الفصل الحادي عشر

331 43 9
                                    

نظرت لأختي بهدوء شديد مستمع لأحرفها المهزوزه التعبه التي تجاهدت حتى تخرج

" لقد اخبرنا الطبيب ان لا شيء بيده لفعله , لا امل , لقد سيطر سرطان الرئه عليه , و تدخينه كان اكبر الأسباب التي جعلت من إنقاذه مستحيل "

لا اشعر بشيء , فعلياً انا لا اشعر بأي شيء , لا اقصد ان مشاعري توقفت بل اقصد اني لا اشعر شيء بمحيطي الخارجي , لا ثرثره اختي الباكيه ولا صوت امي و اخوتي الباكي , ولا حتى تيتان الواقفه بجانبي بينما تمسك يدي

صداع شديد هاجم رأسي و شعرت بخدر بكامل جسدي , لا , بالطبع لا , ابي لم يمت , ابي لن يتركني وحدي , لن يتركني دون وداع , هم مجرد اغبياء , ابي حي , و سأسمعه ينادي اسمي بصوته الحنون طالب مني عناق , نعم ابي حي , ابي حي

اردفت انا بصوت جاهدت حتى يخرج غير مهزوز

" اين هو ؟ "

قادتني هي بهدوء و بكاء بينما انا لم اشعر بأني افلتت تيتان , ولكنها تبعتني

جسده ممدد على الفراش و ملائه بيضاء تحيطه , ملامح وجهه الساكنه جعلت من بطني تتقلص بقوه ولكني كتمت انيني بينما اردف

" ابي , استيقظ "

هززته بخفه راغباً بأن يفتح عينيه ولكن جسده البارد قد جعل من القشعريره تجري بجسدي

اردفت بينما احاول حبس دموعي

" استيقظ ارجوك ابي , و اعدك اني لن اتركك مجدداً "

سمعت صوت نحيب من خلفي ولكني لم اكترث , لما جسد ابي بهذه البروده و متخشب , لا لا , ابي حي انا اعلم

اردفت بينما تساقطت الدموع من عيناي بتعب

" هيا استيقظ و اعدك اني سأخذك للعيش برفقتي , لن ابعدك عني ابداً و سأظل دائما جوارك "

هو لا يرد , ابي لا يرد , فقط افتح عينك , اخبرهم انك حي , اين الممرضه التي فصلت عنه جهاز التنفس ؟ , اين الطبيب اللذي عالجه ؟ , اين هم ؟ , سأقتلهم جميعاً حين اراهم

امسكت يد ابي بتعب و قد شعرت بإرتجافه جسدي اخيراً , انا لست بخير , لست بخير مطلقاً

تصنمت للحظه حين شعرت ببعض الحركه بيد ابي

اردفت بسرعه و صراخ في اختي

" اين الممرضات , هو حي , لقد شعرت بحركه , هو حي اقسم لك , لقد تحرك "

وجدت اختي تجذبني بيديها الى حضنها بينما تبكي , هو حي , اقسم لكم , هو حي

تيتان - حبي الأول -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن