- دع الأمر لي، قال ياماتو بعدما عهد إليه ساسكي بالشينوبي المحرَّرين. لستُ غريباً عن هذا أيضاً على كل حال.
مع هذه الكلمات التي نطق بها بلا مبالاة، شعر ساسكي وكأنه ألقى نظرة خاطفة على ماهية هذا الرجل وماضيه. أدرك أن هذا النوع من التواصل، يجعله يتعرف على الشخص الآخر ويجعل العالم الذي بداخله يكبر قليلاً بعد. مع هذا الشعور الذي انتابه فمن الطبيعي أن يتبادر ناروتو إلى ذهنه.
نشأ ناروتو كنينجا مدعومًا من قبل أنواعٍ عدة من الناس. ما حجم عالمه بالضبط؟ ما الذي سيحدث في المستقبل الذي كان يهدف إليه ناروتو؟ فكر ساسكي في نفسه وحول ما يريد أن يراه يحدث. كان من الصعب النظر إلى المستقبل بهذه العيون التي لطالما كانت تحدق في الظلام فقط. وبينما هو يسافر حول العالم، التقطت تلك العيون الظلام القابع في قلوب البشر، لكنه لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدي فحسب.
غادر ساسكي أوروتشيمارو وتوجه إلى الجزيرة المنسية بمفرده. في أعماق نفسه لم يكن يدري بالضبط لِمَ ومن أجل من كان يقوم بذلك بالضبط ولكن شعوراً عميقاً في داخله جعله يؤمن بأنه يتعين عليه حل هذه المسألة. تفحص خريطة أوياشيرو متسائلا، أهذا هو؟
ظهرت جزيرة صغيرة في المحيط يتوسطها جبل محاط بالغابة ومنازل مهدومة متناثرة على الساحل، لم يكن هنالك شيء يدل على وجود حياة للبشر. لكن ما لفت انتباه ساسكي كانت سفينة راسية في ميناء الجزيرة، كبيرة بما يكفي لحمل مائة شخص على الأرجح. نظر إليها بالشارينغان فلمح علامة كيريغاكوري المنحوتة فيها.
هذه هي السفينة المفقودة إذن.
نظر إلى الجزيرة مرة أخرى بالشارينغان. هناك. خارج القرية المهجورة، في الغابة، كانت هنالك هالة بشرية. نزل ساسكي من قاربه ووقف على الأمواج لكن الهالة اختفت مع اقترابه من الجزيرة.
أولاً، سفينة كيريغاكوري. قفز على سطحها وتفحصها. لم يكن هناك ما يدل على حدوث قتال. لا وجود لقطرة دم واحدة. قفز من على السفينة وهبط في الميناء. كانت هنالك قوارب أخرى ولكنها صغيرة على عكس سفينة كيريغاكوري.
أتركوها هنا واستخدموا القوارب الصغيرة؟
ترك الميناء وتجول في القرية المهجورة. ربما ضربت عاصفة المنازل فقد اقتُلِعت جميع الأسطح، كما قد دُمِّرت النوافذ والأبواب. مر من القرية إلى الغابة التي كانت حارة ورطبة، ما جعل جلده يتعرق. كانت الأشجار ملتوية والأعشاب نامية بغزارة. كان التنقل في المكان صعبا لكنه شعر بوجود شخص ما في المقدمة لذا سحب الكروم جانبا وحدّق إلى الأمام فإذا به يرى شخصًا مستلقٍ في طريقه. لم يكن شخصاً واحداً فقط، كان هنالك العديد وبجانبهم شخصان يراقبان. فعّل ساسكي الشارينغان وأخذ نفسا ثم اقترب منهم.
- من هناك؟! نظر أحد الحراس حوله في محاولة لتحديد موقع ساسكي.
استغل ساسكي الفرصة ليوقع بخصمه في غنجوتسو الشارينغان. سقط الرجل بسهولة، تخطى ساسكي جسده ليقترب من الرجل الآخر الذي كان يقوم بإشارات اليدين. رفع الرجل قبضته لكنه لم يستطع أن يلمس ساسكي الذي قرأ هجمته وقفز في الاتجاه المعاكس تمامًا. التطمت قبضة الرجل بالأرض محدثة حفرة فيها ودوّى انفجار هائل عبر الغابة. شبه ساسكي هذا الأسلوب المتفجر بالذي استخدمه ديدارا عضو الأكاتسوكي عندما تقاتلا في السابق.
في هذه الحالة...
أخرج ساسكي كوناي وشحنه بالتشاكرا ثم ألقاه على خصمه.
- تباً... رايتون (أسلوب البرق)؟
أصاب الكوناي ذراع الرجل وسرعان ما اختفت التشاكرا التي كانت في قبضته. حاول سحب النصل ولكن قبل أن يتمكن من ذلك، أصابه ساسكي بركلة دائرية على رأسه.
ارتد الرجل على الأرض. نظر إليه ساسكي ونال منه بالشارينغان. وبهذا، لم يتمكن الحارسان من التحرك.
ركض ساسكي إلى النينجا المستلقين على الأرض، والذين كانوا مرتدين زي كيري وكومو. كانوا يتنفسون لكنهم كانوا غائبين عن الوعي كالموتى. وفقًا لرسالة كاكاشي فإن الأشخاص الذين هاجموا كونوها كانت تتدفق تشاكرا غريبة عبر أجسادهم. استخدم ساسكي الشارينغان للتحقق من ذلك.
لا شيء. لم يستطع العثور على التشاكرا التي تحدث عنها كاكاشي، فجرّب تقنية تحرير الغنجوتسو على نينجا كيريغاكوري الذي أمامه.
- أين... أنا؟ استعاد النينجا وعيه.
- أيمكنك تحرير الغنجوتسو؟ سأل ساسكي.
شعر الرجل بدوار فوضع يده على جبهته.
- تحرير الغنجوتسو؟
- تم القبض عليك ووقعت في غنجوتسو.
- آه... صحيح. كنت أراقب على ظهر المركب ثم اقترب منا قارب صغير... قال الرجل وهو يتذكر ما حدث.
- أخبرني عن هذا في وقت لاحق، قال ساسكي. أولويتنا الآن هي الابتعاد عن هنا.
نظر الرجل حوله ليرى رفاقه يرقدون بجانبه، بدا وكأنه فهم الموقف أخيرًا.
- تحرير الغنجوتسو، صحيح؟ أجل أستطيع القيام بذلك.
تحرك ليقوم بتحرير رفقائه من الغنجوتسو الملقى عليهم.
صرخ نينجا كيري فجأة عندما اخترق نصل التشاكرا جسده ما أدى إلى تناثر الدم. ضغط بيده على الجانب الأيسر من صدره وجلس كما لو كان سيسقط فوق رفاقه.
ألقى شخص النصل عليه من الخلف. شعر ساسكي بنسيم لطيف من التشاكرا. لقد واجه هذا من قبل.
- لم أعتقد قط أنني سأراك مرة أخرى في مكان كهذا.
خرج رجل من الغابة ذو مزاج رائق وصوت مألوف.
- لا يمكن أن تكون أنت بالفعل!
أمام ساسكي كان يقف النينجا الذي التقى به في قرية تاكينو: نواكي. وخلفه، مع تعبير يصعب فهمه، كانت تقف تشينو.
- ماذا تقصد بقولك هذا؟ سأل نواكي.
- أنت القائد السابق للبرق المنير، والآن أنت من وراء الهجوم على قرى الشينوبي... يا فوشين.
قام نواكي بسحب سيف تشاكرا آخر من حقيبته، ما وضع ساسكي على أهبة الاستعداد على الفور، لكن بدل الهجوم، قام بقطع معصمه. متجاهلًا الدم المراق، قطع المعصم الآخر أيضًا.
تنهد ساسكي.
بدأ جسد نواكي بالتحول، بعدما كان عضلي البنية، صار الآن نحيفًا وانكمش قليلاً أيضًا ليصبح شابًا بنفس طول ساسكي.
حدّق ساسكي في الدم الذي أراقه. لقد شعر بتشاكرا غريبة فيه. ربما أطلق الشاب تشاكرا خاصة في دمه وغير شكل جسده. فهل هذه هي التقنية التي طبقها لجعل البشر ينفجرون بمجرد أن يصابوا بجروح خارجية؟
- كنت أعلم أن هذا سيتسبب لي بالمتاعب عندما قابلناك في تاكينو. على الرغم من أنني تمكنت من قتل كاريو الذي كانت تربطه صلة بي...
- سوف تعترف بكل شيء. هنا والآن.
- حقاً! أتساءل إن كنت سأفعل!
عرف ساسكي في اللحظة التي رأى فيها النظرة على وجه نواكي أنه لم يكن يخطط لإخباره بما يريد أن يعرفه. لذلك كان عليه أن يمسكه ويستعمل عليه الشارينغان.
جمع نواكي بين يديه وشكّل الإشارات. رقصت ريح حوله واختفى جسده وراء أوراق الشجر والأوساخ والغبار.
فوتون (أسلوب الريح)؟ كلا. لدى نواكي أيضًا كيكّي غنكاي.
ازدادت قوة الرياح بثبات ولم يكن هناك ما يشير أنها ستتوقف، فقد تجاوزت قوة أسلوب الريح. كان نواكي لا يزال يقوم بعلامات اليدين في الوسط. بدأت الريح تتوسع للخارج ما إن انتهى من ذلك.
- تايتون (أسلوب الإعصار): عاصفة الدمار، صرخ نواكي.
جرفت الرياح أجساد النينجا المختطفين والأشجار من حولهم، حتى جسد ساسكي كان مهدداً بالطيران. لقد كان إعصارا حقاً.
- والآن...
فتح نواكي سترته وأخذ منها سيفا بحجم اليد تقريبًا. ركز فيه التشاكرا خاصته ثم ألقى به مع الريح لمهاجمة ساسكي. عض ساسكي لسانه وقفز لتفاديه. لكن بمجرد أن فعل ذلك، حملته الريح إلى الأعلى.
لم يكن السيف التهديد الوحيد، كانت هناك أشجار مقطوعة أيضًا تقوم بغرض الأسلحة. ولكن باستخدامها كموطئ لأقدامه، تمكن بطريقة ما من الهبوط على الأرض مرة أخرى بينما تفادى سيف التشاكرا الطائر.
كانت الريح قوية جداً لذا لم يستطع الاقتراب من نواكي. وأصبحت العاصفة تدريجيًا كبيرة بما يكفي لاحتواء الجزيرة بأكملها. كان نواكي في مستوى آخر مقارنة بكاريو من الرعد المظلم وفوتسو من الكولوسيوم. بالتفكير في الأمر فقد كان زعيم البرق المنير من مكن رفاقه من النجاة من أيدي نخبة نينجا كيريغاكوري.
قام نواكي بإشارات أكثر تعقيدًا ثم أطلقها.
- الضربة القاضية... الزوبعة المدمرة!
بدأت الرياح تدور في الاتجاه الآخر، ببطء في البداية كما لو كانت تشحن كمية هائلة من الطاقة ثم أخذت بالتسارع تدريجياً. تحولت بعدها إلى نصل ضخم هاجم ساسكي. قطع النصل الأشجار الضخمة في الغابة وكأنه منجل يقطع الأرز.
- سوسانو!
فعّل ساسكي المانغيكيو شارينغان فظهر محارب ضخم مدرع ذو جناحين ليحميه.
أمسك ساسكي بالنصل الهائل بسيف سوسانو. احتدم الاحتكاك بين نصل الريح والسيف، وبرزت قطرات من العرق على جباه المقاتلين.
ركز ساسكي قوته في عينيه ليرفع سوسانو قدمًا واحدة إلى الأمام ويقوم بالدفع ضد نصل الرياح ملقيا بثقله عليه.
عض ناواكي شفته وفصل بين يديه اللتان كانتا تقومان بالإشارات. ما أن قام بذلك حتى عاد النصل إلى محض ريح واختفى. لكن سرعان ما أعاد القيام بتلك الإشارات.
- لن أدعك تنهي هذا!
عاد دوران الرياح مشكِّلاً عموداً من الهواء العنيف المضطرب يلف المنطقة مرة أخرى ويدفع باتجاه سوسانو الذي تراجع بضع خطوات.
لم يكن ساسكي ليذهب إلى أي مكان حتى يهزم نواكي بنفسه. لفت نظره المكان الذي افترض أن نواكي فيه. أدرك أن خصمه لم يتحرك من مكانه على الإطلاق. مركز الرياح. عين الاعصار. كان عليه أن يُصوِّب هناك.
حرصًا على منع نواكي من الملاحظة، تسلل ساسكي خارج سوسانو تاركًا إياه يواصل القتال. عض بقوة على إبهامه لينزف دما، ثم وضع يده على الأرض.
- تقنية الاستدعاء!
ظهرت أفعى عملاقة. آودا. ثعبان ساسكي المخلص.
- ساسكي-ساما، ما هو طلبك؟
- تمدد!
- مفهوم.
اتباعا للتعليمات، ألقى الثعبان العملاق رأسه نحو السماء وانزلق جسده الضخم من خلال رياح نواكي ليرفع ساسكي عاليا.
- أحسنت صنعاً!
من هناك، قفز ساسكي نحو مركز الرياح وشحن يده برقاً.
- تشيدوري!
سمع نواكي صوت تشيدوري فنظر إلى الأعلى بدهشة محاولا إطلاق رياحه نحو ساسكي لكن الأوان كان قد فات بالفعل. استخدم ساسكي قوة نزوله لضرب نواكي.
ضربت صدمة كهربائية جسد نواكي وسقط أرضا. تم تحرير تقنيته واختفت الرياح الهادرة على الفور لتترك مجالاً لسماء زرقاء.
لهث ساسكي متأثراً من فرط استخدامه لقواه البصرية. لكن كان عليه القبض على زعيم المجموعة والحصول على معلومات منه.
- اللعنة.
حاول نواكي الوقوف للهروب من عيون ساسكي ولكنه سقط مرة أخرى، غير قادرٍ على استجماع قواه.
وقف ساسكي بجانبه وألقى نظرة بالشارينغان. في لحظة من الزمن، رأى كمًا هائلاً من المعلومات. تدفقت حياته كالشريط.
كان نواكي وحيدًا دائمًا. ألقي عليه اللوم بسبب العاصفة العظيمة التي ضربت الجزيرة، وتم بيعه لرجل ثري مهتم بقدراته. لجعله مطيعا، قام الرجل بتعذيبه، مما أدى إلى إضعاف إرادة المقاومة لديه. أُجبر على خوض معارك لم يرغب فيها، وعلى القتال من أجل حياته لغرض تسلية سيده. كانت قوة نواكي عظيمة، وابتعد الناس عنه خوفًا من تلك القوة. تم عزله وجعله قاسي القلب من قبل من حوله. لم يخسر مرة واحدة. كان هذا وحده كبرياءه السري. ثم طُرق على ظهره، وبسطت أطرافه في وسط ذلك المدرج.
- هل... خسرت؟
استدار الرجل الثري الذي كان سيده نحو نواكي المذهول وألقى عليه بالشتائم. مع ذلك، لم يدخل أي من ذاك آذان نواكي.
- صحيح. لقد خسرت.
سمع صوتاً. ظهرت يد أمام عينيه، ممدودة نحوه. تحركت عيناه ببطء من تلك اليد إلى الوجه. وهناك... كان أحمراً. تحول مجال رؤيته فجأة إلى اللون الأحمر. كان ينجذب إلى عالم من اللون الأحمر.
غنجوتسو؟ ركز ساسكي قوته في عينيه ليخرج منه.
- إنه حقًا لا يحتمل، شارينغان الأوتشيها.
سحب نفسه من عقل نواكي وعاد إلى العالم الحقيقي. كانت تشينو تحمل نواكي على كتفيها وعيناها مصبوغتين باللون الأحمر، ليس القزحية فحسب، بل حتى مقلة عينها كانت حمراء. كانت عين لم يرها من قبل.
- تلك العيون... قال ساسكي
أصبحت النظرة على وجه تشينو قاتمة.
- عنف النسيان. يقال أن عشيرة الأوتشيها هي التي دفعت عشيرتي، تشينويكي، إلى حافة الهاوية.
- ماذا؟
انغلقت أعين تشينو على ساسكي. تحولت الأرض تحت قدميه إلى بحر أحمر وبدأ جسده في الغرق.
- ساسكي-تشان!
نظرت إليه من فوق الأمواج الحمراء.
- زعيم المجموعة ليس نواكي. بل أنا. أنا من حوّلت النينجا إلى قنابل بشرية وأرسلتهم إلى القرى.
- لِمَ قد تفعلين شيئاً كهذا؟ سأل ساسكي.
حركت تشينو رأسها ببطء إلى جانب واحد.
- ساسكي-تشان، أنت بالكاد تستمع إلى أي شيء يقوله شخص آخر، كما أنك لا تجيب على أية أسئلة. لكنك الآن فجأة، ترغب بالدردشة؟
انفجرت من الضحك وأغمضت عينيها. سالت قطرة دم واحدة وسقطت في المحيط الأحمر. نشأت فجأة موجة هائلة تحطمت على ساسكي. تم جره إلى المحيط وإغراقه دون أن يكون لديه أدنى فكرة عن أي مخرج. لم يستطع التنفس.
سحقاً!
ركز قوته في عينيه مرة أخرى وتحرر أخيرا من الغنجوتسو. أخذ نفسا عميقا، عندما امتلأت رئتيه بالأكسجين، رفع رأسه لكن تشينو كانت قد رحلت بالفعل.التايتون (كيكي غنكاي فوشين) أو أسلوب الإعصار هو دمج بين الفوتون (الريح) واليانغ.
Nowaki-Fuushin
آودا
سوسانو
❤️
أنت تقرأ
Sasuke Shinden: Raikou-Hen - ساسكي شيندن: شروق الشمس
Aventura▪️الترجمة العربية الكاملة لرواية: ساسكي شيندن - شروق الشمس ▪️تاريخ أول إصدار: نوفمبر 2015 باليابانية، من طرف Jump J Books ▪️قام بكتابة النسخة الأصلية شين تووادا (Towada Shin) عن القصة الأصلية لماساشي كيشيموتو (Kishimoto Masashi): المانغا (ناروتو 199...