_إنت مين؟! إنت ميييييين؟!
قالتها فرحه صارخه وهي تنهض بفزع مسرعه تبتعد عن ذلك الكائن الذي لا تعرف ماهيته.
قام "أحمد" من نومه مفزوعاً عندما إستمع إلي صراخها فوجدها تصرخ قائله"إنت مين؟! "و تركض مبتعده فنظر إلي حيث كانت ترقد و إنفجر ضاحكاً و جري خلفها فوجدها تختبئ خلف شجرة.
جاهد كي يمتنع عن الضحك و قال: ده سنجاب يا فرحه.. إنتي خايفه من سنجاب؟!
نظرت له بأعين دامعه مذعورة فـ رق قلبه لرؤيتها بهذا الحال و مدّ يده لها فأمسكت بها و خرجت من خلف الشجرة.
نظرت إلي" السنجاب"بخوف فقال: متخافيش يا فرحه.. السنجاب أليف.
نظرت له بشك فذهب بجوار "السنجاب" و أمسك بغصن شجرة و بدأ في مداعبة السنجاب بلطف ثم نظر لها قائلاً: ده صغير لسه ميتخافش منه. قربي.
_لا ياخويا شكراً.. إلعبوا إنتوا و إتبسطوا.. و بعدين يعني كائن زي ده عايش في جزيرة مهجورة زي دي بيعمل إيه؟!و بياكل إيه.. صحيح فقري إبن فقريه!
إسترعت كلمتها إنتابهه فقال بغتةً: برافو عليكي يا فرحه.. فعلاً وجود السنجاب هنا ده يدل علي إن في أشجار مثمرة في المكان.
_حتي لو في يعني.. هتطلع إنت الشجرة تجيب مثلاً؟!
زفر بغيظ قائلاً: يبنتي مش كده.. مش كل حاجه تقفليها في وشي كده.. أنا لو مموتش بسبب قلة الأكل و الشرب هموت بالطاقه السلبيه اللي بتنقليها لي.
لوت شفتيها ساخرة و قالت: خلاص يا أحمد أفندي أنا هخرس خاالص و إتفضل إنت إتصرف.
_نامي يا فرحه.. نامي أحسن.. الصبح إن شاء الله هبقا ادور أدور أنا.
=ده لو طلع علينا صبح يعني!
_لا حول ولا قوة الا بالله!!
قالها و هو يقلّب كفيه في تعجب من أمرها.
أسندت فرحه رأسها إلي الشجرة مرة أخري و قالت: طب هنام إزاي و أبو الصحاب ده مشرّف جمبي؟!
و أشارت برأسها إلي "السنجاب" فقال: قولتلك ده حيوان أليف.. و بعدين أنا مش هنام.. نامي إنتي؟!
_الله!! و مش هتنام ليييه؟!
قال ساخراً: أكيد مش عشان حضرتك صحتيني مفزوع و يستحيل أعرف أنام تاني دلوقتي.. لا.. ده أنا لازم أسهر علي حمايتك يا سمو الملكه فرحه.
زمت شفتيها بغرور و أغمضت عينيها و إستسلمت لسلطان النوم.
قام هو ببطء و ذهب و أحضر عدة وريقات من الشجر و قدمها بيده إلي السنجاب الذي أشاح بوجهه عنها فقال: أنا كلامي كده صح.. متربي علي الغالي.. أملي فيك يا بطل بكرة تساعدنا نوصل لأي شجرة ألا لو فضلنا من غير أكل كده هنمووت.
أنت تقرأ
غريق علي البر
Adventureالأسوأ قد حدث.. إنه الآن يجد نفسه فجأه وسط الماء و من حوله جزيرة مهجورة و قد تقطعت به السبل. لا يعلم هل كل فرص الإنقاذ معدومة أم لا؟! لقد فقد كل الآمال و هو الآن نحو طريقه إلي الموت البطئ!