الثَالِث عَشَر.

306 42 9
                                    


لا خطبَ به ، هو فقط محبٌ مشتاق .
بالرغم من أنها لم تَكُن سوا يومٌ ونصف إلا أن بومقيو شعرَ بأنها غابت عنه دهورًا عديدة ، هو إكتشفَ للتو كم ان الشوق مؤلم .
"هَل سنظل هكذا للأبد؟"
سألته ميل وما زَال بومقيو مُعانقًا إياها
"نعم، هل لديكِ مشكلة بهذا؟"
أجابها هو بسؤال ، إبتسم كلاهما وهزت هي رأسها نافية ، ليس لديها مشكلة بهذا..
ومرت الساعاتُ عليهما في الشاطيء ، شاهدا بداية ظهور خيوطِ الصباحِ سويًا ، إلى أن خرجت الشمسُ كُليًا..
"أنا آتي إلى هُنا كثيرًا ،ولكن المنظرَ يبدو أجمل عندما أُشاهده معك"
أخرجت ميل كلماتها وهي تبتسم لبومقيو الذي أعجبهُ وقعُ كلماتها هذه على أذنه، كان الأسعد على هذه الأرض.
توّجه كلاهما نحو المشفى ، أرادت ميل رؤيتة والدتها قليلًا لانها ربما هذه المرة الأخيرة ، أخبرها الطبيب بأنه يمكن أن يصلها خبر وفاة والدتها في أيةِ لحظة،
قرر بومقيو الذهاب معها لأن لديه ما يقوله لوالدتها .
توقفا أمامَ بابِ غرفة والدتها وأخذا نفسًا عميقًا قبل أن يفتحوا الباب شاقين طريقهم إلى الداخل..
رأى بومقيو تلك المرأة التي أحاطتها الأجهزة ببشرتها السمراء ، التي يبدو أنها أورثتها لميل ،
شعرها كان يتوزع على جوانب السرير ،
كانت موصلة بالكثير من الأجهزة ، مغمضة عيناها غير عالمة ما يحدث حولها .
"مرحبًا أِمي، أحضرتُ صديقي اليوم"
تحدّثت ميل بإبتسامة وكأن أمها تسمعها الان
إنحنى بومقيو لها "مرحبًا ، انا تشوي بومقيو"
كانَت ميل تجلسُ بجانب والدتها وتمسك بيدها ، إتخذ بومقيو مجلسًا بجانبها أيضًا .
تحمحم هو بينما ينظر لأُمها
"حسنًا..سيدتي ، أو علي أن اقول خالتي، لا اعلمُ أيًا كان ،
لستُ متأكدًا إذا كنتِ تسمعينني أم لا ولكنني سأخبرك بأمر مهمٍ للغاية ، أنتِ منذ ثلاثِ سنوات بهذه الطريقة ،
تُحاربين الألم وتنبضين طالبةً للحياةِ مع كلِّ نبضة ،
وميل مثلك، إبنتُكِ مثلك ، كانت تحاربُ أيضًا ، أعلمُ أنك تركتها عندما كانت في الجامعة وكانت تسعى وراء حلمها في أن تصبح طبيبة نفسية ،ولكنها تركته ،
تركته في سبيل دفع علاجك ومأكلها ومشربها ،
تركته من اجلكِ في المقامِ الأول ..
أنا لا ألومك بل بالعكس ، أريدُ أن أخبرك بأن إبنتكِ نضِجت وكبرت ، إبنتكِ تعلمت أن تبتسمَ في الصباح بعد ليلة طويلة من البكاء ، تأكدت بأن الضوء يأتي بعد العتمة، ولا وجد الضوء بدون العتمة ،
ثابرت وإجتهدت وأصبحت الان تمتلكُ مبنىً من طابقين، الطابق الأرضي إفتتحته كمقهى ولا أعلم خططها للعلوي، لديها منزلٌ لطيفٌ يسِعُها بكل أشيائها ،
تأكل الان بإنتظام وتُعامل الكلّ بطلف ، أنا واثقٌ بأنك ستكونين سعيدة بسماعِ هذا ،
أنا لا أدري من علي أن أشكر بالضبط ولكنني شاكرٌ جدًا لكِ ولها ولكل من كان له يدٌ في بناء شخصيتها اللطيفة ،
اشكركِ لأنكِ أحببتِ والدها وتزوجته وأنجبتماها من أجلي، رُبما هي أيضًا لا تعلمُ ذلك ولكنها تجعلُ حياتي مِثالية ، ولا أطلب شيئًا من الدنيا غير رفقتها.."
كانَ بومقيو يتحدث وهو يمسكُ بيد والدة ميل ،
كان يُخرج كلماته من قلبه ، قلبه الذي يصرخ بإسم ميل مع كل نبضة .
ولا تستطيع ميل فعلَ شيء الآن سوى البكاء ،
كانت تبكي وهي تنظر لبومقيو بأعين ممتنة وسعيدة ،
ليست وحدها بعد اليوم!
لديها بومقيو ، الذي يغنيها عن الجميع ..
ودّعا والدة ميل وخرجا سويًا ، طارَ الوقتُ حقًا ،
إنها عطلة الأسبوع اليوم وحتى أنه وقتُ الغداء ،
وبعدَ الكثير من الإقناع والترجي قَبِلت ميل دعوة بومقيو لها في منزله ، أخبرها بأن طهو أمهِ لذيذ وعليها تذوقه ،
لكنها كانت خجولة للغاية ، وهي خائفة من طريقة تفكير أمهِ بها ،
هي تُحبُ بومقيو وتريدُ أن ترتبط معه ولكن..
هي فقط ستدمرُ مستقبله بهذه الطريقة ..ستجعلهُ حزينًا ،
سيكونُ هو حديث العام
'تشوي بومقيو يحبُ إمرأة عجوز تكبره بخمس سنوات'
هي تخافُ على مشاعره أكثر من أي شيء الان ..
وهي أيضًا ستتعرضُ لكلمات جارحة مثل 'عجوز وتحوم حول الشباب'
أو 'إبتعدي عن هذا الطفل وإبحثي عمن هُم بعمرك'
"مرحبًا أمي لقد عدت "
دخل بومقيو منزلهُ وخلفه ميل ،
كانت أمه كعادتها في هذا الوقت ، تحوم في المطبخ هنا وهناك ، وتحضّر الغداء .
"مرحبًا بُني..مرحبًا صغيرتي"
سلّمت والدة بومقيو عليهم بكل لطف ،
إنحنت لها ميل معرفة عن نفسها
"مرحبًا سيدتي،كيم ميل صديقة بومقيو"
"أوه!أنتِ ميل!، يا إلهي لم يتوقف بومقيو عن التحدث عنكِ!"
تحدّثت والدة بومقيو معانقةً إياها ،نظرت ميل إلى بومقيو الذي كان يصرخ على أمه متذمرًا
"متى أخبرتكِ بإسمها؟، فقط أخبرتك بأنها ألطفٌ كائن على وجه الأرض!"
إستوعب بومقيو ما قاله للتو وغطى فمهُ بحرج ،
كان قلبُ ميل يحلقُ سعادة في تلك اللحظة
"لقد أخبرتني إسمها ولكن في نومك، كنت تردده وأنت نائم"
تحدّثت أمه وليتها لم تفعل ،
لأن بومقيو الآن يريدُ أن يختفي فقط حرجًاً
، قهقهت ميل بصوتٍ رنان .
"إجلسا للطعام ، سأُنادي أخاك"
أخبرتهم أمهُ وتحركت للأعلى صاعدة الدرج
"لم أكن أعلمُ أنكَ تفكرُ بي حتى في نومك"
تحدّثت ميل متعمدة زيادة إحراجه
"إلزمي الصمت وإلا قتلتُكِ الان"
أخبرها بومقيو صارًا على أسنانه مغظيًا وجهه بيداه،
لا يسعُ ميل سوى الضحك الان .
أتى اخُ بومقيو والذي تفاجئت ميل عندما رأته ،
إنه نسخة طبق الأصل عن بومقيو ،
الإختلاف أنه أكبر وشعره ليسَ طويلاً كخاصة بومقيو ،
حتى أن والدتهم أيضًا طبقَ الأصلِ منهم ، هي الآن مع ثلاثة بومقيو على نفس الطاولة فقط بأحجام مختلفة .
سلّم عليها أخُ بومقيو الأكبر وجلس مقابلاً لهم بجانب والدته ، وفي الجهة الأخرى ميل وبجانبها بومقيو ،
كانت الأحاديثُ العشوائية تتعالى مع الطعام ،
والدة بومقيو تحبُ إغضاب إبنها كثيرًا لذا أخبرت ميل عن طفولته ، عندما بلَّلَ سريره خوفاً من الرعد ،
أو عندما كانَ يظنُ بأن القطط تطير، تذمر بومقيو وأخبر أنه بأن ظنه كان له سبب لأنه كان يرى القطط على أسطحِ المنازل دومًا ،
كانت ميل مستمتعة جدًا بالوجبةً، شعرت من بعد فترة طويلة بشعور العائلة ،
بالحديث عن العائلة أخبرتهم ميل أيضًا عن عائلتها والحادث الذي حصل وحالة والدتها الان ،
تعاطفت معها والدة بومقيو وأخبرتها بأنها ستكون والدتها أيضًا ، أرادت ميل البكاء ولكن أعتقدت بأن هذا كثير وأن عليها الصمت الان وعدم تخريب الجو .
إنتهى الغداء بسلام وذهب بومقيو وأخاه لشراء العصير من أجل الضيفة ،
أما ميل فكانت تُنظف مكان الوجبة وتغسلُ الأواني ، وهذا طبعاً بعد الكثير من إعتراضات والدة بومقيو .
كانت والدة بومقيو تشاهدها وهي تغسل الأطباق لذا تحدّثت :
"لستُ أعترضُ على أي شيء"
إلتفت إليها ميل بإستغراب
لذا فسرت والدة بومقيو
"يمكنني أن أؤكد بأنك تحبين إبني بصدق، فقط من طريقة حديثه عنك ومن طريقة نظركِ له، هو أخبرني مُسبقًا بأنكِ أكبرُ منه بخمس سنوات ، هذا كثير ولكن...لا بأس ما دمتِ صادقة في عاطفتك،
أعلمُ شعورك الان ، ستبتعدين عنه لانك تظنين أنكِ ستدمرون حياته ولكنك مخطأة، أنا والدته وأنا أقسمُ لك بأنني لم أره سعيدًا مثل اليوم من قبل،
هو لم يتحدث معي عن فتاة مثلما فعَل معك ،
سيكونُ المجتمع قاسي على كليكما لا محالة، ولكن أرجوكِ لا تخذلني إبني ، أرجوك.."
نظرت إليها ميل مليًا ، كلامها صحيح ،
وميل أيضًا ستتدمرُ حياتها بدون بومقيو ولكن ..بومقيو صغير والحياة أمامه والفتياتُ الجيداتُ كثيراتٍ جدًا ،
لا زالت ميل تخطط لرفض العلاقة..
عادَ بومقيو وأخوه محملين بالمشروبات الطبيعية ،
جلست العائلة على الطاولة يتحدثون بأمور عشوائية ويشربون العصير ،
كان بومقيو يسترق النظر لميل التي كانت تضحكُ مع والدته ،
كانت جميلة والإبتسامة تشقُ ثغرها ، شردَ بومقيو بجمالها
"تأملها وأنت مُغلقٌ فمك لأن لعابك أوشكَ أن يسيل"
همسَ له أخوه بسخرية ، إكتفى بومقيو بتوجيه نظراتٍ غاضبة نحوه.
"لقد كان غداءً رائعاً أشكركِ وداعاً"
ودعت ميل والده بومقيو وتحركت وبجانبها بومقيو الذي أصر على إيصالها للمنزل
، كانا يسيران بصمت إلى أن قطعته ميل قائلة
"عائلتك لطيفة، شعرتِ بالدفء بينهم"
إبتسم لها بومقيو وربت على شعرها قليلاً وواصلا السير .
"حسنًا إذا..وداعاً"
أخبرها بومقيو الذي أوصلها إلى باب منزلها وكان على وشكِ الذهاب
"مـ-ما رأيك بالعشاءِ سويًا؟"
إستوقفته ميل ، لأنها وببساطة لا تريدُ منه أن يذهب ،
وافق هو بسرعة لانه أيضًا لم يكن يريدُ الذهاب.
هُما  بداخل منزل ميل الان ، في غرفة المعيشة يحتسيانِ الشاي
"لا تفعلي هذا مجددًا"
تحدث بومقيو وسألته ميل عن قصده
"لا تختفي بدون إعلامي، لن تستطيعي أن تتصوري حالة الهلع والقلق التي أدخلتني بها، كنتُ خائفًا للغاية ولم أستطع التركيزَ على شيء"
خفقَ قلب ميل بسبب كلماته ، إبتسمت له ووعدته بأنها لن تفعل هذا مجددًا ،
بدأ بومقيو الثرثار، الذي لا يثرثرُ إلا مع ميل وتايهيون
كان يُخبرها عن كل شيء حدث منذ ولادته حتى الان،
أخبرها أيضًا عن أصدقائه ، أخبرها عن جيهان الذي تكون حبيبة كاي الان ، وهي تفاجأت من الأمر لان جيهان لم تخبرها ولكنها سعدت من أجلها ،
أخبرها عن تايهيون ويونا وكيف أن كلاهما خجول ،
يبدون كالأغبياء عندما تحمر وجوههم ..
إقتربت ميل فجأة طابعة قبلة على خد بومقيو الذي إحمر فورًا
"أنت أيضًا ،يحمرُ وجهك"
قالتها بميل بإبتسامة مما جعلت بومقيو يغضبُ بخجل ، لقد كان الألطف حينها ..
ولأنه أراد فعل المثل بها شدّها نحوه من خصرها
وقرّب وجوهَهُما حتى إختلطت أنفاسهما
، أراد لثم ثغرها إلا أنها إبتعدت
"أنا أكبرُ منك بومقيو ، علاقتنا ليسَ من الممكن أن تستمر حاول فهمي، أرجوك!"
إبتعدَ عنها بومقيو بقلبٍ مكسور وأعين حزينة..

ولأنه أراد فعل المثل بها شدّها نحوه من خصرها وقرّب وجوهَهُما حتى إختلطت أنفاسهما ، أراد لثم ثغرها إلا أنها إبتعدت "أنا أكبرُ منك بومقيو ، علاقتنا ليسَ من الممكن أن تستمر حاول فهمي، أرجوك!"إبتعدَ عنها بومقيو بقلبٍ مكسور وأعين حزينة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

السلامُ عليكم ..
الرواية على مشارف الإنتهاء..

لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن