الطريقة الثانية
بعدما كبّلتُ جارتنا أكملت مسيري في الحديقة اللطيفة
وجدتُ إطلالة رهيبة ينقصها الجلوس أمامها وتأملها، بحثتُ عن مقعد فوجدتُ مقعدًا فارغًا من مقاعد الحديقة
يجلسُ عليه طفلٌ في الخامسة على ما يبدو، يشرب العصير بلطافة
لا ادري أين والدته، سأجلس بجانبه
جلستُ والتفتُّ له ألقي التحية، فشفنني يخرج ماصة العصير من فمه ويقرّب العصير مني"هل تريدُ إعطائي القليل من عصيرك يا لطيف؟ شك-"
قاطع حديثي ضغطه على علبة العصير فانسكب جلّه على بنطالي...ضحكَ الطفلُ بشرٍّ يستقيم مغادرًا
"يا لعنة!!!"
صرختُ ليسمعني ولكن..كان قد وصل إلى أمه وقد سمعتني.."يا آنسة هل وبالمصادفة ندهتِ على ولدي الجميل باللعنة للتو؟؟"
رفاق.. لا يمكنكم تخيل وجه ذلك الطفل -كم هو بريء- بين أحضان أمه.
"سيدتي أليس هذا عصير ابنك الغالي؟"
قلتُ أشير نحو علبة العصير -شبه الفارغة- بجانبي"بالطبع لا، ألا ترين شركة التصنيع؟ فرح؟؟ لا أحضر لولدي شيء كهذا!"
أسخف إجابة توقعتها
"بني هل هذا العصير لك؟"
سألَته فنفى برأسه حاشرًا إياه في حضنهاحسنًا، برأيي هذا النقاش عقيم ألا توافقونني؟ حان الوقت لتطبيق الطريقة الثانية.
قفوا من مضجعكم
أبدؤوا بالسير نحو وجهتكم القادمة
الناس يضحكون على شكلك -كأنك متبولة على نفسك- ؟ لا بأس
السيدة تصرخ في الخلف؟ لا بأس"هل قمتِ بتجاهلي للتو؟"
صرخت السيدةتعرفون ما الجواب؟
"أجل!"
أجبتها.بعد دقيقتين، جف العصير عن بنطالي من أشعة الشمس، ولم أعد أسمع صوت السيدة تلك، أترون؟ كل شيء على ما يرام.
هل فهمتم العبرة؟
تجاهلوا التفاصيل الصغيرة
من يركّز على التفاصيل الصغيرة سيندم، وسترافقه التعاسة والأفكار السلبية مدى الحياةبالنسبة للعصير المسكوب، فهو المشاكل الصغيرة التي تواجهك
إنكار الطفل لفعلته هو رد كل من تريدون أن تبينوا له التفاصيل الصغيرة تلك، فلا أحد يدري عن تلك التفاصيل غيرك.
أمّا بالنسبة لتلك السيدة، فهي القدر، القدر الذي يقف دائمًا في وجهكم ويدافع -بشكل ما- عن ما يضايقكم.
تجاهلوا التفاصيل الصغيرة، قبل تدخّل القدر.
تجاهلوها قبل فوات الآوان، فلا يكون للراحة في حياتك مكان.
كانت هذه الطريقة الثانية
᭙ꪖꪗ ꪀꪊꪑ᥇ꫀ𝘳 𝓽᭙ꪮ