4

130 3 0
                                    

4-الى مزرعة الصخرة
**********************
أتصلت تامي هاتفيا بمكتب التوظيفات , نهار الأثنين صباحا , فقد كلفها السيد هامتون تنفيذ بعض الأعمال ثم تركها ليقوم بجولته العادية.

أصغى السيد سلبي مدير مكتب التوظيفات , لكل ما قالته تامي في تهذيب:
" أنني آسفة , أذا كنت أسبب لك المشاكل , لكنني لم أكن في حالة جيدة خلال الأيام الماضية , ربما هذا بسبب شدة الحرارة , هل من الممكن أن تحل ميري جونسون مكاني؟ آسفة لأنني سأضطر الى ترك السيد هامتون , فليس عندي شيء أتذمر منه".

لم تعد تعرف ما تضيفه, لكن جواب السيد سلبي أراحها .
" عظيم , ميري أنهت عملها وهي تبحث عن عمل جديد , ولم تكن تجد شيئا قريبا من مكان سكنها , ستعجبها الفكرة من دون شك".
تنهدت تامي في أرتياح وسألته:
"ومتى يمكنها أن تحل مكاني؟".
" أوه... دقيقة... اليوم نهار الأثنين ... لنقل أنها ستكون على أستعداد لتحل مكانك يوم الأربعاء , هل هذا يوافقك؟".

" نعم , شكرا جزيلا , يا سيد سلبي".
" لا تنسي تأمين توقيع على العقد من أجل تأكيد اليوم الذي تتركين فيه".

وضعت سماعة الهاتف وفجأة شعرت بالتوتر , العقد ّ تذكرت أن السيد هامتون وضع توقيعه للأسبوع الأول فقط ,ويمكنه أذن أن يوقع عقد الصرف , فأحست بكآبة عندما فكرت بأن لا مفر من أعلامه بالأمر.

ولما عاد السيد هامتون من جولته العادية سألها في لهجة بشوشة كيف تدبرت أمورها , وأبلغها أرتياحه الشديد لأنه لم يعد يهتم بأمور المكتب تاركا لها كل المسؤولية , أنما هذا التصريح لا يسهل خطة تامي لترك العمل.
نظرت اليه وتنفست العداء وقالت:
" يا سيد هامتون...".
لم تستطع التطلع اليه , فجأة جابهت الصعوبات وقالت:
" لقد وجدت من يحل مكاني".

أنتفض وراح يحدق فيها بأستغراب:
" لكن , كنت أعتقد أنك مسرورة من عملك هنا , كنت آمل أن تبقي , ما الذي حدث؟".
أبتسمت له بلطف:
" في ما يتعلق بك يا سيد هامتون , كل شيء على ما يرام , أرجوك أن تصدقني أنني سعيدة أن أبقى هنا , لكن فيما يتعلق ب...".
أختفى صوتها , حدق فيها بنظرة ثاقبة ثم أنتقل الى قرب النافذة , وسألها فجأة :
" ريك هو السبب , أليس كذلك؟".

هزت رأسها وقالت:
" نعم".
" هكذا أذن".
قال وهو يطلق زفرة عميقة:
" كنت أشك في الأمر , عاملك بعنف , أليس كذلك؟ يا له من أبله!".

لم تقل شيئا , وضع يده على كتفها وقال:
" لاحظنا ما يجري , وليس في وسعنا أن نفعل شيئا , أنه السيد وصاحب الكلمة الأولى , لا تضطربي بسبب ذلك , كنت آمل أن تتحسن الأمور ... لا شك أنه وبخك وجرح شعورك يوم أمس , أليس كذلك؟".

ظلت صامتة ونظرتها حزينة , هز رأسه وقال:
" توقعت ذلك".
جلس قربها وتابع:
" لا بد أنك سمعت عن السيدة هاتون , على ما أظن".
" نعم , لقد هجرت والده , أليس كذلك؟".

أجابها فجأة وهو ينظر اليها :
" نعم , أنها أنكليزية أيضا , لقد عملت عند والدها في الماضي وأتذكرها جيدا , أنت تشبهينها كثيرا , كانت سمراء وقصيرة القامة , عيناها بنيتان , لكن الشبه بينكما موجود ولا شك أن ريك لاحظ ذلك".
لم تعلق تامي على كلامه , ظلت صامتة وعيناها تحدقان في المكتب , أخيرا بدأت تستوضح الأمور.

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن