"نُونا..لا يُمكن أن تستمر؟، هل هي بدأت بالفعل؟،
نُونا ، أُحبكِ ، انا حقًا واللعنة أُحبكِ ،
أحبك بشكل لا يمكنكِ حتى تخيله ، لا يمكنكِ أن تتصوري الإبتسامة التي أضعها عندما أفكر بكِ ، أفكر بنا سويًا ، يدًا على يد نتمشى على ذلك الشاطيء نفسه الذي بدأت فيه قصتنا ،
لا يمكنك أن تتصوري الطريقة التي أتوقُ بها أن أطلق عليكِ 'حبيبتي' ،
أريدُكِ كحبيبتي، لا أَهتم لأحد غيرك ألا يمكنكِ أن تفهمي؟"
كانَ بومقيو يتحدّثُ والغصة تعترضُ حلقه ، وكان يحاول قدر الإمكان عدم الإنهيار الان .
"بومقـ.." أرادت هي التحدث إلا أنه إستوقفتها لإكمال حديثه
"نونا لقد رأيتني بنفسك ، عندما غبتِ عني فقط ، ليلة ويوم فقط ،
ألم تفعلي؟ ألم تري عينايّ التي تورّمت وإكتساها التعب؟ ،
سلبتِ نومي ، سلبتُ عقلي ونبضاتَ قلبي وحتى إبتسامتي ميل ،
أنا لا أدري كيف أصفُ الأمر ولكن كل خلية في جسدي تنادي بإسمك ،
كلّ خليه في جسدي تحتاجُكِ ، أنا أحتاجك لأواصل حياتي ، كنتُ أستيقظُ دومًا وأنا حزين ، لا أريدُ الخروج ولا أريد لقاء أحدًا ، ولكن ليس بعدَ اليوم..ليسَ بعدَ اليوم الذي رأيتُكِ فيه ..
أصبحتُ أبتسمُ صباحًا عندما أتذكر أن لي لدي أنتِ،
أذهب للجامعة وانا سعيد بعد رؤيتك في المقهى من بعيد ، أعود من الجامعة متعبًا ، أمرُ على المقهى وأُراقبك من دون علمك لاشحن طاقتي، وبعد رؤيتكِ..أعود للمنزل وكلي حماسٌ للغد ، لأنني سأراكِ مجددًا وهكذا ،
كنتُ أعيش سعيدًا منذُ أن عرفتك ، أعلمُ أنك رُبما تظنين أن هذا حدث بسرعة ولكنني أقسم أنني وقعتُ لك منذ أن رأيتك ، حتى أنني قلت 'أريدك أنتِ' بدون أن أشعر عندما سألتني عن نوع القهوة التي أريد ،
أنتِ ملأتي تفكيري ميل ، أصبحتِ السبب الذي أعيشُ من أجله ، لا يَنبضُ قلبي إلا لك ،حتى انني أراكِ عندما أُعمض عيناي ، إليس هذا كافيًا؟ ، جميلتي.. أنا بدونك لا شيء ، كيف لهذه العلاقة أن لا تستمر؟
عند توقف هذه العلاقة سيتوقف قلبي وستنتهي حياتي لا محالة ، لذا..أرجوكِ ضعي المجتمعَ جانبًا وإنظري إلى عيناي ،
ألا ترينه؟ شعوري الذي تجمع في أعيني الا ترينه؟"
بللت الدموع وجه ميل بأكمله ،
كانت تنظرُ إلى أعين بومقيو بعمق شديد ،
كانت تحول نظرها من العين اليسرى إلى اليمنى والعكس..
"أراه، أراهُ بومقيو"
أخبرته ميل بصوتٍ باكي يؤلم القلب
"هَل تُحبينني نونا؟"
سألها بومقيو بلطف مرةً أخرى
"أِحبُكَ بومقيو"أما في الملاهي وبعدَ يومٍ طويل من المرح،
كانَ تايهيون يبتسم بوسع كما لم يفعل من قبل ،
كانت يونا سعيدة جدًا برؤيتها هذا..
لأن تايهيون الذي كانَ معها اليوم ، كان طفلًا يتطلعُ للألعاب ويستكشف هنا وهناك،
يمكنها أن تؤكد أن تايهيون بالكاد حظيَ بالمرح في حياته ،
كان اليوم أول مرة تسمعُ بها صوت ضحكته الذي كان كالموسيقى على أذانها ،
كان لطيفًا جدا وهو يأكل المثلجات ويشاهدُ الأطفال يلعبون حولهم ،
كان تايهيون بنسخته الحقيقية اليوم ..
بينما يأخذانِ إستراحة على احدى المقاعد ، ذهبت يونا لدورة المياه ،
وفي هذه الأثناء أخرج تايهيون عقدًا في علبة صغيرة من جيبه ،
كان على شكل وردة صغيرة جدًا ، كان بسيطًا ولكنه أنيقٌ للغاية ، كما هو متوقع إنه زوقُ تايهيون .
كان يهزُ أقدامه بتوتر ،
كيف يعترف لها؟ ماذا يقول، بماذا يبدأ؟
صفقت يونا أمام وجهه مُنتشلة إياهُ من أفكاره ،
خبء هو العقد بسرعة وراء ظهره ، وإبتسم لها بتوتر
"أعتقدُ بأنه وقتُ الذهاب للمنزل"
قالت يونا وكانت على وشك الذهاب أمامه إلا أن يدهُ أوقفتها
، إلتفت نحوه بنظرة إستفهامية ،
أخرج تايهيون العلبة الصغيرة ، التي كان لونها أزرقاً مخمليًا ،
وجهه نحوها ، أمسكت هي بها وقامت بفتحِهها لتجد العقد بإنتظارها يلمعُ عاكسًا اضواء الملاهي الكثيرة ،
دّب الظلامُ بالفعل ..
تقوّس فمُها بدهشة مخرجة العقد
"إنه.." أخذت تنظرُ إليه وتتفحصهُ "جميل جدًا"
نظرت لتايهيون بسعادة عارمة وأعين دامعة ،
إنها المرة الأولى التي تتلقى فيها هدية ، إنها المرة الأولى التي يهتمُ بها أحدهم ، وهي تؤكد لكم أنه شعورٌ جيد ، أن تكون محورَ إهتمامِ أحدهم..
"يُونا..."
تحدث تايهيون وهو يقتربُ منها ، أمسكَ بيدها أخيرًا ونظر إليها مليًا
"أنا مُعجبٌ بكِ"
تجمدت يونا في مكانها ولكن نبضاتُ قلبها جعلتها تفيق ،
هل حصلت على إعترافٍ للتو؟
هي لا تستطيعُ الإجابة الآن ، كانت فقط تنظرُ لأعينه لترا مشاعره التي تفيضُ من خلالِ نظراته ،
هو صادقٌ فيما يقول
"لستِ معجبةً بي؟"
سألها تايهيون لانها صمتت طويلًا، لم تبتسم ولم تظهر ردة فعل ، لذا ظنّ أنه هو فقط من يحملُ لها مشاعر
"لا لستُ معجبةً بك"
أخبرته يونا ، كان تايهيون على وشك إفلاتِ يدها ولكنها سبقته وأمسكت بيدهُ الثانية
"أنا أُحبكَ"
إعترفت وعيناها في عيناهُ ، لكنها أبعدتها فورًا عندما بدأ وجهُها بالإحتراقِ خجلاً ،
إبتسم تايهيون بدوره متنهدًا براحة،
إحتضنها على فور ، خبأها بين يديه لأنها أصبحت الآن ملكه وليست لاحدٍ غيره .
أخذَ تايهيون العقد من بينِ يديها وألبسها أياهُ بلطف ،
لثمَ طرف عُنقها برقة وعاد لإمساكِ يدها مرةً أخرى .
"أصبحتِ ملكي الآن "
قهقت يونا بخجل ،
وقالت بنبرة مشابهة لخاصته
"لم أُحضر هدية ولكن..أصبحتَ ملكي الآن أيضًا ، هيوني"
رفرف قلبُ تايهيون "هيوني؟"
سألها بتفاجؤ أومأت هي ، إبتسما لبعضهما وبدآ بالسير متشابكا الأيدي.
كان أحدهم يُراقبهم من بعيد
"ذكّراني بنا عندما إعترفتُ لكِ ، إنه نفسُ المكان "
قال كاي لجيهان التي تتكيءُ على كتفه
"نعم ، يبدوانِ جميلين معاً"
"ليسا أجملَ منكِ يا حُلوة"
غازلها كاي غامزًا في نهاية حديثة
"توقف أرجوك" تلقى ضربة قوية على كتفه ، وجميعًا نعلمُ مصدرها .
هيونينغكاي صغيرُ يونبين ، هو تلميذهم في المغازلة
، فهم الملوك وكاي من الرعية ،
وعلى سبيلِ ذكرهم ، إكتشفَ يونجون إسم الفتاة التي إصدمت به ، حيثُ إتضح أنها صديقة ليا المفضلة ، هوانق ييجي ،
حتى إسمها يجعلُ يونجون يحلق ، هو للمرة الاولى حمل عاطفة صادقة نحو فتاة وليست مجرد آلة لصبّ الغزل الرخيص عليها ..
سوبين سعيدٌ جدًا ويرى أنه إذا إرتبط مع ليا ويونجون مع ييجي ، فهمت سينسجمانِ جيدًا ..يعني أنهما صديقانِ مُقربان إرتبطا بصديقتين مُقربتين .. هذا رائعٌ جدًا في نظره ، تفكيره بسيط.
أما عن معلمتهم اللطيفة داهيون ،
كانت قد أفنت حياتها في تعلّم اللغة الإنجليزية وحان الوقتُ للمتعة ، لذا أخذت تقومُ بمواعيد مدبرة ، باحثة عن فارسِ أحلامها وحصانه الأبيض.
كلٌ بحياته ، وجميعهم يمثلون أجزاءً في حيواتِ بعضهم.
أجزاءً مهمة بالطبع .
وبالعودة إلى ميل التي إعترفت لبومقيو بدونِ شعورٍ منها
"أُحبكَ بومقيو"
أخذت نفسًا عميقًا وأكملت
"أحبك بشدة ، أحبك أكثر من أي شيء آخر ، أُحبكَ كأنكَ العالم كله ولا يوجد شيء سواك ، رُبما لم أظهر لك ذلك ، رُبما خوفي عليك جعلني أخفي مشاعري وأتعذبُ بها وحدي ،
ربما لأنك لطيفٌ ، جميل ، آسرٌ للغاية لم أستطيع فعل شيء سوا الوقوع لك ،
أنتَ لا تعلم مدى صعوبة الامرُ علي ،
ميل هذا ليسَ صحيحًا ، ميل عودي إلى رشدك ،
كنتُ أرددِ هذا على نفسي كل يوم ، ولكن تعملُ هذه الكلمات بطريقة عكسية فأجدُ نفسي أغرقُ بك أكثر ،
لستُ أختنقِ أثناء الغرق بل أبتسمُ ، من قلبي ،
من دواخل دواخل قلبي التي خبأتك بها ،
أنا إمرأة في النهاية وعاطفتي فياضة جدًا ، أنا أخافُ دومًا من حجم العاطفة الذي أحمله ، أخافُ أن أعرفها بالطريقة الخطأ ، ولكنك بعمرك ولطفك وعقلك وقلبك وكل ما يتعلقُ بك جعلتني راغبة في صبَها عليك ، كُلها برمتها ، عطفُ وحنان ، سعادة ودفء ومواساة ، أمانٌ وطمأنينة والأهمُ من ذلك كله ..حُبٌ،
أُحبكَ بومقيو ، بلا حدٍ ولا مد ، أحبك أنتَ للابد ، أحبك أنت ولا أحد غيرك صدقني.."
تحدّثت ميل وسيلُ دموعها عاود بالإنهيار وكما الحالُ عند بومقيو ،
إنها دموعُ السعادة، تبادلا النظرات وإبتسامات للحظات قبل أن يدفن كلٌ منها نفسه في الآخر ،
عانقها بومقيو من خصرها دافنًا رأسه في عنقها وبادلته هي محاوطةً إياهُ من كتفه ،
كانت دموعُ كليهما تنهمرُ فرحًا لانهما وأخيرًا سويًا..
فصلا العِناق جزئيًا وما زال كلٌ منهما يحاوط الآخر ،
كانت وجوهُما قريبة للغاية جعلت من أنفاسهم تختلط ،
أمالَ بومقيو برأسه وأراد أن يكمل ما بدأه سابقًا ،
لثم ثغرها بلطفٍ شديد وإبتعدَ عندها سريعًا ليتأمل جمالها من أقرب نقطة على الإطلاق، إنها المرة الاولى التي يكونان فيها بهذا القرب ،
ذابَ كلٌ منهما في ملامح الآخر غيرَ عالمين بالوقت الذي قطعَ لحظتهم الحميمة ، حيثُ رَنّ هاتفُ بومقيو مُفزعًا كِلاهُما ،
إبتعدا عن بعضهما بحرج شديد
كانت والدة بومقيو تتصل
ردّ عليها بومقيو لاعنًا نفسه تحت أنفاسه ، لا يستطيعُ لعن أمه لذا..
"مرحبًا أُمـ.."
'وما زلتَ تقول مرحبًا؟؟، كدتُ أموت قلقًا عليك وأنت تقول مرحبًا؟ إنها الواحدة صباحًا أينَ أنت تبًا لك!'
صرخت أمه من الجهة المقابلة ، قهقه بومقيو على غضبها الذي رآه لطيفًا ، أخبرها بأنه سيعود فورًا فهو لم يشعر بالوقت وإنتهت المكالمة بسلام ..
أخبرَ بومقيو ميل بأن عليه الذهاب لأن أمه ستأكله في فطور الغد إن لم يأتي حالاً
"لم نحظى حتى بالعشاء سويًا.."
قالت ميل بصوتٍ منخفض وعبوس طفيف
"من الآن فصاعدًا سنحظى به سويًا كل يوم"
غمزَ لها بومقيو في نهاية كلامه ، ضحكت لهُ بصوتها اللطيف وذهبت معه أمام باب منزلها لتوديعه
"إذاً وداعاً..أراكِ غدًا"
قال لها بومقيو ملوحاً
"ألا يمكنكَ البقاءُ قليلًا..؟"
سألته بعبوسٍ وردّ عليها بومقيو نافيًا
"سمعت صراخها لتوك"
أومأت ميل بحزن "وداعاً إذًا"
لوّحت له أثناء ذهابه ، راقبته حتى إختفى ودخلت منزلها وركضت نحو هاتفها ،
سجلت تاريخَ اليومِ في هاتفها
أنت تقرأ
لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.
Fiksi Penggemar"أعتقدُ بأنني كائن فضائي لا انتمي ولا بأي شكلٍ الى من حولي، لم أجد يومًا من يفهمني!" قال شادًا على يديّها.."ليس من الضروري أن يكون الوطن واسعًا ، فوطني فقط كفٌ وخمسُ أصابع" "بومقيو...هل يمكنكَ البقاء قليلاً؟" "آسف.. لم أكن اعلم عن هذا انا حقاً آسف" ...