"صباحُ الخير"
خَرَج صوتٌ قاطَع شرودها في كِتابها
"أوه ، تايهيون صباحُ الخير"
قالت يوُنا بإبتسامة صغيرة ، التي أعجبت تايهيون للغاية
"لم يَسبقني أحدٌ للمكتبة من قبل"
قال تايهيون مُخرجًا كِتابَه من حقيبته ، جارًا كرسيه ليجلس بجانبها ،
إكتفت يُونا بالإبتسام وأعادت نظرها إلى كِتابها
"لمَ أتيتِ مبكرًا اليوم؟"
سألها وهو يضعُ جلَّ تركيزٍه على كتابه
، نظرت إليه يونا أرادت التحدث إلا أن..
لمَ يبدو مثالياً هكذا؟
كان جانِبُ وجهه حادًا للغاية ،
جميلًا آسرًا ،
كانَت رُموشة المتفرقة يمرُ من خلالها النسيم ،
يرمِش برقة عاقدًا حاجبيه إثرَ التركيز
، نظرَ إليها تايهيون بإستغراب لأنه لم يجد إجابة
أزاحت يونا بنظرها فور عندما إلتقاء أعينهم
"دائمًا ما آتي مبكرًا ، ولكنني لم أكن آتى للمكتبة"
أومأ تايهيون برأسه دليلًا على فمهمهِ لكلامها
"لمَ تأتين مُبكرًا؟"
سألها بفضول لتجيبَ هي مع إبتسامة صغيرة
"سأُخبرك عندما نصبحُ أقرب"
رفعت حاجبيها وعادت بنظرها إلى الكتاب .
إكتفى تايهيون بالنظر إليها مليّاً ثم أعاد نظرَهُ إلى الكِتاب
"ماذا عنك؟"
، سألته يونا بعد فترة
"عليّ أن أدرُس بجد"
أجابها تايهيون وقد واجهها أخيرًا
"لمَ؟"
سألته مجددًا ليجيب "سأخبرُكِ عندما نصبحُ أقرب"
بإبتسامة صغيرة ، أومأت هي بخفة وإنشغل كلٌ منهم مع كتابه .
أما في مكانٍ آخر ،
كانت ميل منغمسة في عملها مع زبائنها المستعجلين ،
جميعهم من الطلّاب سواء كانوا جامعيين أم في الثانوية ، إذ أنهُ وقتُ حاجتهم للقهوة ،
تعامَلت مع آخر زبون لتسمع صوت مبحوحٌ من أمامها
"نُونا.."
رَفعت ناظرها لتجد بومقيو يتفادى النظرَ إلى وجهِها ويبدو حقًا أنه مُحرج،
خرجت هي من وراء طاولة البيع وهرولت نحوه
"هل أنتَ بخير؟"
سألته بقلقٍ تحاول إخفاءه ، أومأ هو بخفة ،
جالَ بنظره في المكان
"جيهان ليست هُنا اليوم؟"
سألها وأخيرًا تواصلت أعينهم
أومأت ميل مفسِّرة "لديها مدرسة ، إنها في السنة الآخيرة لذا أخبرتها أنه ليس من الجيد التغيّب"
أومأ بومقيو ،
كان يُحركُ يديه معاً بتوتر
"ماذا هناك؟قل ما تريدُ قولَه لا تتردد"
أخبرته ميل وتفاجأ هو بشده
كيف علمت أنه يريد أن يقول شيئًا؟
"كيفَ فعلتي هذا؟"
ضحكت ميل على سؤاله
"ربما ليسَ واضحًا ولكنني درستُ الطب النفسي لثلاثِ سنوات"
أخبرته وهي تبتسمُ بفخر ،
هو ما زال متفاجئاً مع إتساعُ أعينه والدائرة التي نشأت بين شفتيه
"ماذا؟؟"
قالَ بصدمة لترفع هي كتفيها وحاجبيها
"كما سمعت"
قالت وعادت إلى طاولة البيع تنتظر الزبائن وكتصرفٍ طبيعي لحِقها بومقيو وجلسا بجانب بعضهما في المقاعد
"أليسَ لديك جامعة؟"
سألته لينفي بومقيو برأسه
"كانَ لدينا صفٌ في التسويق ولكن المعلم مسافر"
فسّر بومقيو لتومأ هي على كلامه .
وبعد وهلة من الصمت أخرج بومقيو "آسف" من فمه رافعاً نظره إلى ميل التي وجهت نظرها إليه أيضًا .
أمالت ميل رأسها قليلًا كأنها تسأله عن سبب إعتذاره لذا إردفّ هو فورًا
"كُنتِ تحاولين مساعدتي سابقًا ، ولكنني ركضتُ كالجبان ولم أُعر مشاعركِ إنتباهاً"
إبتسمت ميل بخفة ناطقة" لا أبدا، لستَ جبانًا أبدًا ،
إنه تصرفٌ طبيعي ، من الواضِح جدًا أنك تتهربُ من الحديث عن هذه الأشياء لذا تحمل هذه النظرة اليائسة بأعينك دومًا"
أَزاحت خُصلاتِ شعره عن جبينه قليلًا ثم أردفت "ولكن بومقيو .. ليسَ من الجيد دائمًا تجنب الحديث،
أنتَ إنسان ونحنُ خلقنا لنتحدث ، وإلا لمَ كنا خُلقنا في جماعات أو حتى إمتلكنا أصواتًا وألسنة، ألا توافقني ؟، لستُ أعني دائمًا الحديث عن أحزانك ، ولكن كل شيء أقصدُ أن عليك سرد ما حصل اليوم وبالأمس وما تطمحُ أن يحدث ، مشاركة هذه الاشياءِ التي ربما تراها تافهة أمرٌ مهمٌ للغاية ،
لستُ بهذه الخبرة لانني لم أكمل دراستي ولكن كلما تحدّثت عن داخلك وعن نفسك وعن حياتك لشخصٍ ترتاحُ معه كانَ أفضل ، ستصبحُ أفضل وستعمل بجد لتأتي في نهاية اليوم وتخبر هذا الشخص أنكَ عملت بجد ،
عليك دائمًا بالحديث ، حسنًا؟"
أكملت ميل كلماتها وهي تُعدل خصلات شعره مجددًا
"ولكنه صعب"
قال بومقيو بصوتٍ يكادُ يسمع ووجهٍ منكس للأرض ،
ربما هو فقط لا يريدُ منها أن ترى ضعفه
"أعلمُ، هو صعبٌ بالنسبة لي أيضًا ،
لذا ما رأيك بصفقة؟"
سألته في نهاية كلامها بحماس، نظرَ إليها بومقيو بنظرة مستغربة
"مرحبًا"
أرادت ميل التحدث إلا أن صوت زبونٍ إستوقفتها ،
أشارت لبومقيو بأنها ستعودُ بسرعة
، ذهبت بسرعة نحو الزبون ببنطالها الأسود وقميصها الأبيض ومئزرها وشعرها المربوط ، أنهُ شكلها المعتاد ،
كان بومقيو ينظرُ أليها ويفكِرُ في كلامها
'عليكَ دائمًا بالتحدث'
"عدتُ"
قالت ميل وعادت للجلوس بجانبه
"أخبرتِني أن أتحدث ولكن.. أنا وحيد"
أخبرها بومقيو وما زال منكسّاً رأسه
(مُنكس رأسه: منزلهُ نحو الأرض)
"لستَ كذلك لديك أصدقاء"
نفت ميل كلامَهُ مخبرةً إياهُ أن لديه أصدقاء
"لا أشعرُ بأنني أستطيعُ الحديثَ معهم بأمورٍ كهذه ،
دائمًا أشعرُ بأنني وحيد "
أخبرها ويبدو انه سيبكي بعد قليل لذا سألتهُ ميل بسرعة
"لمَ؟" نظر إلى السقفِ مليًا ثم أجاب "ربما لأن لا أحدَ يفهمني؟"
"ربما لأنك لم تُحاول شَرحَ نفسك لأحد؟"
أخبرته ميل لينظر لها مليًا ،
ربما كلامها صائب؟
"إذهب الآن وخلال هذا اليوم ، حاول التحدث إلى أحدٍ من أصدقائك ، فقط أخبرهم بأنك لستَ بخير وحتمًا سيحاولون فهمك وإن لم يستطيعوا أن يفهموك وإن لم تستطع أنتَ شرحَ نفسك يكفيكَ عناقٌ منهم وكلمات لطيفة ، ستشعر بشعورٍ أفضل"
أخبرته ميل وقد إستقامت من مكانها بأيتسامة دافئة للغاية ، لا مانع لدى بومقيو بالنظر إليها للابد
"وعُد إلى هنا في حلول منتصف الليل لتخبرني بماذا فعلت، حسنًا؟"
أضافت ميل .
تنهدَ بومقيو "هل حقًا علي فعلُ هذا؟"
قال يتذمر لتضرِب هي كتفه "هيا أيها الطفل هذا من اجلك!"
"حسناً"
تنهد بومقيو مرة أخرى جارًا قدميه خارجًا من المقهى في حيرة من أمره ، أي من أصدقائه عليه أن يختار؟
كانَ يسيرُ بخطواتٍ ثقيلة ، إنهُ لا يتذكرُ آخر مرةٍ تحدث بها مع أحدهم عن حُزنه ، هو توقف عن هذا منذ زمنٍ بعيد ، ولكلٍ منا أسبابه ،
هو إستبعد هيونينغكاي من القائمة ، لأن كاي يجعلهُ يضحك وهو لا يريدُ أن يُدخلَ شيئًا من حُزنه في قلب كاي، هذا ليسَ جيدًا ، حتى أن تايهيون يعاني أيضًا من عائلته التي تريدُ منه دومًا إحرازَ اعلى الدرجات ،
وبما أن تذكر بومقيو تايهيون راسلَه فورًا ، ليس لكي يتحدث معه عن نفسه ، بل لكي يسأله عن حَالِه
'تايهيون، كيف حالك؟ ما رأيك بالمبيت عندي غداً؟'
<تمَ الإرسال>
تايهيون صديقه المقرب ،
الذي يُخبره بكل شيء ، تايهيون لا يتحدثُ عادة ولكنه يتحول إلى ثرثار عندما يكونُ مع بومقيو ،
هو ذاتَ مرة أخبر بومقيو بأنه الهيونق المفضلُ لديه لأنه يمكنهُ الإستماعُ الى حديثه بلا ملل ، ويجعلهُ يضحك دائمًا ويجعله يبكي أيضًا إذا إحتاجَ ذلك،
لطالما كانَ تايهيون ممتنًا ليومقيو ولطالما إمتن بومقيو لتايهيون ، لأن الشعور بأنكَ تجعَل أحدهم سعيدًا يجعلك سعيدًا بلا شك.
تبقى لهُ خيارين ، سوبين ويونجون
، هو على علمٍ الان أنهُ اذا إتصل بأحدهم فإن الآخر سيكونُ معه ، إذ أنهم أصدقاءُ طفولة وجيران وزملاءُ دراسة ،يُخبرهم بومقيو دومًا بأنَ هذا كثير وإذا كان في مكانهم لشَعَر بالملل حتمًا ،
كيف لهم تحملُ بعضهم كلّ هذا الوقت؟،
إنهما مشهورانْ بصداقتهما الطويلة والتي لم يَحدُث وتأثرت أبدًا ،حتى أن مرةً أُعجب يونجون بفتاة وإتضحَ فيما بعد أن سوبين مُعجبٌ بها أيضًا، لذا ترَكها الإثنان حفاظًا على صداقتهما ، أليسَ هذا رائعًا؟
هُنا يسيرانِ بمبدأ أن الصداقة كَنز وبغضِ النظر عن الأسباب التي تُنهي الصداقات ، هي كذلك، هي كنز.
فَكَر بومقيو كثيرًا بمن عليه أن يتصل ،
سوبين؟
يونجون؟
"يونجون ، سوبين ، يونجون ، سوبين ، يونجون"
كانَ بومقيو يعدُ بأصابعه الخمسة ووقعَ الخيارُ على
"يونجون هيونق"
قالها بومقيو مُخرجًا هاتِفه ضاغطًا على
'يونجون الذي لا يجعلُني أفوز في نُطق الإنجليزية'
رُبما تتساءلون لمَ إسمُ يونجون على هاتف بومقيو طويل للغاية ولكنها عادة بومقيو ،
لذا فقط تجاهلوا الامرُ.
'بومقيوها'
ردّ يونجون على المكالمة فورًا بصوتٍ حنون ،
ومن نبرةِ صوته فقط علِم بومقيو أن يونجون هو الخيارُ الصحيح
'هيونق هل يمكِنُنا أن نلتقي؟'
سأله بومقيو ليقوم هو بالرد
'كنتُ متوجّها نحو منزلك على اية حال.. أينَ تريدُ أن نلتقي؟'
'الحديقة العامة'
أجابه بومقيو ليردّ هو بنبرته الحنونة
'حسنًا هيونق في طريقه'
أجابه بومقيو بـ'حسنًا' قاطعاً الإتصال .
هو يفكر دومًا بأنه غبي عندما يشعرُ بأنه وحيد ،
هو لديه أربعةُ ملائكة حوله ، رؤيتهم فقط تجعله سعيدًا ولكن شعوره بالوحدة لا يُفارقه .
تسآل بومقيو عن مكانِ سوبين لأنهُ عادة ما يكونُ مع يونجون لذا يسعدني أن أخبركم بأن سوبين الآن في منزلِ صديقة والدته التي إنتقلت بجانبهم حديثًا ،
وهم يقومون بمساعدتها في ترتيبِ منزلها الجديد
كانَ سوبين يعمل بجدٍ في إنزال الأغراض إلا أن نكزة خفيفة على كتفه إستوقفته
"مرحبًا سوبين، سمعتُ أننا في نفس العمر ، انا تشوي جيسو ، نادِني ليا"تشوي ليا.
☽
☾
السلام عليكم؟
لقينا بنوتة لسوبين ، منو تتوقعوا ليونجون؟
كيف كان البارت؟
أريد توضيح نقطة معينة ،
منظور القصة والأحداث ليسَ منظور أحد الشخصيات ، يعني القصة ليست من نظر بومقيو لها أو احد الشخصيات ، كلها من منظور الراوي (انا)
الرواي يحدثكم عن الشخصيات وحياتها ، هو الذي يروي القصة
وبس ~الى لقاءٍ آخر.
أنت تقرأ
لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.
Fanfic"أعتقدُ بأنني كائن فضائي لا انتمي ولا بأي شكلٍ الى من حولي، لم أجد يومًا من يفهمني!" قال شادًا على يديّها.."ليس من الضروري أن يكون الوطن واسعًا ، فوطني فقط كفٌ وخمسُ أصابع" "بومقيو...هل يمكنكَ البقاء قليلاً؟" "آسف.. لم أكن اعلم عن هذا انا حقاً آسف" ...