13¶ انكسار

815 74 71
                                    


Biter of cold¶
Frost bite

_____

قد يأتي القدر على هيئة نسمة، تُداعبُ أعناقنا بخفة، تنوم عقولنا مغناطيسيًا وتُرخِي تشنجات أفكارنا بلمساتٍ حنونة كاذبة.. وحالما نُخفض دفاعاتنا ونُسلّم أسلحتنا له بغباء، يَهُبُّ علينا بعاصفة هوجاء، وينثرنا بأصقاع الأرض كالرمال.

لا تثق بأحد، فحتى القدر خائن.

...

جسدي الواهن يلسع احساسي بشدة، ومفاصلي مُتَيَبِّسة.
لم أعلم كم من ساعةٍ غفوت، كل ما أعرفه أني غرقت بالنوم أمس حاضنًا ميونغسو الملتصق بي داخل هذه الخيمة الصغيرة التي بكاد تستوعبُ هيأتنا.

وها أنا أحاول تمديد عضلاتي المتخشِّبة.. أشعة الشمس الحارقة تطرق الجدران القماشية وتسخنها.. الجو حار، والعرق يتصبب من كل أنحاء جسدي وهذا ما يزعج الحروق التي شوهت كتفي.

نهضت متثاقلًا، وحيدًا في هذه المساحة الضيقة، وجهي منتفخ إثر النوم غير المريح، لقد كنتُ أئنُّ وجعًا أثناء نومي، هذا ما أذكره.

بَحثَتْ عيناي حولي عن قميصٍ أستُر به صدري المكشوف، أرتديه أعلى بنطالي الجينز المرافق لي يومين متتاليين، فلم أجده.

لا طاقة لي بالتحرك أكثر، ناهيكم عن البحث! حتى فكرة تبديل ملابسي أجلتها أيضًا.

ناديت لميونغسو بتعب، ولكنه لم يُجب، أو ربما لم يسمع! أين هو ياترى؟!

استسلمت، تركتُ جسدي المُضمّد طليقًا ليأكله الغبار وتلسعه الشمس، وحَبَوتُ كالكسالى أَخرُج من المخدع.

وفيما استنشق الهواء خارجًا نهضتُ مُستقيمًا اتمطط، صوتُ طقطقة مفاصلي جعلتي أعتقد أني سأتفكك.

عيناي نصفُ المفتوحة تتقصى مكان ميونغسو، ثوانٍ قليلة وعبس حاجباي تساؤلًا
"ميونغسو! أين أنت؟"

عيناي طارت إلى ساعة معصمي، وقد أشارت لي بأن الوقت متأخر وستحلُّ ساعة المغيب، اتسعت حدقتاي، وعقلي قد تنبه لخطورة غيابه
"ميونغسو!"

ناديت بأعلى، وبجدية أكبر، فقد تعدى عدم ادراكي لوجود ميونغسو فترة زمنية طويلة. مَسحَتْ كفّي وجهي بتوتر، وأكملَتْ طريقها لتبعثر شعري بارتباك.

هرولت حول المكان، أناديه، وأفتش عن أثره، ليس بمقدوره الإبتعاد، أليس كذلك؟!.

يجهل التحرك في هذه المنطقة الغريبة، والجديدة عليه، أيعقل أنه رغب في نزهة يتعرف بها على الغابة وقد عجز عن العودة؟! هل ضاع؟!

زمهرير | لدغة الصقيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن