كان صباحاً هادئاً لا يُسمع به سوى صوت قرقعة الملاعق في أطباق الطعام.. كلا الصبيان كانا يتناولان افطارهما بصمت حيث أن كل واحدٍ منهما منغمس في أفكاره.
منذ الاجتماع السري الذي قلب حياة جيمين قبل أسبوعين وأحداثه لا زالت تكرر نفسها في عقله.. لم يستطع اخبار جونغكوك بأي شيء، أو ربما لم يكن لديه الجرأة على إخباره.. هو بنفسه لم يكن يعلم ما شعوره حيال كل ذلك.. كان يشعر بالتضارب والارتباك..
من جهة، كان هدفه واضحاً.. قضيته واضحة.. لطالما كان يشعر بالمقت حيال واقعه، حيال الفصل الطبقي المقرف في بيئته، حيال الفقر والهوان الذي علق بهما الشعب أمام الرخاء والهناء الذي يعيش به أصحاب الثراء.. كان يحلم باليوم الذي سيتغير به كل شيء.. اليوم الذي سيعيش به الناس سواسية في مجتمع عادل.. مجتمع يتم به توزيع خيرات دوهان على شعبها لينعموا بعيشٍ هني كريم.. مجتمع يستردون به حقوقهم المسلوبة ويكونون واحداً أمام أعين القانون النزيه الذي لا يفرق بينهم.
لكن من جهة أخرى، لم يكن واثقاً من نجاح الخطة.. كان هدف حرس الشمال قائماً على إسالة الدماء.. بالطبع، كان القتل بنظره عقاباً عادلاً لكل شخص ظالم يعتاش بجشعٍ على حق الشعب المقهور، لكنه يعلم أيضاً بأن هناك من كانت جريمتهم الوحيدة هي تنفيذ الأوامر.. كان خائفاً من أن تجري دماء الأبرياء في خضم فوضى الاغتيالات التي كانوا عازمين على فعلها.
ناهيك عن أن قلقه الأكبر كان منصباً على جونغكوك.. لم يكن يريد أن يلحقه أي أذى من كل هذا.. إن وافق الملك/الصبي على خطتهم باغتيال أخيه فسوف يتوجب عليه أن يزيد من تأهبه.. لا مجال للخطأ في تلك العملية.. يجب عليه أن يتأكد حين يتم تحديد ساعة الصفر بأن الصبي الأصغر لن يكون في أي مكان بالقرب من القصر حينها.
كان تايهيونغ قد أخبره في اليوم التالي لاجتماعهما عن موعد أول مهمة سوف يشارك بها.. الشخص الأول في قائمتهم هو وزير الزراعة كوان إلسونغ والذي على ما يبدو كان مستقر هنا في بورين آمناً مطمئناً في عزبته الجميلة التي أسسها على عدة فدانات من أراضٍ سرقها من أصحابها الأصليين.. كانوا مجرد فلاحين ضعفاء وقد أرغمهم على توقيع عقود البيع مقابل بضع قطع نقدية لا تساوي ربع ثمنها حتى.
مشاركة جيمين في هذه المهمة لن تكون بشكلٍ مباشر، بل ستقتصر على تواجده مع فريق المراقبة بينما يتولى هوسوك و تايهيونغ مع الفرق الآخرى عملية اقتحام المنزل وقتل الوزير.. من المفترض أن تكون المهمة سهلة وسريعة، فبحسب المعلومات التي تم جمعها لم يكن يرافق إلسونغ سوى عشرة من جنوده يحيطون بمنزله، بالإضافة إلى بضع من خدمه فقط.
وقد تقرر بأنه عند الانتهاء من مهمتهم سيقومون بقطع رقبته وتعليقه في منتصف ساحة البلدة الرئيسية مع قطعة قماش سوداء تحمل اسم حرس الشمال، حيث سيكون هذا بمثابة أول إعلان رسمي للشعب وللملك أيضاً على عودتهم.
أنت تقرأ
تحت ضوء القمر
Fiksi Penggemar"حبي لك مثل البحر الهائج، قوياً وعميقاً وسيبقى إلى الأبد. من خلال العاصفة والرياح والأمطار الغزيرة، سوف يصمد أمام كل ألم" إيلين شيتي..