الفصل الخامس: كذبة

5.2K 304 486
                                    

"خذ جيمين.. شاي النعناع هذا سيقوم بتهدئتك". قال يونقي بينما يقدم الكوب له.

"لقد مر أكثر من خمس ساعات منذ بدء هذه الاختبارات اللعينة. هيونغ!". علق جيمين وهو يحتضن الكوب الدافئ بين يديه المرتعشتين. "ألا يجب أن يكونوا قد انتهوا الآن؟ لا أعتقد أن بإمكاني التحمل لفترة أطول".

"أنا واثق بأنهم على وشك الانتهاء. علينا الصبر قليلاً بعد. حسناً؟".

تنهد جيمين وأومأ برأسه.. لقد كان هذا اليوم يستنزف طاقته.. القلق والتوتر والأفكار المظلمة استقرت بداخله.. وبالنظر إلى  من خرجوا حتى الآن، فلا بد بأن الأمر لا يقل سوءًا بالداخل.. حتى وجونغكوك حي، لكن لا بد بأن تكون إصاباته خطيرة.

كانت السيناريوهات البشعة تغزو ذهنه.. لم يكن يعرف ما الحالة الذي سيكون عليها حبيبه عندما يخرج.. في هذه المرحلة لم يكن يهتم بأي شيء آخر.. اللعنة على حلم جونغكوك.. اللعنة على وعده.. لم يكن يريد أي شيء عدا أن يكون بخير.

في كل دقيقة تمضي كان الغثيان يزداد بمعدته والغصة تتورم بحلقه.. عيناه لم تتوقفا عن سكب دموعها، ويديه لم تتوقفا عن الارتجاف.. كان يريد فقط الوصول إلى حبيبه وسحبه بعيداً عن كل هذه الوحشية والدماء.. كان يريد رؤية وجهه.. أن يأخذه بين ذراعيه وأن يخبره بأنه يحبه.. كان الهلع غارساً نفسه بعمق احشاءه..

ماذا لو مات جونغكوك؟ لم يمضِ على اعترافهما سوى بضعة أسابيع فقط.. تذكر جيمين كل تلك السنوات التي كان أعند من أن يسمح للسعادة بأن تأتي لحياتهما.. كل تلك الأوقات المهدرة التي كان يجب أن يستغلها بتكرار كلمة واحدة فقط" أنا أحبك".. كل تلك الصباحات التي كان يجب أن يستيقظ بها مُحتضناَ بين ذراعيه.. كل تلك الأمسيات التي كان يجب أن يقضيها بحبه..

لكن الآن، لم يعد لديه أي خيار آخر.. عليه فقط أن يبقى هنا وأن يدعو ويدعو ويدعو بأن لا تكون أحبك التي سمعها هذا الصباح هي آخر مرة يسمعها بها.. بأن لا تكون قبلتهما تلك هي آخر قبلة لهما.. بأن لا يكون عناقهما الدافئ هو آخر عناق بينهما.. عليه فقط أن ينتظر.. جونغكوك سيكون بخير.. حبيبه سيعود إليه.

**

كان جونغكوك يلهث بصعوبة محاولاً اجتراع أكبر قدر من الهواء.. لقد مر أكثر من خمسة عشر دقيقة منذ أن بدأ قتاله المحتدم مع سونغهون دون أن يُحدث به إصابة كبيرة.. لم يكن يعلم إلى متى سيستمر نزالهما.. هل يجب أن ينتهي هذا أيضاً بموت أحدهما، لأن إن كانت هذه هي الحال فجونغكوك كان متيقناً بأن هذه المرة سينتهي بموته.

بدا الأمر وكأن الخدش الذي أحدثه في بداية مبارزتهما قد أشعلت حواس القائد ليصبح هجومياً أكثر.. كانت تقنياته دقيقة وقدرة تحمله عالية.. كان يوجه تلويحاته الواحدة تلو الأخرى وكل ما استطاع الصبي الأصغر فعله هو اتخاذه لوضعيته الدفاعية ومحاولاته المستمرة لصد سيفه.

تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن