15¶ ثمانية عشرة

783 73 124
                                    


Biter of cold
¶Frost bite

______________

أضيفُ على الندم نكهة الغضب لأواري سوءة أفعالي
حاولتُ محو ذنوبي بممحاةٍ لا تصل قدماي الغارقة في الوحل، قذرٌ أنا طالما جذوري مغروسةٌ بالمستنقع.

رسائل أبي لم تتوقف، يحثني على العودة بأقصى سرعة، يعلم بتدهور صحتي فيما أنا هاربٌ مع ميونغسو مُدَّعي النزهة.

تهديد ووعيد، منها ناصح ومنها صارخ، يستقطبني لإجراء العملية على وجه السرعة قبل أن أفقد الأمل بالنجاة.

الصورة واضحة أمامي، ولا خيار لدي، ولكن أن أحيا بقلب ميونغسو وأسحبُ روحه من أنفاسه، هذا ما لن أحققه ماحييت.. أو ربما سأحاول ولكن لا أضمن فوزي.

أنا خاسرٌ في معركتي لا محال، جسدي ضعيفٌ منذُ ولادتي، بالأحرى نفسيتي المتطلبة هي مَن أوقعتني بمطب التطلّب.

حاول الأطباء مرارًا وتكرارًا معالجة قلبي وهذا ليس بالصعب المطلق، ولكن المستحيل بالأمر أن هذا القلب لا يحتملني، وكأني ضرّته، بُنيَتهُ أَوهَن من أن تستقبل هياجي، هدوئي، غضبي، صبري.. أحاسيسي بالمجمل.

العملية في الظاهر بسيطة، فأي شخص مُتخلّي عن حياته أو الحياة مَن تخلت عنه، يأتي ويوهبني قلبه كمن يوهب مُتصدق بعض النقود.

ولكن حظي السقيم كَتبَ أن المقسوم لي لا يتناسب مع قالبي، ولا يؤاءم تقلُّبِي..

"جسده مُتكَبّر، لا يستقبل زوَّارًا"

وهذا ما أنذر به طبيبي النفسي أبي، وبهذا قد بدأت مصيبتي، بحيث أوجد والدي الرائع حلًا مبدعًا، بأن يروض مشاعري نحو شخصٍ ينسبه إلي، وكأنه يخبر تركيبة احاسيسي بأن ميونغسو هو قطعة من جسدي فعانقيه يا شراييني واحتضنيه بقبول.

نعم، خبيثٌ هو الإنسان، وعقله يفوق مُكر الشيطان، فقد وقع التوقع، وأصبح حقيقة، وقلبي البارد آنَ لأن يُشيَّع، فيما جسدي يستكين بالقرب من فؤاده الدافئ... والذي هو ذاته قلب ميونغسو الحار.

بطشي بميونغسو، غضبي منه، تهوري، إساءتي له، لم تكن كُرهًا به وحق ذات الإله، بل كانت من نفسي، من ضعفي.

أفرغُ عجزي بالتنكيل به، لأني قد تعلقتُ بقربه بحق، وكنتُ أخشى أن أنهشه بكل وحشية ورضى، فأبعده عني بصب جام حنقي عليه.. وها قد حدث ما كنتُ أخشاه وبدأتُ أفقدُ السيطرة على قراري.

مراتٌ ومراتٌ قد تنازلتُ عن وعدي لنفسي بأن أحميه، كلما ضعُفَ قلبي وأصبتُ بالمرض يضعفُ معه ثباتي وأميلُ إلى الخطأ.

زمهرير | لدغة الصقيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن