الأَوّل.

653 55 12
                                    

        كَانَ لِقاءً لطيفًا..

ببشرةِ سمراء وأعين بنية مستديرة ،
شعر كثيف ينسدل على ظهرِها ،
تحركت ميل من سريرها ، بياضُ عينيها مُصطَبِغٌ بالأحمر
إثر البكاء الكثير  بالتأكيد..
"صباحٌ جديد، إبتسمي أيتها الجميلة"
قالت لنفسها وهي تنظر خلال المرآة ،
وبعد حمامٍ طويل دامَ لثلاثين دقيقة ، خرجت وهي ترتدي بنطالاً أسود اللون وقميصًا قصير الأكمام ناصع البياض، أعادت شعرها الى الوراء رابطةً إياه ، القليل من مُرطب الشفاء ، القليل من العطر
وانطلقت نحو العمل بإبتسامة قد وضعتها حديثًا ،
مهما تضربها الحياة ، إبتسامتها تكون مثل درع ، إنها إمرأة ، إنها قوية!.
كانت تمشي وبخطوات متوسطة السرعة
إنها الرابعة صباحًا ، وبما أنها تدير مقهى فهذا الموعد المناسب للشروع في العمل ،
وصلت الى المقهى أخيرًا
إنه مُرت ولطيف ، طغى عليه اللون البني بِجميعِ درجاته .
شعرت بدفعة من الأمل مع ادارتها للمفتاح
إنها ترى أن المقهى جزء منها ، يعطيها الأمل
تعتبِره الشيء الوحيد الذي يقف بجانبها مهما حدث ،
هو من يشغلها عن عقلها الذي يجعلها كارهة للحياة اذا انعزلت معه ،
هو يجعلها تعمل طوال اليوم لتكون فخورة في نهاية بما أنجزته وبما أجنته .
يجعلها راغبة بالحياة .
"يا إلهي صباحُ الخير ، أنتِ مُبكرة اليوم!"
قالت ميل بصوتها الرنان لترد عليها جيهان مساعدتها في المقهى والتي تصغرها بخمس سنواتٍ "نعم، لا أدري استيقظتُ باكرًا اليوم!"
"هذا جيد" قالت ميل وهي تمسح على شعر جيهان بكل لطف
"لنشرع بالعمل اذًا "
قالت جيهان وقد بدأت بإنزال المقاعد التي قد حدث ووضعتها فوق الطاولات مساء الامس.
ساعدتها ميل وانتهيا منها سريعًا
'مفتوح' وضعت ميل اللوحة الخضراء على الباب الشفاف .
أَعلمُ أنني أُحبكِ
في عالم الأصفارِ هذا أنا أعلم أنكِ الواحدة والوحيدة بالنسبةِ لي
في هذا الظلام اللا مُتناهي ، يا إلهي مقدس جدًا..
من أعلى أَطرافِ أصابعي كل شيء يذهَبُ بعيدًا..حياتي قبلكِ كانت فوضى..لم أستطع الفوز بجولة واحدة في لعبة الشطرنج هذه..
من هذه الحفرَةِ المُقعرة ..أنتِ الوحيدة التي تتلألين بإشراق
والان لا أستطيع التوقف عن التفكير بكِ عندما أغرق وحيدًا
'أعلمُ أنني أحبك'
كانت أصوات هذه الاغنية تملأ الارجاء ،
إنه صباحُ جيد بهذه الكلمات
كلماتٌ حزينة ولكنها تعطي الامرُ بطريقة ما ،
علينا أحيانًا النظر الى الجانب الجيد من الجوانب السيئة أيضًا ، أليس كذلك؟
"أوني، هل يمكنني أخذ القليل من الراحة؟"
سالت جيهان ميل بعد ثلاث ساعاتٍ متواصلة من العمل
"بالطبع" قال ميل مبتسمة إبتسامتها الحنونة ، اللامعة مع مرطب الشفاه
، إنها جميلة بدون تكلُّف ، لطيفة ورقيقة للغاية
حنونة وعطوفة ،
إنها مثالية كما تراها جيهان
"أشكرك" إحتضنتها جيهان وقد توّجهت الى الجهة الخلفية من المقهى
يوجد مكان للراحة ، المقهى واسع وميل تعرف كيف تستغله جيدا جدًا ،
في الجهة الأمامية يوجد المقهى، وفي الجزء الخلفي مم المبنى يوجد صالة واسعة، تشبه ملاعب كرة السلة الداخلية ، بها مقاعد أيضاً ولكن بدلاً من عمود الشبكة يوجد أنابيب حديدية كثيرًا على السطح تتقاطع بشكل معقد ، سنعرف غايتها لاحقًا

لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن