*الحلقة السادسة*

1K 55 26
                                    

مساء الخير.. ♥
بعتذر ليكُم إني هوقف الرواية ليوم 14/6 لإن أمتحاناتي من يوم الخميس الجاي هتبدأ بإذن الله، دة أخر ترم ف مسيرتي التعليمية ومحتاجة كُل طاقتي وتركيزي عشان أنتهي منه على خير، محتاجة تدعولي كتير لإني خايفة ومتوترة أكتر ما كنت بمتحن أيام الثانوية العامة والله 💔 ميعادنا مع الفصل الجديد بإذن الله يوم 15/6، إدعولي أخلص من الترم دة على خير.. ♥

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*‏****************الحلقة السادسة****************

" أن تترُک كُل شئ وترحل للبعيد لهو أمرًا رائِع ولكن ماذا لو كان ذلك الشئ الذي ستترُكُه هو روحَک.. "

حالة من الصمت والصدمة عمّت على الجميع بعد رحيل السيد رأفت لا أحد يُصدِق إن من كان هُنا الآن ويتحدث هو والدهُن من كان يُخبرهُن بأنهُن قطعة من روحُه ولا يُمكنُه أن يستغنى عنهُن هل تلك الزيجة المشئومة أستطاعت أن تُغيير أحساسُه تِجاههُن بهذه الصورة البشعة.. شعور باليُتم أنتابهُن بتِلك اللحظة فجأة إنقلبت حياتهُن رأسًا على عقب وأظهرت لهُن الحياة جانبها السيئ... كان الأمان الذي يشعرن بهِ بمنزلهُن أمان واهي تحطم مع أول صدمة...
همست رحيق قائلة بذهول:- هو دة بجد بابا..!! يستحيل يكون هو بابا..!!
بكت شمس بقهر وحُزن دون أن تتحدث بينما فجر كان وجهها خالي من التعبير صلبة لا تُظهِر ما تشعُر بهِ بهذه اللحظة ولكن بداخلها نيران مُشتعلة تكاد أن تحرِق الأخضر واليابس.... نظرت سندُس إليها قائلة بتعجُب من حالة الوجوم التي أصابتها دون أن تُنفِث عن غضبها:- فجر سكتِ ليه كدة..!!
نظرت لها فجر دون حديث ثُم نظرت إلى شقيقتيها واحدة تبكي والأُخرى تواسيها بملامح وجه مُتشنجة.. تنهدت قائلة بتعب:- هقول أيه..!!
أشفقت سندُس عليها بشدة وتألمت لاجلهُن الصدمة أكبر من أن يقوم العقل بأستيعابها....
دلفت السيدة فاتن إلى غُرفة الصالون بعصبية قائلة:- هو فاكر نفسُه أيه عشان يهددكُم..!! فاكركُم ملكوش أهل لا ياحبايبي دة بيت خالتكُم يعني بيتكُم، ومفيش واحدة فيكُم تشيل هم حاجة..
لم يستطيعّن حتى الأبتسام بعد كلِماتها الداعمة المُخبة لهُن.. الأمر أكبر من أستيعابهُن ثلاث فتياب كالوردات على حين غرة رأينَ غدر الحياة وأصبحنَ بمُفردهُن... نهضت فجر قائلة بهدوء:- أنا هنزل أقابل زينة وأتمشى شوية مش هتأخر..
هتفت رحيق قائلة بتعجُب:- مش هتقعُدي نشوف حل للي أحنا فيه..!!
همست فجر بهدوء قائلة:- مش هتأخر بس محتاجة أنزل شوية..
خرجت من غُرفة الصالون مُتوجهة إلى غُرفة سندُس التي تُقيم بها هي وشقيقتيها أرتدت ملابسها وتوجهت خارج المنزل بأكملُه هاتفت زينة وأخبرتها إنها ترغبُ في مُقابلتها الحديقة القريبة من منزل السيدة فاتن وصلت إلى المكان المنشود وجلست على أقرب مقعد قابلها.. كانت الحديقة هادئة في هذا الوقت من اليوم دقائق وأتت زينة التي بمُجرد أن جلست بجانبها حتى ألقت فجر بنفسها بين أحضان صديقتها وأنفجرت باكية همست زينة قائلة بصدمة:- بتعيطي كدة ليه يافجر..!! في حاجة حصلت..!!
لم تتحدث بل ظلّت تبكي قهرًا على ما آلت إليه الأمور بحياتها بعد قليل من الوقت توقفت فجر عن البُكاء لتسألها زينة قائلة:- بقيتي أحسن دلوقتي..؟!
أومأت لها فجر دون حديث فأستكملت حديثها قائلة بشفقة:- قوليلي أيه اللي زعلك كدة..؟
تنهدت فجر بتعب وبدأت في سرد كُل شئ حدث لها هي وشقيقتيها منذُ اليوم الأول لوفاة والدتهُن.. كانت الصدمة تحتل وجه زينة لا تُصدق أن السيد رأفت الحنون العاشق لتِلك السيدة رحمها الله أن يتزوج عليها وبمنزلها أيضًا وليس هذا فقط بل تخلى عن أبنائُه قطعة من روحُه من أجل سيدة أُخرى.. همست قائلة:- أنا بجد مش مستوعبة اللي إنتِ بتقوليه..!! بقا عمو رأفت اللي روحُه فيكِ إنتِ وأخواتك ومامتك الله يرحمها يعمل كدة..!!
تنهدت فجر وهمست قائلة بشهقات بُكاء:- أنا مش عارفة أعمل أيه، حاسة إن العالم بينهار حواليا وأنا واقفة مش في إيدي حاجة، مش مصدقة إن هو أتخلى عننا بسهولة عشان واحدة شيطانة زي دي..
ربتت زينة على كتفها قائلة بحنو:- ياحبيبتي أكيد هو مش في وعيُه أو مخدوع فيها بس هو بيحبكُم يا فجر وملوش غيركُم وشوية وهتلاقيه فاق م اللي هو فيه..
نفت فجر حديثها قائلة بقهر:- وعلى ما يفوق أنا وأخواتي هنعمل أيه..!! هنفضل قاعدين في بيت خالتو اللي هي أصلًا ظروفها على قدها وبتجوز بنتها كمان ولا هنرجع نعيش معاه ونشوف واحدة غير ماما بتنام على سريرها وعايشة عيشتها..!!
همست زينة بتفكير:- طب أيه رأيك تروحي تعيشي في بيت العيلة بتاعكُم هو بعيد شوية عن الجامعة بس أهو حل حلو..
همست فجر قائلة بسُخرية:- البيت أتباع من بعد وفاة ماما بشهر، خالتو زهرة خليتنا نبيعُه عشان تاخُد حقها قبل ما تسافر تاني وفلوسُه أتقسمت علينا، بس هنعمل بيها أيه دول كام ألف هيكفونا شهر أتنين سنة حتى برضُه مش حل لأننا منعرفش بابا مُمكن يفوق بعد قد أيه ويرجعلنا..
همست زينة بأشفقاق قائلة:- خلاص ياحبيبتي ربنا بإذن الله هيحلها من عندُه..
بعد مرور ساعة ودعت فجر زينة وقررت العودة إلى المنزل لكي تطمئن على شقيقتيها كانت على مقربة من المنزل ولكنها توقفت وهي تنظُر أمامها بصدمة تحولت سريعًا إلى غضب ناري وهي ترى أمامها أميرة زوجة والدها تقف على بُعد عدة خطوات منها بهيئتها المُنمقة وثيابها التي لا تليق مُطلقًا بسنواتها التي تخطت الثلاثون.. حاولت شمس أن تُسيطر على أعصابها حتى لا تفتك بها وقررت أن تتقدم بسيرها مُتجاهلة إياها تمامًا.. كانت على وشك أن تتخطاها ولكن قبضت أميرة على معصمها قائلة ببرود:- أستنى أنا عايزة أتكلم معاکِ..
أبتعدت عنها فجر بأشمئزاز قائلة:- أحنا مفيش كلام بينا..
همست أميرة ببرود أشد:- لا في يا غالية، مثلًا الكلام اللي رأفت قالوا ليكِ إنتِ وأخواتك من شوية لازم نتكلم فيه..
همست فجر بصدمة:- هو حكالِك، وبعدين إنتِ مالك باللي بينا وبين بابا..!!
ضحكت قائلة بسُخرية:- أبوکِ دة خاتم في صباعي وأعرف عنُه أي حاجة تتخيليها..
صمتت فجر تنتظر حديثها الهام ولم تُجيبها حتى لا تُعطيها الفُرصة لأغاظِتها بينما أميرة أستكملت حديثها قائلة بجدية تتخللها البرود:- بُصي بقا يا دكتور أبوكِ اللي هو جوزي تعب منكُم ومن جنانكُم وبصراحة كدة الكلام اللي قالوا ليكُم فوق دة من قلبُه، الراجل بقالُه سنين بيشقى عشان واحدة مريضة ومقضية نُص حياتها في المُستشفيات وتلات بنات يوم ما بقا معاهُم قرشين حلوين مفكروش يساعدوا في أزمتُه..
همست فجر بذهول:- قصدك أيه..!! فلوس أيه دي اللي بتتكلمي عنها..!!
أميرة بخُبث يفوح من نبرتها غفلت عنهُ فجر:- فلوس بيت العيلة اللي بيعتوه وخدتوا نصيب مامتكُم فيه وهو ياعيني محتاس في المحل مش عارف يسدد ديونُه منين ومفيش واحدة فيكُم فكرت تساعدُه بجنيه..
صاحت فجر قائلة بحدة:- الكلام دة مش صح إحنا منعرفش حاجة عن شُغل بابا وعمرُه ما طلب مننا فلوس وقولنا لا..
هتفت أميرة قائلة ببرود:- البني أدم لازم يكون حاسيس بقا، المُهم إن هو خلاص مبقاش عايزكُم ومش قادر على مصاريفكُم هتعملي أيه بقا..
صاحت فجر قائلة من بين أسنانها:- بابا يستحيل يتخلى عننا..
ضحكت أمير قائلة:- إنتِ مجنونة..!! هو سابكُم فعلًا، رفض يطلقني ومُتمسك بيا أنا وحتى يوم ما جيه يعمل اللي عليه معاكُم للأخر مستحملش ياحبيبي يخدع نفسُه وجابهالكُم صراحة..
صمتت فجر غير قادرة على الرّد حديثها صحيح لقد أتى حتى يُخبرهُن بعدم رغبتُه بهُن مرة أُخرى ويوم أن فقدت شمس وعيها رفض تطليقها أيضًا وكُل ما يفعلُه حتى الآن يُثبِت صحة حديثها... عادت من شرودها على صوت أميرة الخبيث قائلة:- أنا قولتلك اللي فيها وإنتِ كبيرة وواعية كفاية عشان تستوعبي كلامي ولو مش مصدقاني مُمكن تيجي معايا وتسمعيها منُه وتوصلي الكلام لأخواتك..
نظرت لها فجر بأشمئزاز تخفي بهِ قهرها منها ومن كُل شئ وتخطتها لتبتعد عنها قبل أن تُفرِغ بها طاقة الغضب التي بداخلها بينما أميرة راقبتها تبتعد عنها بأنتصار وهي تتذكر كيف أقنعت السيد رأفت أن يذهب إليهُن ويُخبرهُن بذلك الحديث.....
<< FlasH BacK>>
أقتربت منهُ تهمس بجانب أذنهُ قائلة بنبرةٍ ناعمة كفحيح الأفاعي:- صدقني يا رأفت روح قولهُم إنك مش هتصرف عليهُم وتعبت منهُم هتلاقيهُم رجعولك تاني يوم، المهاودة مش هتنفع مع بناتك وإنت حبيبي مش هتفضل سايبهُم عند الناس كدة كتير، لازم يرجعوا وينوروا بيتهُم...
أقتنع السيد رأفت بحديثها دون أن ينتبِه إلى نبرة الخُبث بهِ وكانت النتيجة ما حدث....
<< BacK>>
سارت فجر بخطوات ثقيلة غير قادرة قدميها على حملها.. دوار يلفحها وترغبُ في الأستسلام لهُ ولكن فات آوان الضعف والأستسلام عليها التفكير سريعًا بحل يُنقذها هي وشقيقتيها من هذه الدوامة...
أخرجت هاتفها من جيب بنطالها وضغطت على عدة أرقام ثُم وضعت الهاتف على أذنها مُنتظرة الرد الذي أتاها سريعًا فهمست هي قائلة بخفوت:- ألو، دكتور أشرف هي المنحة اللي حضرتك كلمتني عليها من تلات شهور لسة موجودة....
*********************************************

رواية بزوغ الفجر.. الجزء الأول من سلسلة &quot; وتحكي الأيام &quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن