10

138 4 0
                                    

10-ساروضك يوما!
**********************
خلال الفطور , كانت عينا تامي متورمتين وكانت تبدو مرهقة حتى النهاية, حاولت بولا أن تسليها وأقترحت عليها مباراة في كرة المضرب , لكن تامي أعتذرت بلطف.

وبعد الفطور عادت بولا الى المنزل , السيد هامتون لم يبد عليه أنه مستعجل في مغادرة المنزل , أدركت تامي أنه ربما يريد أن يتحدث اليها , رمقها بنظرة حادة وقال في نبرة قلقة:
" كيف هي الأمور معك , يا صغيرتي؟ لم أكن أريد أن تذهبي للعمل في مزرعة ( الصخرة) لكن لم يكن في وسعي أن أفعل شيئا , لا جدوى من النقاش مع ريك هاتون , فهو متمسك برأيه وبالتالي لا ينفذ الا ما يجول في خاطره".

وضع فنجانه على الطاولة وأنحنى نحو تامي وأضاف:
" أنه رجل جيد , أعرفه منذ كان طفلا , أي أنسان آخر يعيش في القرية يقول لك الشيء نفسه , لكن لا يمكننا أن نقول أنه لا يحقد عليك , أنت وحدك , بالذات".

ثم نهض بعصبية وأقترب من النافذة وراح يحدق في الخارج ويقول:
" كيف أتصرف يا تامي؟ مهما كان وضعي فأنني أشعر بمسؤولية أتجاهك , يجب أن أفعل شيئا ما لأساعدك , لا أعرف كيف".

ابتسمت , لا أحد يمكن أن يغير رأي ريك هاتون فيها , وهي لا تريد أن يخسر السيد هامتون وظيفته من أجلها , شكرته وقالت له:
" ما يزعجني هو الحنين الى الوطن , فقط لا غير , وليس هناك دواء يعالج هذا المرض , أن ريك هاتون لا يسيء معاملتي , أنه يطلب مني أن أنفذ له أعمالا كثيرة وبالتالي فلا أجد الوقت للتفكير , وحتى في عطلة نهاية الأسبوع , يأخذني لزيارة المزارع البعيدة ".

لاحظت تامي أن كلامها أراح السيد هامتون كثيرا , الذي قال فجأة :
" صحيح! هذا تصرف جيد , أتعرفين ذلك".

نظرت تامي اليه , لو أنه يعرف الحقيقة ! ريك لا يصطحبها معه الا لأنه لا يريد أن يتركها وحدها في مزرعة ( الصخرة).
قال السيد هامتون :
" أنه لم يقم بهذا التصرف الا معك , كان يرفض أصطحاب الآنسة ديانا سكوت معه , رغم أصرارها الدائم على مرافقته في جولاته على المزارع البعيدة".

فجأة بدأت تامي تشعر بالقلق , أذا عرف ريك أنها تتباهى بهذه الزيارة , فلا شك أنه سيقع على قفاه , وخطرت لها فكرة , فقالت للسيد هامتون:
" أن عطلة نهاية الأسبوع تمتد من مساء الجمعة حتى صباح الأثنين , أنها طويلة جدا , أتعتقد أن بأمكاني تمضيتها هنا في مزرعة ( الحجرة؟)".

وافق السيد هامتون وقال:
" لم أفكر بذلك من قبل , أهلا وسهلا بك متى أردت المجيء الى هنا , بولا ستفرح لرؤيتك".
شعرت تامي بالأرتياح , وقالت:
" هل تقبل بأن تحدث السيد هاتون بذلك؟".

طمأنها قائلا بسعادة:
" أعتبري الأمر منتهيا , أعتقد أنني سأقوم بجولة , هل تحبين مرافقتي؟".

رفضت, لأنها كانت قد صممت مشاريع أخرى للنهار, وبعد ذهابه , عادت تامي الى غرفتها وراحت توضبها , ثم تناولت قبعتها , لكنها رمتها جانبا وأرتعدت لدى سماعها صوت محرك سيارة في الممر , أمام الباب , فأسرعت الى النافذة , لا يمكن أن يكون الآتي ريك نفسه , فالساعة هي العاشرة فقط , لكن عندما رأت الشاحنة , أطلقت زفرة أرتياح , الآن يجب عليها أن تغادر في الحال , ربما جاء باكرا , فلا تنوي رؤيته طيلة النهار , فخرجت من المنزل مصممة على أن تقوم باكرا بالنزهة التي حرمت نفسها اياها أمس.

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن