وقف جونغكوك أمام بوابة الأكاديمية متجمداً مكانه بينما تنهال ذكريات ذلك اليوم على عقله بلا هوادة.. شعر وكأن الألم يغزو جسده وينهش به من جديد.. شعر بالخدر في قدميه، بوخز كتفه المخلوع، بتورم عينه مرة أخرى.. شعر وكأنه يشاهد نفسه يقتل ديهيون مرة أخرى.. شعر بالاختناق وكأن أنفاسه قد قُطعت من قدم القائد الضاغطة على عنقه.
أغمض عينيه محاولاً تمالك نفسه.. كل ذلك أصبح من الماضي الآن.. لقد بدأ مرحلة جديدة من حياته.. مرحلة سيصبح بها أقوى وأكثر نفوذاً وسلطة.. مرحلة ستقضي على أي مخاوف لدى جيمين.. مرحلة سيصبحان بها سعيدان كما يجب.
"أه. جونغكوك. أرى بأنك أتيت مبكراً". ظهر صوت مألوف.. صوت لعين تمنى جونغكوك بألاّ يسمعه ثانية أبداً.
"أجل، يا سيدي". قال بينما يستدير لمواجهة سونغهون.. تلك العينين الضيقتين والوجه الحاد.. تلك الابتسامة الساخرة وذلك الصوت القبيح.. شعر الصبي الأصغر بالغثيان عند النظر اليه، لكنه حاول المحافظة على تعابير وجه خالية.
"عليّ الاعتراف بأنني لم أتوقع أن يقوم الرئيس بنفسه بإنقاذ مؤخرتك الهزيلة وجعلك تنضم للحرس الملكي.. لقد صدمت قليلاً لاختياره طفل متذمر، لكن على ما يبدو فهو يفضل الأطفال الأشقياء". سخر سونغهون.
"هل تقول يا سيدي بأن رئيس الحرس الملكي والذي يخدم جلالة ملكنا المعظم لا يملك حكماً جيداً على الأشخاص؟". سأل جونغكوك بتحدي واضح وهو مستمتع بتصلب القائد أمامه.
"احذر أيها الطفل. حتى وإن كنت قد أصبحت من حرس الملك لكنني قائد بالجيش وسلطتي أكبر منك، لذا لا تتحاذق معي، هل فهمت؟".
"بالطبع لن أفعل يا سيدي". قوس جونغكوك شفته لأعلى قليلاً بينما يقدم له انحناءه، ساخراً في نفسه.
"قد تكون شققت طريقك إلى هنا، لكن ثق بي عندما أخبرك بأن لا أحد سينسى وضاعة أصلك".
أحكم جونغكوك قبضته، وصك على أسنانه.. هذا الوغد يحاول استفزازه ودفعه لارتكاب فعل سيعرض كل ما بناه للخطر وسيكون ملعوناً إن سمح له بذلك.
"بالتأكيد يا سيدي". أجاب بنبرة ثابتة.
بدا أن هدوئه لم يُعجب سونغهون "ساُبقي عينيّ عليك أيها الرضيع. تذكر ذلك". قال وهو يمشي بعرج خفيف من طعنة سيف جونغكوك بينما يغادر الأكاديمية.
زفر الصبي الأصغر نفساً عميقاً.. يومه لم يبدأ بعد لكنه بالفعل يشعر بالإنهاك.. حاول تمالك نفسه وهو يهندم رداءه ويدخل من البوابة متجهاً نحو المبنى الإداري لمقابلة الرئيس يونغ شيك.. كان يشعر بالتوتر لأنه لم يعلم ما الذي سيحدث الآن.. هل سيتم إرساله للتدريب مباشرة؟ في أي مركز سيقومون بتعيينه؟ هل سينتقل إلى مدينة أخرى أم لا؟
أنت تقرأ
تحت ضوء القمر
أدب الهواة"حبي لك مثل البحر الهائج، قوياً وعميقاً وسيبقى إلى الأبد. من خلال العاصفة والرياح والأمطار الغزيرة، سوف يصمد أمام كل ألم" إيلين شيتي..