زمهرير | لدغة الصقيع

7¶ نُضجٌ سابقٌ لأوانه

Biter cold ¶
Frost bite

________________

-٧-

أقتني مشاعركَ بحجة أني لا أملكُ شبيهها، أتحايلُ على لُطفك بخُبثي، أسلبكَ رغيد عيشكَ الهني بتطفلي على كرمك وتسامحك اللامحدود.

أنا أناني، وضعيف، وإن اجتمعت الصفتان سويًّا فسينتج عنهما علقة، تمتص حتى تُجفّف وتُصحّر فريستها، وأنا هكذا، أحاول امتلاكك قلبًا وقالبًا.. ليس لأني طماعًا أو حقيرًا، بل لأني مُتسول..
أحتاجك ميونغسو، أحتاجك بشدة يا عزيزي..

تركيزه على الورقة أمامه بيد أن أفكاره مُنْصَبّة نحو ميونغسو الغائب، موعد امتحان دونغوو الفصلي قد حان وهاهو يمتحنه الاستاذ الخاص الذي يأتيه ثلاثة أيامٍ بالأسبوع ليعوضه عن ذهابه للمدرسة التي لم يرتادها دونغوو مطلقًا

دونغوو كما يصفونه أساتذته بأنه فتىً ذكي، يكبر أقرانه من حيث النضجِ والذكاء وإن جاز التعبير.. الدهاء.

درجاته مرتفعة كأي طالبٍ متفوق يرتاد المدرسة يوميًا، تكفيه حصتين أو ثلاثة أسبوعيًا ليحقق تفوقًا عاليًا، هو الآن في المرحلة الثامنة الاعدادية، طالبٌ لا يعرف شكل جدران المدرسة المُتشققة ولا مشاكسة الطلاب ولا الدروس الجماعية ولا حتى الأصدقاء.

هذا هو دونغوو، ولدٌ استحال عمره بأن يتنفس خارجًا دون حذر، الاقتراب من الآخرين دون أن يحسب لاقترابه هذا ألف حساب،
كدميةٍ من زجاج، ممنوعٌ لمسها كي لا تُكسَر، وممنوع أن تَلمِسَ كي لا تَجرَح.

أنهى اختباراته مع نهاية السنة، ليبدأ فصل الصيف بالاشراق، ويتفرغ دونغوو لحياته المزدحمة داخل قصره المهجور، وما زحمته إلا ميونغسو، الكائن العجيب الذي يحاول الآن وضع الكاتشب فوق البيض المقلي والذي كان يراقبه دونغوو من أعلى السلالم بعقلٍ يتسابق في وضع خططٍ للتسلية، ضحيتها ميونغسو الولد البالغ من العمر تسعُ سنوات.

أكملَ ميونغسو إغراق الطبق بالسائل الأحمر الشهي، ولسانه يبلل شفتيه اشتهاءً.. حمله بحماس وحرص وهرول نحو السلالم ووجهته غرفة دونغوو

أسرع دونغوو للاختفاء بغرفته حالما أيقن أن ميونغسو آتٍ إليه.. طرق ميونغسو الباب باستئذان
"سيدي، حضّرتُ لك طبق البيض الذي طلبته مني"

أرخى ميونغسو عينيه نحو الطبق، تمنى لو استطاع أن يتذوق منه ولو القليل، أو أن يلحس مسحوق الطماطم الذي يغريه، ولكن لا، دونغوو لن يسمح، هو مُعاقب، وهذه المرة العقاب يمسُّ كرشه الصغير المسكين، لابيض بعد الآن حتى يأمر دونغوو العكس.