6

139 4 0
                                    

6-يالها من غبية !
*******************
عادت تامي الى غرفتها وهي في ذهول وذعر , أستندت الى الباب وهزت رأسها , لا يمكن أن يحدث ما حدث! توجهت في بطء نحو سريرها وجلست, أنها لا تزال تشعر بضغط ذراعيه حول عنقها , يا لها من أمرأة حمقاء! كان ريك على حق عندما قال لها أنها هي المسؤولة عما حصل , أرادت أن تتحداه , لكنها وصلت الى ما هي عليه الآن؟

خلعت ملابسها , وأقسمت ألا ترتدي هذا الثوب مرة أخرى , ريك ينتظر منها أن تحضر أجتماعات أخرى , سوف ترتدي فستانها الرمادي , البسيط , ذا الأكمام الطويلة والقبة العالية , وهكذا تتحاشى سهرة أخرى كهذه.

فكرت بتهديدات ريك وغرابتها , لكن ذلك لم يمنعها من الخوف بعض الشيء , في نظر الآخرين هو رجل متزن , محترم وقدير , أنه لن يتراجع عن تهديداته , فهي مقتنعة بذلك , وليس من نوع الرجال الذين يلفظون تهديداتهم سدى , وقد تحتاج الى مساعدة السيد هامتون.
في أي وضع هي الآن؟ قررت مراقبة كل خطوة تقوم بها حتى تدعه يصدق أنه نجح تماما في السيطرة عليها وأخضاعها , ربما تتمكن من التخلص منه , وهكذا تتحرر من سطوته الى الأبد , فهي لا تنوي تمضية العمر معه!

أكتفت تامي بفنجان قهوة وهي تشارك كالعادة السيدة موريس في تناول فطور الصباح , وكانت السيدة موريس منهمكة في أعداد الحلوى للسهرة , فلم تكترث لحزن تامي

وفي التاسعة توجهت تامي الى مكتبها لتوضبه وتمسح الغبار عنه , ثم حاولت فتح نافذتها المغلقة منذ يومين , فقد نسيت أن تعلم السيدة موريس بالأمر ,ظلت تحاول فتحها بكل قوتها ,الى أن شعرت بذراع ترتطم بذراعها وبيد تدفع النافذة فتنفتح في الحال , ألتفتت ورأت ريك هاتون , كان يرتدي بذلة رمادية داكنة وقميصا وردية وربطة عنق رمادية بلون اللؤلؤ , كلها متناسقة كما تعودت أن تراه وتتجاهله , لاحظ نظرة الأعجاب لدى تامي , لكنه فهم أنها أمرأة مملوكة لسواه , أنها امرأةضعيفة , سخيفة , تخنق طموحها ولا تعترف.

" سوف أتغيّب لمدة ثلاث ساعات , ستجدين لوائح قديمة داخل خزانة الملفات , أرجو أن تبدليها بلوائح جديدة , وهذا سيشغلك بعض الوقت , ومتى أنتهيت ولم يعد لديك شيء تفعلينه , يمكنك مساعدة السيدة موريس , ولدى عودتي لدي أعمال كثيرة لك".
وودعها وخرج لتوه.

جاء داني ليصلح النافذة , وبعد أن ألقى نظرة سريعة وجد أنه يجب نشر الخشب لأن الحرارة أفسدته , قال لتامي وهو يبتسم:
" يبدو أنك نلت الوظيفة التي تطمحين اليها؟".
صمتت تامي لأنها كعادتها لم تفهم.

فأضاف بسخرية:
" هل تظنين أنك الفتاة الوحيدة التي لم يسحرها ريك هاتون؟".
أجابت وهي تفتح الملف بعنف:
" مهما قلت فلن تصدقني".
" يبدو أنه قبض عليك بالجرم المشهود , ومع ذلك فأنك لا تحقدين! غريب أمرك أيتها الأسيرة!".

بقيت فاغرة الفم , وبدأ داني ينشر الخشب بمنشار صغير ويقول:
" أراهن أنك خلال ثلاثة أشهر ستسقطين في حباله وتنسين الحقيقة , وستركعين لتقبلي يده , المرأة دائما هكذا , لا تعرف الحقيقة الا متأخرة".
" لا ! بل سوف أعض يده أن هي أمتدت الي!".
" تقولين ذلك لأنك غاضبة منه أليس كذلك؟".

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن