'هَل يُمكنكَ أن تأتي؟'
"بالطبع نونا بالطبع ، أخبريني عنوانكِ وسأكون عندك في لحظات!!"
أخبرها بومقيو راكضًا بسرعة في سلالم منزل تايهيون ،
إرتدى حذائه ومعطفه وأخذ يركضُ عالمًا وجهَتَهُ حيث أخبرتهُ ميل أن يلتقيا في الشاطيء الذي جلسا فيه سابقاً .
كان بومقيو يركضُ بسرعة كبيرة ودقاتُ قلبه تتضاعَفُ كُلما إقترَب من وجهَتِه ،
كانَ يركض بدون توقف ولا حتى إستراحات، كل ما بفكر فيه الان هو لقاءُ ميل ، يريدُ التأكد من أنها بخير ،
يريدُ عناقها ومداعبة خدها فهو إشتاق إليها حد النخاع ولا يعتقد بأن عليه تضييع ثانية واحدة ، كانَت الرياحُ التي تهبُ عكسَ إتجاهه تعلبُ بشعره ، كانت تحملُ معها دموعه التي رفضت التوقف ، لَم تُرد التوقف مالم تمسحها ميل، هذه هي الطريقة الوحيدة .
وبأنفاسِ متقطعة ودموع منهمرة ، وجههُ محمر إثرَ بكائه وعيناهُ تبحثُ عن مالكةِ قلبه ،
رآها بومقيو أخيرًا وهي تجلسُ في مقعدٍ أمامَ الشاطيء ضامة رُكبتيها إلى صدرها وشعرها يلُفها ويحميها من النسماتِ الباردة ، كانت مطأطةً رأسها دافنةً إياهُ بين أقدامها ،
تنهدَ بومقيو أولاً قبل إكمال ركضِهِ نحوها
"نونا~"
ناداها بومقيو بأكثرِ نبارتهِ حزنًا، صوته المبحوح إثر بكائه وفمهُ الذي يهتز معلنًا عن شهقاتٍ متتالية تريدُ الخروج ، كأنها تطرقُ على باب شفتيهُ مُستأذنة.
تحركت ميل من مكانها فورَ سماعها لـنونا من الصوتِ المحبب إلى قلبها دائمًا ، إستقامت هي وركضت نحو بومقيو حيثُ كان وجهها منتفخًا أحمرًا وفَمُها تملأُه التشقُقات .
دفعت ميل نفسها داخل بومقيو محتضنةً إياه دافِنةً رأسها في صدره ويداها أحكمتا القبض على خصره ،
حاوطَ بومقيو كتفيها فورًا ، لم يتحدث أحدهم منهم وإكتفى كلاهما بالبكاء ، بشهقاتٍ مسموعة من ميل تؤلم القلب ،
كأنها تخرج كل ما يؤلمها مع هذه الشهقات الحزينة، ظهرها يهتزُ بسببها ، كانت تُغلقُ عيناها بشدة وما زالت الدموع تنهمرُ كسيلٍ في الجبال عن إشتداد فصل الخريف ،
كانَت تبكي وصدرها يرتفعُ وينخفض أثر تنفسها السريع ، جسدها يرتجفُ من أسفل أقدامها وحتى أعلى قمةٍ في رأسها.
هذا آلمَ قلبَ بومقيو كثيرًا ، ولم يكن بومقيو أفضلٍ حالاً منها على اية حال ، إذ كانٍ يبكي بدوره ولكن بصمت ،
لأنه ليس أمامَ اي شخصٍ الآن ، إنه مع المرأة التي يحب ، ولا يريدُ أن يظهر ضعفه أمامها ، أرادَ إشعارها بأنه قوي وأن بإستطاعته حمايتها وبإستطاعتها الإعتمادَ عليه،
هوَ أدركَ تمامًا بأنه يحبها ، تأكد الان ، ولم يتأكد من شيء مثلما تأكد من شعوره إتجاهها ،
إنها وبلا شك ياقوتةُ حِكايته وملاذُه الآمن.
وبعدَ الكثير من البكاء ومسحات بومقيو على شعر ميل ،
هدأت ميل أخيرًا وإنتظم تنَفُسها كما المثلُ عند بومقيو ،
فصلا عناقهما الطويلَ أخيرًا ولكن ليس تمامًا ،
فما زال بومقيو ممسكًا بأكتافِ ميل ،
تبادلا النظراتِ للحظاتٍ حيثُ نظرَ كلٌ منهما إلى أعينِ الآخر ،
وكان لكلٌ منهما أعينٌ حزينة ، الخيوطُ الحمراء تملأها ورموشها مبللة ، كانا حزينين للغاية ،
إرتفعت يدُ بومقيو يتلّمسُ بها خدّ ميل برقة شديدة ماسحًا دموعها ، وكردة فعلٍ طبيعية أمالت ميل رأسها على يده أكثر، كأنها تُخبره أن يستمر ،
رفعَ بومقيو يدهُ الأخرى ومسح الدموع من تلك الجهة أيضًا ، أصبحَ يُكوِّرُ وجهها بين يديه ، داعب خدّاها لدقائق وإكتفت هي فقط بالنظر إلى وجهه الذي إشتاقت له كثيرًا وأعينه التي تحكي الكثير .
رُبما لم أذكر هذا ولكن ميل منذُ البداية حملت لبومقيو شيئًا بداخلها..
وبمنذُ البداية أعني عندما إقترحَ عليها أن يكونَ صديقها ، للمرة الأولى حينها خفق قلبها معلنًا عن بذرات الحياة التي غُرِست فيه وأصبحت تنمو كلما رأته مُبتسمًا وسمعت صوته وإقتربت منه .
يريدُ بومقيو التحدث الآن ، يريدُ توبيخها وإخبارها أنهُ يكرهها لانها تدفعه للجنون ، أراد الصراخ بـ'إشتقتُ إليكِ' ولكنه فقط إكتفى بمداعبة خدّاها ، ينتظرُ منها المبادرة والتحدث ، لأنها لا تبدو بخيرٍ إطلاقًا.
إبتلعت ميل ريقها وحركت شفتاها بـ"بومقيو.."
إمتلأت عيناها بالدموع مجددًا ، إكتفى بومقيو فقط بالإيماء إليها وما زالت يداهُ على وجهِها .
"بومقيو..والِدَتي ليست بــ- بخير ، ستذهبُ وتـ-تركني أيضًا بومقـ-يو، سأُحاربُ الحياة وحـ-حدي مجددًا بومقيو .."
أخرجت ميل كلماتها بصعوبة بين شهقاتها المؤلمة،
وعيناها لا تزالُ منهمرة بالدموع ، قلبها يؤلمها للغاية ، تود إقتلاعه من مكانه ورميه في البحر
ضمها بُومقيو إلى صدرِه مجددًا ، مربتًا على ظهرها ،
جعلها تبكي مُجددًا لتُخرج ما بداخلها ،
كان يمسحُ على ظهرها بلطف ويتمتمُ بـ"كل شيء سيكونُ بخير، بومقيو هنا من أجلك"
مما جعلها تبكي أكثر ،
لها الحق، لها كاملُ الحق بالحزن والبكاء والصراخ الآن ،
إنها والدتها ولا شخصَ آخر ، وكأحد لا أصدقاء له ولا أقارب ولا حتى إخوة وأب ، هي فقط تمتلك والدتها التي لم تَكُن معها فعلياً فلقد كانت في غيبوبة ،
ولكن ولأن ميل أقوى من أن تهزمها الحياة ،
كانت تبتسمُ كل صباح وتخبر نفسها بأن أمها تتنفسُ وتنبض على الاقل ، وهذا كافٍ بالنسبة لها.
في حينِ أنه ليس كذلك ، كانت تزور قبر والدها كثيرًا ، تخبره بأن حياتها أصبحت صعبة بعد رحيله ، وأن أمها ضعيفة للغاية الان بعدَ الحريق الذي حدث واحرق جسدها بالكامل،
أخبرته بأنها تحملِ كل هموم الدنيا على رأسها ،
حتى أنها تركت حلمها ودراستها وباعت كل غالٍ ونفيس للصرف على نفسها ، قاست وعانت وثابرت ولم يكن لديها أحد غيرَ أمها التي لا تراها تكبرُ حتى ،
كانت تتحدثُ مع أمها النصفُ حية ، كانَ هذا كافيًا لإقناعها بأن هناكَ أحدًا معها ، تعبت وعملت وإشترت المقهى في النهاية ، المقهى من عرق جبينها وحدها .
وأعتقد أنه يبدو واضح الان سبب حبها للمقهى كثيرًا.هي شرحت الأمرَ بِرُمته لبومقيو بينما كانت تبكي وتختبئ في صدره ، كانت تتحدث وتصفُ ألمها لشخص يسمعها للمرة الأولى ، إستمع بومقيو إلى كامل قصتها وآلمه قلبه أكثر وبكى هو بدوره اكثر ،
كان فقط يربت على ظهرها ويمسحُ على شعرها ويخبرها بأنه معها ،
كان بومقيو في تلك الدقائق ، صديقها وملجأها الذي إستمع إليها وواساها، كان الفتى الذي سلب عقلها وتفكيرها وحتى نبضاتِ قلبها ،
كان صديقًا وحبيبًا وأباً وأما ، كان عائلة وأصدقاء في الوقت ذاته ، كان بومقيو وما زال وسيظلُ كل شيء بالنسبة لميل،
هي بدورها لا تشُك الآن في أنها تُحبه ، لا تشكُ أبدًا ولا مجالَ لذلك.
وبعدَ البكاء هنا وهناك والكلمات اللطيفة هدأ الثنائي وجلسَ على المقعد أمام الشاطيء،
كان بومقيو ممسكاً بيد ميل يمسدُها بخفة ،
هو لا يستطيعُ مواساتها بالكلماتِ الآن ، كلُ ما عليه الان هو إعطائها ما تستحقُ من الدفء والدعم المعنوي.
إقتربت ميل منه قليلًا وأسندت رأسها على كتفه ،
وبهذا أصبحَ بومقيو سندها أيضًا ..أخبرتكم..هو كل ما تملك .
وبأيادي متشابكة ورأسُ ميل يتكئُ على كتف بومقيو ، ورأس بومقيو الذي إتكأ على خاصة ميل جلسَ الثنائي بصمت إلى أن تحدث ميل بصوتٍ باكي هزيل
"آسفة"
حركَ بومقيو رأسه ضد خاصة ميل نافياً
"إلزمي الصمت"
أمرها بومقيو لتقهقه هي بخفة ..
"يا إلهي كم إشتقتُ لهذا"
قال بومقيو بعدَ سماعه لقهقاتها ، رفعت ميل رأسها وكان قريبا جدًا من خاصة بومقيو
"إشتقتَ إلى ماذا؟"
سألته ليجيبها هو بيده مشيرًا إليها
مسح على شعرها ومن ثم جبينها "هذا وهذا"
أشرَ على حلقها "والصوت الذي يخرجُ من هذا"
أشرَ على يديها "واللمساتُ اللطيفة التي تفعلها هذه"
إبتسمت ميل بخجل "وماذا أيضًا؟"
سألته ولا بأس لديه حقًا بالإجابة
، أشارَ الى ملابسها "الأناقة هذه"
وأشارَ إلى شعرها "هذا مرةً أخرى ، أنا أشتاقُ اليه دومًا"
"وأخيرًا وليسَ آخرًا هذا"
أشارَ على خدها حيثُ مالَ قليلًا طابعاً قبلة لطيفة عليه ،
شعرت ميل بحرارة في كامل جسدها وإحمر وجهُها ولعبت الفراشات في معدتها تفاجئاً .
ما الذي فعله بومقيو للتو؟
هو أيضًا لم يشعر بنفسه ، إحمر خجلاً هو بدوره ولكن لأنه رجل ، حاول تجاهل الأمر ، لأن دائمًا عليه المبادرة . هو نبيل في نهاية المطاف .
"وهذا أيضًا" طبعَ قبلة أخرى على خدّها الآخر
مثَل الصدمة وقال بدراما "كيف لي أن أنسى هذا!"
قبل جبينها برقة وحذر ونظرَ إلى عينيها التي كانت تنظُرُ له بدورها ،
كانت ميل خجولة جدًا لذا أشاحت بنظرها فورًا ، ضحكَ بومقيو على مظهرها وبعثر شعرها قليلًا ،
سحبها إلى صدره مرةً أخرى
"إبقى هُنا ، هذا مريحٌ لي ولكِ"
قال طابعاً قبلة أخيره على شعرها من الأعلى
ما خَطبهُ اليوم؟
لا خطب به ، هو فقط محبٌ مشتاق ،
لا بأس عُذرُه معه ...السلامُ عليكمممممم
انا الغبية بكيت وانا بكتب ..
أحلى شي إني بعيش الرواية وكأني جد أشوفهم قدامي وأوصفهم لكم☹︎♡︎♡︎
أنت تقرأ
لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.
Fanfiction"أعتقدُ بأنني كائن فضائي لا انتمي ولا بأي شكلٍ الى من حولي، لم أجد يومًا من يفهمني!" قال شادًا على يديّها.."ليس من الضروري أن يكون الوطن واسعًا ، فوطني فقط كفٌ وخمسُ أصابع" "بومقيو...هل يمكنكَ البقاء قليلاً؟" "آسف.. لم أكن اعلم عن هذا انا حقاً آسف" ...