وهكذا بدأ يومهم الدراسي..
وبعدَ أخذِ الكثير من الدروس عن التسويق والإقتصاد ،
إنها فترةُ الغداء أخيرًا .
أحدهم اليوم سعيدٌ للغاية ، فهو للتو شعرَ بأنهُ يحمي من يحب ويجعله بقربه ،
نعم أصبتم التخمين إنه تايهيون ، هو سعيد جدًا بجعل يونا معه دائمًا ، وهو يعشقُ أصدقائه الذين لم يرفضوا ذلك .
أما أحدهم ، فهو حزين وقلق للغاية، هو حتى لم يستطع الضحك بصخبٍ اليوم كما يفعلُ دائمًا .
كانوا يأكلون طعامهم بصخب ،
كاي وسوبين يلعبانِ لعبة غريبة ، يبدو أنهما إبتكراها للتو ، تايهيون يحاول أن يوضح ليونا أن أصدقائه تلقاء وليس هناكَ خللٌ بدماغهم لانها بدأت تشكُ في ذلك ،
أما عن يونجون فهو لم يتزحزح لحظة من جانب بومقيو ، كان يحاوط كتفَ بومقيو بذراعه ويمسحُ عليها بطلف مُخبرًا إياه أن كل شيء سيكون بخير ولكن فقط بدون كلمات .
بومقيو ممتنٌ للغاية لأصدقائه ، دائمًا ما يجعلونه يشعرُ بأنه الأكثرُ حظًا في العالم .
وبعد وهلة من الصراخ هنا وهناك من قبل الجميع عدت بومقيو
تحدث كاي بأخبث نبرة على الإطلاق
"أذًا عزيزُنا كانغ تايهيون..متى إعترفت لحبيبتك، لَم تُخبرنا عن التفاصيل بعد"
تحولت يُونا إلى طماطم ، ولكنها جميلة،
أما عن تايهيون فهو يريد قتل كاي والآن ولكنه مثّل الثبات
"ليست حبيبتي ، ليست كذلك"
إبتسم على مضض صارًا على أسنانه ، مما جعل الأمر ممتع للبقية منهم .
"هَل تقصدُ ليسَ بعد؟"
أضاف هيونينغكاي راكضًا ، لأن تايهيون ليس صبوراً جدًا عندما يغضب .
وحسنًا.. بعد الكثير من المشاجرات ، عادوا للدراسة مجددًا .
إنتهى دوامهم متأخرًا اليوم ، وكما تسيرُ العادة
ذهبَ اليونبين سويًا لأنهما جيران بالفعل ،
وبذكرِ سوبين فإنه يبلي تقدماً مع ليا، سأخبركم به لاحقًا ، ويونجون لا يزالُ وحيدًا يغازِل هنا وهُناك.
أما كاي فهو مع جيهان منذُ زمن ، تطورت علاقتهم وإعترف كاي بإعجابه بها ، وإتضحَ أنها تحملُ له نفس المشاعر
"مُراهقين هائجين" هكذا يطلقُ عليهم يونجون لانه يرى أن علاقتهم تكونت بسرعة ،
ولكن ليس للحب وقت ولا شروط .
تبقى يونا وتايهيون ، وضيفُهما بومقيو
اخبرَ تايهيون يونا أن بومقيو سيبيتُ عنده الليلة لذا سيكون ثالثهم اليوم ، وبالطبع..لا بأس لديها بذلك بالرغم من أنها تريدُ أن تكون وحدها مع تايهيون ، ولكن لا بأس ما زالت تستطيع فعل هذا غدًا وما بعدَ غد.
"سأتجولُ في الأرجاء قليلًا"
أخبر بومقيو تايهيون الذي سأله عن السبب وأخبره بومقيو أنه لا يريدُ أن يكون الطرف الثالث المزعج بينهما ،وغمزَ له في نهاية كلامه ، إحمرَ تايهيون من كلامِ بومقيو
لمَ يستمرُ الجميع بفعل هذا اليوم؟
هو أيضًا لا يعلم ..
وتزامنًا مع ذهابِ بومقيو تحدّثت يونا مع تايهيون
"لا بد أنهُ صديقك المقرب"
أجابها تايهيون بنعم
"لا أميلُ الى الحديث عن نفسي او عن حياتي مع أحد ولكن..بومقيو غيرني حقًا هو يهتمُ بي ويسألني بإستمرار عن حالي ، يساعدني دومًا ،
هو الوحيد الذي يعلمُ بأمر والدتي وأنني آتي الى هنا مبكرًا واذهب متأخرًا ، إنه الصديق الوحيد الذي فتحت له قلبي، لستُ أعني أني لا أثق بالآخرين ، ولكن بومقيو هو من إتخذ خطوة نحوي وهذا ما جعلني أعتبره الاقرب لي.."
إبتسمت يونا متأثرة بعلاقتهم اللطيفة كأصدقاء وتمنت أن تدوم صداقتهم للابد
"أنتِ أيضًا ، رُبما لم تلحظي هذا ولكنني أخبرك الكثيرَ عن نفسي، وانا لا أفعل ذلك أبدًا ، يبدو أنك الفتاةُ الأولى التي أفعل هذا معها."
أخبرها تايهيون مُبتسمًا بخجل ،
إحمرت هي أيضًا ولكنها قررت إخباره
"لم أكن أحظى بأصدقاء أبدًا ، كنتُ أعتقد أنني لا أحتاجهم ، ولكنني فهمت الان سبب تعاستي،
الأصدقاء حتى وان لم يكونوا بتلك الكفاءة هم في النهاية ملجأ ومستقر ، سبب للإبتسام والشعور بالراحة ،
إكتفشتُ هذا بعد رؤيتي لعلاقتك مع أصدقائك ، وعندما عانقتني سابقًا ، شعرتُ بالدفء والطمأنينة، شعرتُ بأني في أمان بين يديك ، الشعور ألذي لم أُجربه أبدًا ، أنا حقًا أشكرك ، لكونك صديقي ، لكونك بقربي دائمًا"
أخرجت يُونا كلماتها مفصحة عن إمتنانها لتايهيون الذي جعلَ حياتها تُشرق مؤخرًا ،
تلّمس تايهيون خدّها الذي ضربها به والدها بالأمس
"كلما تضرِبُك الحياة ، تذكري أن صدرَ تايهيون يرحبُ بك دائمًا"
لم تستطع يونا عدم البكاء بعد كلمات تايهيون اللطيفة على مسامعها ،
مسحت دموعها ووضعت إبتسامة تشق ثغرها،
هي كانت تخبر تايهيون بأنها تشكرُه ، وتحبه ، ولا بأس لديها بكل ما يحدثُ معها إذا كان ينتهي بها المطاف بين يدي تايهيون .
إبتسم كلٌ منهما للآخر ، بدون كلمات فهمَ كلٌ منهما الآخر .
وبعد القليل من الدردشة عادَ بومقيو ليجد الثنائي ينتظرونه أمام باب الجامعة للذهاب، أخدوا خطواتهم سويًا نحو موقف الحافلات ،
كان ظلامُ الليل قد بدأ بالنزول ،
توقفت الحافلة أمامهم لركبها يونا وتايقيو
جلست يونا بجانبها تايهيون طبعاً ثمّ بومقيو ،
كان بومقيو بجانب النافذة سارحًا لا يعطي أي إهتمام لما يحدثُ فوقه هو فقط يفكر بميل ، والكثير من ميل .
أما عن الثنائي الذي بجانبه ..
تمردت أصابِع يونا مُشابكة خاصة تايهيون الذي فزِعَ قلبه من تصرفها ، هو لم يتوقع أبدًا شيئًا كهذا ،
نظرَ ليونا بملامح متفاجئة ليجدها تتجاهل النظر إليه وتبدو خجولة من فعلتها أيضًا
"لا تفهم بشكل خاطئ، أميلُ لفعلِ هذا عندما يحل الظلام ، أنا أخاف إن كنتَ لا تعلم"
بررت فعلتها بكذبة واضحة ،
قهقه تايهيون على كذبتها الغبية ، هي حتى لا تستطيعُ الكذب ولكنه وجدها لطيفة
"لا بأس فأنا أيضًا أخافُ الظلام"
قهقها سويًا قبل أن يصل تايهيون وبومقيو إلى محطتهم .
إرتجل كلٌ منهم عن الحافلة ، ودّع تايهيون يونا وأخبرها أن تتصل به إذا ضربها والدها .
دخل بومقيو وتايهيون بيتَ تايهيون ، إستقبلتهم أمهُ التي لا تتحدثُ عن شيء سوا الدراسة ،
هذا خانق فقط لدقائق بالنسبة لبومقيو ، فكيف لتايهيون تحمله طوال حياته؟
صعد كلاهما إلى غرفة تايهيون بعد أن حصلا على عشائهما.
أخبر بومقيو والدته مُسبقًا عن مبيته مع تايهيون لذا هما الآن في كامل طمأنينتهم.
"هيا تحدث هيونق"
تحدث تايهيون مصفحاً عن رغبته في الإستماع الى بومقيو ولكن بومقيو رفض
"سأستمعُ إليك أولاً، هكذا أستطيع التحدث براحة لاحقًا"
وافق تايهيون وبدأ بالحديث
"أنتَ تعلم كم أن حياتي خانقة صحيح؟
لا أرى أبي كثيرًا وأمي لا تهتمُ لشيء سوا الدراسة ، هي حتى لا تسألنني عن صحتي او طعامي كل ما تريدهُ التباهي بي أمام صديقاتها ، لطالما كرهتُ الأمرَ وأنت أكثر ُ الناس علماً بهذا ، ولكن مؤخرًا عندما إلتقيتُ بيونا، أصبحت أُحب المكتبة وأريد قضاء أغلب وقتي هناك ، أريدُ فقط النظر إلى إبتسامتها للابد، أعتقدُ بأني وجدتُ الجانب المشرق من حياتي أخيرًا،هي أيضًا مثلي ، حياتها خانقة ولكنها تبتسم رغم ذلك ، هي أصبحت نقطةً بقوتي ، ولضعفي كذلك، أعلمُ أن الوقت مبكرٌ جدًا على قول هذا ولكن أعتقدُ بأنها إتخذت قلبي مسكنًا لها ، للأبد"
كانَ بومقيو ينظر لصديقة بإبتسامة فخورة ،
أخيرًا سيكون كانغ تايهيون كثيرَ الإبتسام ، أخيرًا لديه شيء يحبه في حياته ولديه جزء مهم من يومه ،
بومقيو سعيدٌ لتايهيون كثيرًا .
"مُباركةٌ عليك السعادة عزيزي، بومقيو هيونق يُحبكَ كثيرًا جدًا جدًا جدًا جدًا وهو حقاً سعيدٌ جدًا جدًا من أجلك الان"
قال بومقيو مُعانقًا تايهيون الذي تأثر جدًا بكلمات صديقة ، وكما يُقال دوماً يَسعدُ المرء كثيرًا حينما يخبرُهُ صديقٌ له أنه يحبه ، لذا أظهروا حُبكم لأصدقائكُم ، أغرِقوهم حبًا وكونوا سببًا في سعادتهم وحبهم لنفسهم ، عانقوا أصدقائكم كثيرًا ، رُبما لا يُظهِرُ لك ذلك ولكن صديقك دائمًا بحاجة لعناقك ، دائمًا.
"أحبُكَ أيضًا هيونق"
قال تايهيون مبادلاً بومقيو العناق
"حسنًا الان دورك"
تنفسَ بومقيو الصعداء متحدثًا
"تتذكرُ اليوم الذي ذهبنا به إلى المقهى برفقة داهيون نونا صحيح؟، كدّتُ أسقطُ حينها من دوار رأسي بعدَ ذهابكم ، ساعدتني هي على الإتزان وكانت قريبة مني للغاية تايهيون ، كانت رائحتها تُداعب أنفي بكل سلاسة ،
وبعدها مشيتُ معها إلى شارع منزلها وإتضح أننا نسكنُ في نفس الحي ،
حدثت بيننا مواقف جعلتني أقع بحب صوتها وإبتسامتها ، ناهيك عن هيأتها المثالية ،
كنتُ ابكي يومًا وأتذمرُ يومًا آخر ، هي لم تكن تغضبُ علي أو تخبرني بأن كل أحزاني هي أوهام صنعتها فقط لإحزان نفسي غصبًا ، لم تكن تخبرني بأن كل شيء سيكون بخير فقط، كانت تتحدث بطلفٌ وتعطيني نصائح ، أنا حتى وبدون شعورٍ مني أخبرتها عن كل ما يجول في خاطري منذ طفولتي وحتى الان ، هي لم تطلق علي الألقاب ، لم تُخبرُني بأني غريبُ الأطوار ، بل أخبرتني بأننا بشر وأن الإختلاف أمرُ مؤكد بين شخصياتنا وإهتماماتنا ، عانقني مرة ، مسحت الدمع عن خداي مرة ، داعبت وجهي مرة وبعثرت شعري أكثرَ من مرة ،
أنا اشعرُ حقاً بأنني أنا وأنا معها ، أشعر بالإنتماء ولأول مرة تايهيون ، شعرتُ بأنني منها وأنها مني ،
شعرت بشيء ينمو في قلبي كلما رأيت إبتسامتها وفراشات تداعب بطني كلما إقتربتُ منها ، كانت هي الأولى والوحيدة التي شعرتُ معها بهذه الطريقة ، كنتُ أظنه إعجابًا ولكن أدركتُ بأني أحبها عندما إستيقظتُ اليوم ولم أجدها في المكان الذي أراها فيه ، القلق يأكل خلايا عقلي وقلبي يعتصرني أشتاقُ إليها بشدة تايهيون هذا مؤلم..."
أخرجَ بومقيو كلماته وكانت الغصة تعترضُ طريقه في كل مرة ، كان يبتلعها بألم ويكمل حديثه ولكنه إستسلم لدموعه التي ذرَف الكثيرَ منها مؤخرًا .
عانقه تايهيون مليًا وأخد يمسحُ على ظهره بطلف .
"هيونق..أنا أعدك بأنك ستكونُ الأسعد معها حقًا ، ستكونان الثنائي الأفضل على الإطلاق، ستكون مشغولاً بمواعدتك لها ولم تستطيع المبيتَ عندي مثل اليوم ، لا تبتعد عني عندما تواعد حسناً؟"
ونجحَ تايهيون في إسعاد بومقيو ولو قليلًا ، جعله يتخيل نفسه يواعد ميل ، مما جعل بومقيو سعيدًا.
أخدَ الصديقان يدردشان حتى قاطعهم صوت هاتا بومقيو الذي رنَّ معلنًا إتصالاً
'ميل لويس'
ردّ عليها بومقيو بسرعة وهو يرتجف
"نونا~"
إمتلأت أعينه مرة أخرى بالدموع
'بومقيو صغيري..هل تتذكر عندما أخبرتَني أن أخبرك إذا إحتجتُ شيئًا ما؟'
سألته ميل بصوت يكادُ بومقيو بسمعه
"نعم نونا أتذكر !"
أجابها بومقيو بقلق ممزوجٍ ببكاء
تحدّثت ميل بصوت باكي أيضًا
'لا أحتاجُ شيئًا الآن غيرك ، هل يمكِنُك أن تأتي؟'السلامُ عليكم ..
مُتسعدة أتأمل تايقيو للأبد ؛(
المهم
كيف كان البارت؟
ڤوت فضلًا؟
أنت تقرأ
لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.
Fanfiction"أعتقدُ بأنني كائن فضائي لا انتمي ولا بأي شكلٍ الى من حولي، لم أجد يومًا من يفهمني!" قال شادًا على يديّها.."ليس من الضروري أن يكون الوطن واسعًا ، فوطني فقط كفٌ وخمسُ أصابع" "بومقيو...هل يمكنكَ البقاء قليلاً؟" "آسف.. لم أكن اعلم عن هذا انا حقاً آسف" ...