*الحلقة الخامسة*

1K 52 10
                                    

جمعة مُباركة عليكُم يا حلوين، يارب الفصل يعجبكُم.. ♥

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*‏***************الحلقة الخامسة*****************

" حين يتحول أسوأ كوابيسک إلى واقع ملموس أما أن تهرب للبعيد مُعلنًا أنهزامک أو أن تواجِه ببسالة حتى تلفظ أنفاسَک.. "

مرت عدة أيام كانت الحياة تسير على ما يُرام بالنسبةٍ للبعض وسيئة على البعض الآخر.. وافقت سندُس على خُطبتها من حازم بعد أن فكرت كثيرًا كانت ترغبُ في الرفض كنوع من أنواع التمرُد ولكن بالنهاية رأت إن بجميع الأحوال سيُجبرها على شخص أخر وبالأخير هي تعرف حازم قليلًا ولا تستطيع إنكار إنها تشعُر بأعجاب بسيط تجاهُه لذلك توكلت على الله ووافقت واليوم يوم الخُطبة..
بداخل غُرفة سندُس كانت تجلس أمام المرآة وتقوم خبيرة التجميل بوضع المساحيق على وجهها.. كانت ترتدي فُستان بسيط من اللون الذهبي بحجاب يُماثل لون الفستان بينما والقليل من مساحيق التجميل مما أعطاها مظهر رقيق وجذاب.. كانت فجر معها بالغُرفة تُتابع ما تفعلُه خبيرة التجميل وهي تشعُر بسعادة بالغة من أجل سندُس فالأخيرة تستحق السعادة.....
أنتهت السيدة من عملها ورحلت تاركة الجميع في أنتظار العريس ليأتي حيثُ أن حفل الخُطبة سيُقام بمنزل سندُس ولا يضُم الحفل سوى الأقرب إلى العائلتان.. نظرت سندُس إلى فجر قائلة بتوتر:- شكلي حلو..!!
أبتسمت لها فجر بجمال وهمست قائلة:- زي القمر اللهُم بارک..
أبتسمت لها سندُس وبتوتر وصمتت بينما فجر هتفت قائلة بتساؤل وهي تُرمقها بنظرات مُتفحصة لردة فعلها:- خايفة ومش حابة اللي بيحصل ولا خايفة ومكسوفة زي البنات..؟!
نظرت إليها سندُس بلا تعبير ولكنها هتفت قائلة:- هتفرق..؟
أجابت فجر بتأكيد قائلة:- طبعًا هتفرق، بُصي لنفسك في المراية وجاوبيني..
تعجبت سندُس و بالفعل فعلت كما طلبت منها فجر رأت صورتها تظهر لها بالمرآة فلم تفهم ما تُشير إليه أعادت أنظارها إليها قائلة بعدم فهم:- قصدک أيه..!!
همست فجر بجدية يُغلفها الحنان:- قصدي إن ملامحك مش حزينة يا سندُس، إنتِ مبسوطة حتى لو مش عايزة تصارحي نفسك، مش هقولك حبتيه والكلام دة عشان ملحقتيش أكيد بس إنتِ مرتاحة ودة كفاية وإذا كان ع الحُب هيجي متخافيش..
هتفت سندُس بسؤال مُفاجئ لم تكُن تتوقعُه فجر قائلة:- أيه مفهومك عن الحُب يافجر..؟!
توترت قليلًا من المُفاجأة فهي لم تُجرب الحُب وتلك المشاعر يومًا ولكنها تماسكت وهتفت قائلة بهدوء:- الأخلاص، الحُب بالنسبالي يعني الأخلاص، طول ما هو مُخلص ليا معناه إن حبُه مقلش ناحيتي درجة، وطول ما هو بيحبني بأخلاص مهما مر علينا وحتى لو مكُنتش في حياتُه هفضل في قلبُه..
تصنمت سندُس من عُمق الأجابة التي لم تكُن تتوقعها بالتحديد من فجر حيثُ أن الأخيرة دومًا ما كانت تتسم بالبرودة في أمور العِشق والغرام....
صدح صوت رنين جرس المنزل وبعد لحظات كانت شمس تقتحم الغُرفة بحماس وسعادة تزامُنًا مع أنتشار الزغاريط في أرجاء المنزل.. هتفت شمس قائلة بحماس:- يلا يا سندُس عمو سيد بيقولك أطلعي العريس وصل..
توترت سندُس بشدة ونهضت من على مقعدها قائلة بخوف:- لالا أنا مش عايزة أنا خايفة..
أنهت جُملتها ورحيق تقتحم الغُرفة قائلة بشر:- مش عايزة أيه ياعنيا..!!
لم تُجيبها سندُس بينما فجر وشمس تُتابعان ما سيحدُث بتسلية.. أقتربت منها رحيق ووقفت أمامها وهي تهتف قائلة بنفس نبرة الشر التي تفوح منها:- بقولك أيه يابت إنتِ لو متعدلتيش وخرجتي لعريسك هعمل من لحمك شاورما..
هتفت سندُس بخوف قائلة:- إنتِ مجنونة بتقوليلي كدة يوم خطوبتي وأنا متوترة..
ضحكت فجر قائلة:- أبعدي عنها يارحيق متخوفيهاش..
نظرت لها رحيق بصرامة مُصطنعة حتى تخرُج لخطيبها وبالفعل بعد دقائق كانت تقف سندُس أمام حازم تنظُر أرضًا بحياء وهي تشعُر بأن نظرات الجميع مُسلطة عليها بالأخص نظراتُه هو وقد صدقت كان حازم ينظُر إليها بوله لا يُصدق إن من أحتلت تفكيرُه ليالي طوال أصبحت ملكًا لهُ.. منذُ اليوم الأول الذي رأها بهِ عائدة من الجامعة مُرهقة الملامح لتصطدم بهِ و دون أن تنظُر إليه همست بأعتذار سريع وأكملت طريقها غير عابئة بهِ.. أقترب منها خطوة ثُم همس بجانب أذنها قائلًا بخفوت ناعم:- مبروك مع إني مش مرتاح لموافقتك دي من غير عِند يا سندُس..
نظرت لهُ بغيظ هامسة بصوتٍ لم يسمعُه سواه:- تصدق أنا غلطانة طب مش لاعبة..
أنفجر ضاحكًا على طفولتها بينما هي شعرت بالخجل بالأخص بعد أن نظر الجميع إليهُما بسبب ضحكتُه الرنانة.. ألتقط معصمها وسحبها معُه قائلًا وهو يتوجه بها إلى المكان المُخصص لجلوس العروسين:- أنا محظوظ بيکِ أوي ياسندُس..
أجلسها أولًا ثُم جلس على المقعد المُزين بجانبها.. كان الحفل بسيط وهادئ الجميع يطفوا على ملامحهُم السعادة وبعد مرور بعض الوقت هتف السيد نصار الشيخ والد حازم قائلًا ببهجة:- يلا يا حازم لبس عروستك الشبكة..
ألتقط حازم خاتم ذهبي رقيق بماسة زرقاء تتوسطُه كان الخاتم مُبهر بحق أُعجبت سندُس كثيرًا بذوقُه في أختيار الشبكة.. ألتقط كفها الأيمن حتى يُلبسها إياه ولكن قبل أن يفعل توقف ونظر لها بمرح بينما هي نظرت لهُ بتعجُب بمعنى " في أيه..!! " هتف حازم قائلًا بمرح:- ما تيجي نخليها في الشمال أحسن ونكسب وقت..
شهقت بخجل وهي تكبح جماح أبتسامة سعيدة تُحارب للظهور على شفتيها بينما تعالت ضحكات الحاضرين في الأجواء وهتف السيد نصار قائلًا بمُشاكسة:- شوفوا مستعجل أزاي..!! متكسفهاش أكتر من كدة يا واد يا حازم..
ألبسها الخاتم يليها دبلة رقيقة وأسوارة بنفس شكل الخاتم وتعالت الزغاريط مُجددًا..
أنتهى الحفل بسلام بعد عدة ساعات رحلت فجر برفقة شقيقتيها إلى منزلهُن والسعادة تملأ قلوبهُن لسعادة أبنة خالتهُن.. دلفن إلى المنزل وشمس تهتف قائلة بسعادة:- أنا عملت حتت سيشن لـ سندُس وخطيبها عايزة أظبط الصور وأبعتهالها عشان تعرف تنزلها براحتها..
هتفت رحيق بسُخرية قائلة:- فاضل كام يوم على أمتحانك ياسينيورة، ياريت يعني نذاكر لو مفيهاش إساءة أدب..
هتفت شمس بغيظ وهي تتبع فجر إلى غُرفتهُن:- إنتِ على طول كدة يا رحيق بتفكريني باللي أنا فيه وتخوفيني، بقيتي بومة أوي..
شهقت رحيق وهي تركُض خلفها قائلة بشراسة:- بقا أنا بومة..!! طب والله لهواريکِ..
صرخت شمس بخوف وركضت إلى فجر تختبئ خلفها وهي تهتف قائلة:- ألحقيني يا فجر رحيق أتجننت..
هتفت فجر بتوتر مُضحك:- ما هي على طول مجنونة أيه الجديد..
صرخت رحيق بغضب قائلة:- إنتِ بتقولي أيه يا فجر..!! أوعي كدة خليني أجيبها من شعرها..
هتفت فجر بمرح وهي تُحيل بين شقيقتيها:- أهدي بس يا رحيق هي مغلطتش فيكِ..
رحيق بغيظ:- بتقول عليا بومة وتقولي مغلطتش..!!
فجر بجدية ضاحكة:- مش شايفاها غلطت الصراحة..
صاحت شمس بسعادة قائلة:- وبوم بوم بوم، أيه قصف الجبهة العالي دة..
زمجرت رحيق بشر وأنقضت عليهُما وبدأت الحرب بالغُرفة بين الفتيات وصوت ضحكاتهُن تصدح بالأرجاء.. قطع هذه الضحكات صوت السيد رأفت الذي هتف قائلًا بنبرة عالية حتى يصل صوتُه إليهُن:- فجر تعالي عاوزك..
توقفن الفتيات عن اللعب وتبادلت فجر مع رحيق نظرات غاضبة، حزينة، عاتبة وشمس إلى الآن لا تفهم سر الجفاء المُفاجئ بين والدها وشقيقتيها... نهضت فجر وتوجهت إلى غُرفة والدها جالسة على حافة الفراش بينما هو سحب مقعدًا وجلس عليه أمامها قائلًا بتنهيدة:- أنا هدخُل في الموضوع على طول، هتفضلوا زعلانين وواخدين جمب كدة كتير..
همست فجر بعتاب قائلة:- هو حضرتك مش شايف إن في حاجة تزعل..
هتف السيد رأفت بحدة:- أيه المُشكلة لما أتجوز مش راجل زي باقية الرجالة ومن حقي أتجوز مرة وأتنين وتلاتة وأربعة..
أغتاظت بشدة من حديثُه وحاولت أن تتماسك من أجل كونُه والدها فقط ولكنها قالت بنبرة مشدودة:- أيوة مُشكلة لما تتجوز على ماما قبل ما تموت بعد كُل اللي عملتُه معاك السنين اللي فاتت، مُشكلة لما تتجوز عليها وهي مخلياك مش محتاج حاجة بحجة إن الشرع محلل أربعة مع إن الحجة دي ليها شروط، مُشكلة لما تتجوز عليها من غير ما تقولها وتكون راضية ودي أول شروط حجتك بالمُناسبة، مُشكلة لما تعرف فجأة وتوقع تموت بسببك إنت والست دي، مُشكلة لما أول يوم عزا ماما بدل ما تواسينا لا روحت أتصلت بيها وتقولها ضُرتك ماتت عشان تفرحها، شوفت إن في مُشكلة إزاي..!!
هتف السيد رأفت بصدمة:- أنتوا عارفين إني متجوز من أمتى..!!
همست فجر بحُزن:- من أول يوم عزا ماما، شمس سمعتك وقالتلنا بس سكتنا عشان الوقت مكنش يسمح لأي كلام م النوع دة..
أنهت حديثها ونهضت قائلة بتعب:- بعد إذنك..
سارت بخطوات سريعة إلى باب الغُرفة وقامت بفتح الباب لكن صدح صوتُه قائلًا بحزم قبل أن تخرُج من الغُرفة:- أعملي حسابك إنتِ وهما إن أميرة هتيجي تعيش معانا م الأسبوع الجاي مفهوم..
*********************************************

رواية بزوغ الفجر.. الجزء الأول من سلسلة " وتحكي الأيام "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن