الفصل الثاني :: تقاطعات ومفهوم القوة الدافعة

113 18 11
                                    

صبيحة اليوم التالي....

كان الراديو يبث أغنية "Mr Langtree 's Lament" فيما ترمي أشعة الشمس الصباحية خيوطها من بين سحب أيلول إلى الغرفة الصغيرة، وبينما لا يزال أليكس متمدد على السرير يفتح عينيه قليلاً ليرى العنكبوت الصغيرة تنسج شبكة على السقف فوق السرير مباشرتاً، كانت بقطر متر وواضحة على عكس شباك العناكب العادية، "أوه!!..." قال أليكس وهو يكمل فتح عينيه" بعمر يوم وبدأنا نصنع شراكنا أليس كذلك؟" تابع وهو يهم بالنهوض، فألتفتت إليه العنكبوت وكانت الصدمة كفيلة بإصابته بشلل مؤقت، كان نصفها الأسفل عنكبوتياً لكن الأعلى تحول لهيئة بشرية حقيقية، ببشرة ناصعة البياض وأربع أزواج من العيون اللوزيات الشكل شديدات السواد كسيرناد صيفية مبهرة وشعر بنفس اللون يخفي بعضها و يطول جيدها إلا قليلاً.


تدلت من شبكتها باستخدام إحدى الخيوط لنزل وتستقر على صدر أليكس وكانت تبدو أنها تتفحصه باهتمام "لابد أنك تمازحينني....توقعت الكثير حينما جلبت عنكبوتاً من مختبر مخفي تحت الأرض، لكن أركانية!....يا إلاهي هذا سيؤثر على صحتي على المدى الطويل" قال أليكس والدهشة لم تفارقه، لكنه لم يستطع منع نفسه من أن يمد يده إليها فأقتربت وأمسكت سبابته بيديها الصغيرتين، عندها أحس أن قلبه قد توقف عن الخفقان لوهلة ثم عاد واستئنف عمله، كما أنتبه لتوه لأمر غفل عنه فقال لها "هيه...، هل تضاعف حجمك؟ و.... وزنك؟" لكن الأركانية الصغيرة أمالت رأسها قليلاً في إمائة لعدم فهمها "سو.. ؟" أصدرت هذا الصوت الرفيع المنخفض وتسبب ذلك في طرح أليكساندر في عالم من القطن المنفوش، فقد عجز ذهنه عن معالجة كمية اللطافة فيها.


"حسناً أليكساندر بلياكوف 19 عاماً، هذه هي اللحظة الحاسمة إنها تبدو كلعبة محشية ناعمة ولطيفة لكن علينا المقاومتها والسباحة بعكس التيار" قال في نفسه وهو يضع يده تحتها لكي تتشبث بمعصمه ونهض بها إلى الطاولة،" حسناً، أركانية أم لا أنت فتاة ويلزمك ثوب جميل تلبسينه فلا يمكنك التجول هكذا، سأحيك شيء مميز خصيصاً لك لاحقاً لكن علينا الأحتيال على الموقف حالياً فلدي محاضرات بعد ساعة من الآن" قال أليكس وهو يفتش بين الموديلات وصديقته الأركانية على الطاولة تشاهد ما يفعله بأهتمال وفضول" سو؟ " قالت محاولتاً لفت انتباهه" لا تعطني هذا الوجه، لقد بدأت أعمالك العنكبوتية بالفعل، حياكة شبكة بالنسبة لحديثة ولادة، أنظري لهذا! " قال وهو يخرج ثوب أزرق وأبيض على الطراز الفرنسي الفيليبي كان قد صممه لإحدى الدمى كتدريب على الحياكة، ساعدها في إرتدائه وجلب مرآة ليريها كيف تبدو فعندما رأت انعكاسها دخلت في حالة مشابهة لفرحة الأطفال المفرطة، كانت تجربة جديدة ومثيرة للاهتمام بالنسبة لها، كأي فتاة صغيرة أدركت للتو مفهوم الاحتمالات.


"بالمناسبة، لم ننتق لكي اسماً" قال أليكس وهو يلبس ثيابه "سو؟؟" ردت عليه، "بما أنك تستسيغين لفظ هذه الحروف ما رأيك ب..... ساشا؟"، "سو!" قالت بتجهم "سأعتبر ذلك لا، إذا ماذا عن سيلين؟" أعاد المحاولة "سووو!" وأيضاً بدى ذلك كلا، ففكر أليكس قليلاً ونظر لها" سالي... ما رأيك بسالي؟" قال بثقة ،"سووو!" ردت عليه ببهجة، "بدى ذلك نعم كفاية، أما الآن فالفطور" قال وهو يشرع بإعداد عجة البيض والانشون، وكانت سالي خلال هذه الفترة تراقبه بأهتمام وفضول، لما انتهى قسم الطبق بينهما وبدئا بتناول الطعام.

الركن الرابعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن