1

435 7 0
                                    


1-خطا في العنوان
******************
أشارت تامي دانتون الى شاحنة المكتب التي أوصلتها من أدبيلاد مودعة , ثم سلكت في ممر واسع محاط بالأشجار الصغيرة المليئة بالأزهار , أنها نادمة لأنها جاءت في عجلة ولم يتح لها الوقت لتكمل زينتها قبل أن تمثل أمام رب عملها الجديد.

ألقت نظرة سريعة الى ثوبها المصنوع من الكتان لتتأكد من أنه في حالة جيدة , ثم عدلت قبعة القش على رأسها وتطلعت الى المنزل القديم الضخم وقالت في نفسها:
" يا ألهي كم هو كبير هذا المنزل! لا شك أن هناك من يصونه".

تسلقت السلالم التي تؤدي بها الى باب المدخل وهي تتساءل أين تقع المزرعة , فقد قالوا لها في مكتب التوظيف هناك مزارع,
قرعت الجرس وأنتظرت وهي تجيل بصرها في الأرضي التي تحيط بالمنزل , مروج خضراء مسيجة , تمتد من الجانبيين ... كل هذا يذكرها تماما بوطنها أنكلترا , أمام المرج والأراضي الخضراء والأشجار الصغيرة التي تتجمع حول المنزل
شعرت تامي وكأنها وسط منطقة ساري في الريف البريطاني الذي غادرته قبل سنة أسابيع.

سمعت أقداما تقترب , فأذا برجل يتفرس فيها ثم يقترب منها , أنه طويل القامة , أشقر الشعر , والشمس لوحت جلدة بشرته التي كانت سمراء داكنة , بالنسبة الى تامي , الآتية من بلاد الوجوه الشاحبة , كان ذلك تحولا جميلا ورائعا , لكن تصرف هذا الرجل كان بعيدا جدا عن الحفاوة والترحيب , أرادت أن تبتسم له لو أنه شجعها على ذلك , لكن وجهه كان يبدو وكأنه منحوت من صخر , يرتدي قميصا زرقاء مربعة وسروالا رماديا , وأناقته تدل على أنه موظف بل رب عمل , يبدو أنه من نوع الرجال الذين يحبون أصدار الأوامر وينتظرون أن تنفذ بسرعة والا ... وبرغم حرارة الطقس أرتعشت .

قال في جفاء:
" ماذا؟".
كأنه يقول:
" أهتمي باامورك ودعيني أهتم بأموري".
أجابت :
" أنك بحاجة الى مساعدة , وقد وصلت على الفور".
يبدو أن مما قالته لم يكن مناسبا , فقد رأت عينيه الرماديتين تضيقان , قال بنبرة ساخرة:
"صحيح؟ أذن أحب أن أبلغك يا جميلتي أن عليك الأنصراف من هنا في أسرع وقت".

حدقت تامي فيه مذعورة , أنها تعرف جيدا أنها لا تبدو في حقيقة سنها , كان عليها أن ترفع شعرها الى الوراء , ربما هذه التسريحة تجعلها تبدو أكبر سنا.
" عمري 22 سنة وأملك كفاءة ومؤهلات لا بأس بها".
" هذا أكيد , لكن كان عليك أن تستعلمي عني أكثر , أنني أفضل النساء الممشوقات والأكثر أمتلاء , أما أنت فلا تجذبينني".

لم يعد في وسعها أن تتحمل المزيد من كلماته الجارحة .
" هل أنت في حاجة الي , أم لا؟".

نظر اليها في برود وقال:
" أنت أنكليزية , أليس كذلك؟".

لم تجرؤ على الرد , فأضاف يقول:
" صحيح أنني في حاجة الى مساعد , لكنك لن تكوني أنت , أذا أردت الأنتظار هنا في الشرفة , فسأطلب من سائق سيارتي أن يوصلك الى المدينة".

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن