7

116 2 0
                                    

7-لن تذهبي الى اي مكان
************************
صباح اليوم التالي , وفي وقت الفطور , ألقت السيدة موريس الى تامي نظرة ثاقبة وقالت:
" يبدو أنك لم تنامي جيدا".
" أعتقد أنني أحن الى الوطن , والغريب أنني لم أترك أحدا ورائي , والدي كان كل شيء لي , لكنه مات منذ سنة".

قالت السيدة موريس وهي تصب القهوة في فنجانها:
" ما زلت تعتبرين أنكلترا وطنك , أما أنا فأنني أعيش هنا منذ زمن طويل وأشعر أن أستراليا بلدي".
جلست وتناولت فنجانها وأضافت:
" لكن غالبا ما كنت أشعر بالحنين الى الوطن , لا أستطيع مقاومة هذه العاطفة , يجب الأنتظار حتى يزول الحنين تلقائيا".

لم يسبق للسيدة موريس أن تحدثت عن أحاسسها.
فسألتها تامي:
" هل هاجرت مع عائلتك؟".
هزت الوصيفة رأسها وشدت مريولها الأبيض الناصع وأجابت:
" نعم , جئت مع زوجي".

ثم أضافت:
" كان لنا صبي, مات في حادث أنفجار".
ندمت تامي لأنها طرحت عليها السؤال , أنهت السيدة موريس أحتساء القهوة وبدأت تنظف الطاولة كأنها شعرت فجأة بأنها في حاجة الى أن تفعل شيئا ما.

أضافت تقول:
"ولهذا السبب جئنا الى هنا , كنت أعتقد أنه ليس بأمكاني أن أشفى من فقدانه , وظن زوجي توم أن حياة جديدة في بلد جديد ربما ساعدتني على تخطي محنتي , لكن ذلك لم ينجح".
تطلعت الى تامي من جديد.

" من الأفضل التفكير مليا في الأمر , أنت ما زلت شابة ويمكنك أن تعودي الى بلدك متى سئمت العيش هنا , صرت في سن يفرض عليك الأستقرار , هل لديك حبيب في أنكلترا؟".
أشارت لها تامي برأسها علامة النفي , صحيح أن جوناثان هناك , لكنها لا ترغب في الزواج منه.

بعد فترة , وهي جالسة في مكتبها , ظلت كلمات السيدة موريس ترن في أذنيها : العودة الى الوطن... ولم لا؟ أنه أملها الوحيد , يجب الرحيل في أقرب وقت ممكن.

بينما كان ريك يمل عليها رسالة , كانت تراقب وجهه البارد , كان ينظر في أتجاه السور , ورأت تقطيبة حاجبيه , لم يكن يكترث لها كأنها آلة , وبعدما أنتهى نهض وأستعد للخروج .
فقالت تامي بسرعة:
" يا سيد هاتون , هل يمكنني أن أكلمك قليلا؟".

أجاب ببرود :
" ماذا عندك؟".
أزدردت تامي ريقها وقالت:
" أريد العودة الى أنكلترا , وأنني أعدك أن أستقل الباخرة الأولى , أذا وافقت على تركي العمل".

خيّم صمت طويل فشعرت تامي بتوتر في أعصابها , كان ما زال يحدق فيها بأستمرار , ثم سألها في لهجة ساخرة:
" كي تعودي الى جوناثان؟".
حوّلت نظرها عنه وأجابت في صوت منخفض:
" نعم!".

فقال في قسوة:
" أتعتقدين بأنني أحمق كي أصدق قصتك الخرافية فيما يتعلق بجوناثان , أذا كان حقا كما وصفته لي فهو لا ينتظرك, لا شك في أن أمرأة أخرى جذبته اليها , لو كنت مكانك لنسيته".

توجه نحو الباب ثم التفت اليها وقال:
" لقد دفعت لك يا آنسة دانتون معاشا محترما لقاء عملك هنا , وأي تعويض سأناله منك أذا وافقت على ذهابك؟ أشدد على كلمة أذا".

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن