السجل 5: يظهر أحد العلماء في كاد الصورة وهو يدخن سيجار أقترب من نهايته، كان جالساً على إحدى الأرائك بينما يفتح الباب المقابل غير الظاهر في التصوير، ويدخل منه أحدهم قائلاً "هذا جنون، تماماً كأننا نقوم بدراسة جينية على البشر، لا يمكننا معرفة نتائج التجارب حتى 10 سنوات على الأقل..." "لا تقلق بهذا الشأن، قام قسم الدعم التقني بتوفير السيريبروسفير لنا والآن ما علينا سوى استخدامه لتهيئة عناصر الاختبار الجديدة دون أي جهد يزكر" يرد الجالس على الكرسي بهدوء فيما يأخذ نفسا آخر من سيجاره" لا أحب تلك الآلة يا رجل، ليست الآلة في حد ذاتها هي الفكرة فهي لا تعدو كونها جهاز عرض لما في داخل عقلك، لكن ما يشغل تلك التروس العصبية، ما يقبع خلف دارات تلك الآلة....... هو ما يخيفني" قال الرجل الواقف خارج كادر الصورة بنبرة خدشها التوتر " أتعني المعلم؟، هل بدأت الآن بنظرية المؤامرة؟...... المعلم لديه هدف محدد وواضح يا زميل، طالما لا يملك خوارزميات تعلم قوية فلن يصل لمرحلة حرجة كأن يدرك نفسه" يقول الجالس على الأريكة وهو يرد ظهره للخلف متيقناً من وجهة نظره "لا أعتقد يا سيدي، تلك المهندسة تعامل المعلم كأنه ابنها، لن تدخر شي في سبيل تحسينه، وتباً لي إن لم تكن تحسن لتحسين" يرد الرجل الواقف متجها للباب وتظهر عندها معالم الانزعاج على وجه العالم الجالس، ينفخ خيط أخر من الدخان ثم يتمتم شيء غير مسموع وينهض ليعدل لباسه ثم يخرج من الغرفة في ذيل زميله.
وعند مطلع الشمس ألتقطت كاميرات المراقبة على المحلق I-15 رقم لوحة شاحنة بيك آب رغم عدم تخطيها حدود السرعة، وأرسلتها لمركز مرور العاصمة، على أن تلك الصورة لم تستقر في قاعدة بيانات المخالفات، بل حولت إلى جهة خارجية تابعة للوكالة، ألتقطها العميل المناوب وأرسل في طلب رئيسه كي ينبهه لوصول البروفيسور إلى العاصمة "أرسل طائرة بدون طيار في أثرهم، إن أمكنك أرمهم بصاروخ موجه قبل وصولهم إلى حدود المدينة وإلا فأتصل بأقرب وحدة تقفي وأجعلهم يهتمون بالأمر دون إحداث ضجة" قال رئيس العملاء لمرؤوسه المناوب والذي هم بالتنفيذ مباشرتاً
"آلو جون، حرك الوحدة الرابعة عشر إلى المدخل الشمالي للمدينة، تمركز في محطة الوقود على المحلق I-15 لديك معلومة مسبقة عن الهدف، شاحنة بيك آب حمراء تحمل في الخلف ما سيبدو لك تمثال مغطى بملاءة، لديك أمر نظيف بالأشتباك لكن أحرص على أن لا يصلو قلب المدينة"
“علم، وينفذ!"
..........
بينما عند بيت التلة كان المهندس جون بيير قد أتخذ وضعية الدب المفكر في محاولة جريئة لفهم ما رماه به أليكساندر من توصيات، صار الصمت سيد الموقف والهواء راح ثقيلاً، للناظر من بعيد بدا الأمر كمواهجة مكسيكية بين الشابين وكأن أحدهما على وشك سحب مسدس ماغنوم ليرمي غريمه، "إذا دعني أفهم، أو على الأقل أسأل لما تريد جعل عرض أبواب الغرف في القياسات المحروفة أكثر من متر؟، هذا أغرب طلب سمعت به منذ عملي في الميدان" كسر المهندس تلك الطبقات المتكدسة من الصمت وهو مسترسل في النظر باندهاش للأرض بين قدميه "هناك من طلب قناطر من المياه فوق رؤوس ضيوفهم، أو حدائق معلقة لزوجاتهم.... هناك أيضاً من طلب غرف متحركة لتغير الأطلالة، أو سماء مستعارة بنجوم متلألأة، لكن لا أفهم لما عليك جعل الأبواب الداخلية بتلك العرض دون ذكر ملاحظات الأبعاد الأخرى" أضاف لكلامه السابق محولاً نظره إلى أليكساندر" ستفهم لاحقاً يا جناب المهندس لكن أولاً قل لي، هل كل ما طلبته ممكن؟ " سأل متجنباً الأجابة" ممكن! " رد المهندس وهو ينهض وينفض الغبار عن معطفه" متى يمكنك الانتهاء منه؟ "" اليوم! "" إذا سأترك الملف بين يديك وأعود لأسوي بعض المسآل، قد أعود مسائاً لتفقد العمل، أي حوافز؟ " قال أليكس بينما يتجه نزولاً نحو شارع هارتلي" لن أقول لا لبعض من زبدة الفستق" رد جون بيير وهو يخرج جهاز الإرسال متوجها نحو بيت التلة" كل العناصر لمحطات العمل، لدينا ست ساعات للأنتهاء" هتف المهندس في الجهاز.
أما عن مجموعة الدكتور أبيكو فقد وصلوا حدود العاصمة دون مشاكل حتى أحست أنغريد بالخطر من تحت الغطاء وحاولت أن تلفت أنتباه هيرو بالنقر على الزجاج الحلفي للشاحنة، وفهم هذا الآخير مراد صديقته فأخرج رأسه من النافذة وألتفت مطالعاً وراء الشاحنة، ففي البداية لم يرى شيء يذكر لكنه وقبل أن يعود للكبينة لمح غرض أبيض يطير مقترباً من البعيد وقبل أن يتمكن من التحقق من ماهيته صدر عن الجسم الطائر غرض أخر راح يقترب بسرعة مما ذعر العالم وجعله يناور بالشاحنة كالمجنون "ماذا نزل بك يا رجل؟!" سأل العميل بذعر "إنها طائرة بالتحكم عن بعد، علينا مناورة صاروخها الأول على الأقل لكي أعطي لأنغريد النافذة المناسبة لإسقاطها" رد هيرو وهو ينقر لإنغريد على النافذة، على أن الأركانية لم تكن تنتظر في الحقيقة إنما سبق وقد غزلت ترساً ليحمي كبينة القيادة ثبتته في رسغها وغطت فيه جانب الشاحنة، منتظرة الفرصة التي سيؤمنها أبيكو خلال لحظات.
وخلال ثوان سحب العالم فرامل اليد ثم أدار مقودة بحركة خاطفة عند أقتراب الصاروخ تاركان مسافة ثلاثة أمتار ونصف بينه وبين مكان سقوط الأول، حيث حمى درع إنغريد المكون من الشباك الطرية الثلاثة من معظم الشظايا، وعندها حرر هيرو الفرامل وعاد بسرعة إلى الحركة بينما غزلت إنغريد كرة شباك قابلة للانفجار من مغزل معصمها تميزت بخيط بطول 10 سنتمترات راح يقصر تدريجياً منذ أنفصل عن مغزل معصمها، "على توقيتها بنجاح فلم يعد لدي الكثير من النترات....." قالت في نفسها بيندما تسدد على الطائرة التي تستعد لرمي صاروخها الثاني لهذا اليوم
أنت تقرأ
الركن الرابع
Sci-fiالرواية تحكي قصة الشاب أليكساندر بلياكوف (19 عاماً) الملقب بالناسك والذي يجره الفضول ليغوص في عمق مختبرات ومنشآت سرية تابعة لوكالة غامضة تعنى بتصنيع السلاح البيولوجي، ولكن ذلك لن يكون أعتى مشاكله حيث يقع في حب أركانية (فتاة عنكبوت) ويحاول تحريرها من...