نصيحةٍ من شأنها أن تساعد دونغوو على إبقاء عقله في حالة سليمة. وما يخشاه الآن أن تتحول حالة دونغوو المستقرة لما يشبه الهذيان وهذا خطرٌ جدًا.
دونغوو أصبح كالمخبول، يتسابق بين الغرف حالما يفتح عيناه، ينادي ميونغسو وكأنه فقد ولده، لا يعلم لمَ هذا القلب المسروق في حنايا صدره مهتاجٌ لحد الغليان، محتارٌ لمَ شوقه يفيض يومًا عن يوم، متألمٌ وكأنهم انتزعوا قطعة من جسده عوضًا عن منحه أخرى.
ها قد حصل على كل شيء في نهاية المطاف، ولكنه يقسم بشعوره الفاقد لكل شيء وكأنه فراغ.
لم يحادث أبيه منذ خروجه من المشفى، يخشى ما سيسمعه، ورافضًا أن يواجه الحقيقة، لم تلمح عينه وجه عدوه، مازال على قطيعة معه حد الوصول إلى طرد نفسه إلى غرفته طوال الايام المنصرمة كي لا يصادفُ ذلك الوحش الذي يدعى والده والذي يمقته بشده.
وعلى الرغم من تورد وجه دونغوو وتحسن صحته الجسدية، إلا أن وضعه النفسي يتراجع شيئًا فشيئًا ليصيب عقله الهذيان.
يحاكي نفسه بعدد الدقائق والثواني، وكأن أطيافًا تحوم حوله فيستعطفها بكل حنو، يغيب عن الواقع ويقع في مطب الخيالات، يربت على رأس الطيف وكأنه يرى طفلٌ في عمر الخامسة، بكنزةٍ حمراء صوفية بناتية قد ألبسه إياها دونغوو سابقًا وبالغصب ليسخر منه. فيحاول نزعها عنه بقهر من نفسه وعتاب، فيبقى الطفل عاريًا يرتعش بردًا وحزنًا.
عينا دونغوو الحارة ترى الطفل الصغير الخائف يقفُ أمامهُ بارتباك ، ويواري عنه مقلتيه بارتجاف، فيما عينَي دونغوو الناعسة تلمع شوقًا لاحتضانه
"تعال ياصغيري، تعال لحضني لأدفئك"وما إن يمدّ دونغوو ذراعيه توقًا للوصال حتى يتلاشى الطفل وكأنه دخان، فلا يعانق سوى الفضاء، فيتلاشى معه عقل دونغوو وتبدأ نوبة الصراخ
أنت تقرأ
زمهرير | لدغة الصقيع
Random*مكتملة -كانَ مُجَرَّدَ أضحِية، نُحِرَت غدرًا؛ أسفَلَ مُحاولة الانتماء . -عندما يُرعى الصغير ليُقَدَّم كأضحِية على مَائِدة الغَدر، تُكسر العلاقة و تتلاشى في سبيل النجاة، وتبدأ ملحمةُ قتالِ الأرواح للبقاء. ...... ~ماذا سيحدث لو وقع هذا الطفل من أعلى...