الفصل الثاني: السد

5.4K 369 486
                                    

"أه. لمن أدين بهذا الشرف العظيم! أفضل مبارز في المملكة قد قرر الحضور للعمل". قال يونقي بنبرة تهكمية من حيث كان منغمساً بعمله وهو جالس القرفصاء على سطح القارب.. عينيه الضيقتين مثبتتين بتركيز شديد على المطرقة التي يحملها في يده بينما يدق اللوح الخشبي بالمسامير لتأمينه في مكانه بإحكام.

"هيونغ. أليس الوقت مبكراً على تعليقاتك الساخرة". تذمر جونغكوك بينما يتجه للصعود على المركب كي يبدأ عمله.

أدار الصبي الآخر رأسه نحوه، بحاجب مقوس وعينان تحدقان به بنظرات غير مستمتعة. "مبكراً؟ لقد اقتربنا من منتصف الظهيرة وأنا غارق في العمل وحدي" توقف مشيراً بمطرقته في الأرجاء بلا هدف. "وأنت تظهر للعمل الآن فقط! عليك أن تكون ممتناً لأنني في مزاج ساخر وليس غاضب، أيها الشقي".

تنهد جونغكوك مستسلماً، بينما يتناول لوحاً خشبياً ويتجه لإعطائه له، "أنت محق، أنا آسف".

"ما الذي جعلك تتأخر على أي حال؟ أراهن بأنك نسيت نفسك مع جيمين؟". سأل وهو يأخذ اللوح منه وعيناه حريصتان على فحص الخشب بدقة قبل استخدامه.

توقف الصبي الأصغر متجمداً لوهلة. "ما.. ماذا تعني؟".

أعاد يونقي نظره إليه وقد ضيق عينيه حين لاحظ تلعثمه. "كما تعلم. جلسات تدريبكما؟" تساءل بنبرة مستغربة.

"أه.. أجل.. جيمين هيونغ يصبح تنافسياً وعنيداً متى ما بدأنا المبارزة". قال محاولاً أن تكون نبرته ثابتة بينما يمسك بمطرقته ويبدأ في إزالة الأخشاب المهترئة على جانب القارب.

استمرت نظرات يونقي نحوه لوهلة أطول قبل أن يومئ برأسه دون الاسهاب في الحديث مقرراً استئناف عمله بصمت.

**

فلاش باك

منذ أن انتقل جونغكوك للعيش مع جيمين بدأ في البحث عن عمل ليخفف عبء المصاريف عنه ولو حتى بقدر ضئيل.. لم يكن يحب حقيقة أن الأكبر ينهك نفسه طيلة الوقت، كما أنه أراد أن يثبت له بأنه قد نضج بما يكفي وأن بإمكانه المساهمة أيضاً.. لقد أراد الاعتناء بالصبي الأكبر بقدر اعتناء الآخر به.

كان جيمين أكثر الأشخاص ايثاراً للآخرين على نفسه، وايثاراً لجونغكوك على وجه التحديد.. لم يكن يمانع حقيقة أنه لا يوجد لديه وقت خاص لراحته أبداً.. كان يتنقل طيلة اليوم بين أعماله المختلفة دون شكوى، وخلال كل ذلك الإرهاق المضني لايزال حريصاً على طهي وجباتهما، وغسل ملابسهما وتنظيف منزلهما ليكون لائقاً لهما بما يكفي، والأكثر من هذا أنه لم يفوًت تدريباً واحداً معه.

تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن