12

119 1 0
                                    

12-رجل وحصان ابيض
*************************
لم يعد السيد هامتون الا في الفجر , شعرت تامي بوصوله , أذ كانت لا تزال عاجزة عن النوم , وبعد قليل سمعت صوت سيارة أخرى تقلع.

هل أنتظر ريك هاتون عودة السيد هامتون؟ شعرت بحلقها يجف وهي تفكر في الطريقة التي نظر فيها اليها , غرزت رأسها في الوسادة وبدأ الدمع ينهمر من عينيها , يا لها من غبية! كم كانت ترغب في رؤيته يغضب لدى مشاهدتها! ومع هذه الأفكار أخلدت تامي الى النوم , مرهقة الأعصاب.

وفي صباح اليوم التالي , أستيقظت على صوت أدمى تغني , ظلت فترة ممددة ثم نظرت الى ساعة يدها وأطلقت صرخة , كانت الساعة الثامنة , نهضت ثم تذكرت أن اليوم هو أحد ولا عمل لديها , عادت الى فراشها من جديد , فالجميع هنا يستيقظون متأخرين في أيام الآحاد.

سمعت طرقا على الباب ومدت ميري رأسها من الباب وسألتها :
" هل تريدين أحتساء الشاي , يا آنسة دانتون؟".
أبتسمت تامي وهزت رأسها ايجابا, شربت الشاي وأبلغت ميري أنها لن تتناول فطور الصباح , ثم دخلت الحمام وأخذت حماما , وحتى ذلك الوقت لم تسمع تامي شيئا عن بولا, هل سمعت بولا صراخ ريك مساء أمس؟ هل أن بولا تتحاشى لقاء تامي حتى لا تزعجها , أو تحرج موقفها؟ أن بولا فتاة لطيفة ولا تحب أن تجرح شعورها.

أرتدت تامي ثيابها عندما سمعت بولا تصرخ:
" سوف أذهب لأمارس رياضة كرة المضرب , سأراك بعد ذلك , في حفلة الهواء الطلق , عند ريك".
توقفت تامي عن تزرير ثيابها ,لا! لا تريد أن تلتقيه بعد حادث أمس, لا أحد, حتى ريك نفسه لن يقنعها بالذهاب الى مزرعة ( الصخرة).
كيف يمكن لبولا أن تفكر بأنها ستلقاها هناك , لا شك أنها على علم بالأمر , أن غرفتيهما تبعدان عن المدخل , يا لحظها! لكن ماذا قال ريك للسيد هامتون؟ أغمضت عينيها , ماذا لو أنه منحاز لريك؟

أنتهت من أرتداء ملابسها وتزيين وجهها وتسريح شعرها ثم نزلت الى غرفة الجلوس , ولفترة أعتقدت أنها وحدها , لكنها سمعت سعالا ناشفا ناحية الشرفة , لا شك أن السيد هامتون هناك , توجهت نحوه .

كان يحتسي القهوة فدعاها الى الأنضمام اليه , سكبت لنفسها فنجانا وجلست قربه , شعرت بأنه يريد أن يقول لها شيئا , لكنه لم يكن يعرف من أين يبدأ...
" في ما يتعلق بليلة أمس...".

رأى وجه تامي يتقلص , فأسرع يضيف:
" أسمعيني , أعرف أن ريك سبب لك مشكلة , وهذه غلطتي , كان عليّ أن أتأكد من الرجل الذي سيقلك , وأن كل شيء على ما يرام قبل أن أوافق على أن أدعك تذهبين , لم أكن أفكر حينذاك الا في أصلاح سيارتي , أنا الذي كنت أستحق التأنيب برغم أنه لم يعفني من ذلك , أنا أيضا , لا أعرف ماذا يدور في خلده هذه الأيام , أنه يتصرف كحيوان , لقد أنبك كثيرا , أليس كذلك؟".

" ليس أكثر من العادة , كان علي أن أرحل , والحقيقة أن وجودي هو الذي يجعله غاضبا".

" يا له من رجل أبله! لقد كنت أعتقد أنه سيغير تصرفه".
ظلت تامي صامتة , كان بأمكانها أن تقول للسيد هامتون أن ريك لن يتغير أبدا , لكنها تذكرت الحفلة في الهواء الطلق التي ستقام ظهر اليوم.

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن