الفصل الرابع و العشرون

262 32 39
                                    

MINJOON POV
" صغيرتي تعالي إلى هنا "
هذا ما اردفه ابي لأبتعد عن الصحون و اجفف يدي ثم اجلس بجانبه
اردف بإبتسامه خفيفه
" ما هي نتائج اختبارك ؟ "
نظرت للأسفل بخجل مردفه
" خمسه و عشرون من اربعون "
اسفه , لم استطع الدراسه كما كنت اريد , زوجتك ترهقني بأعمال المنزل , توكل لي اعمال تجعلني انتهي في الرابعه صباحاً و اغرق في النوم دون قوه على فعل شيء , تجعلني بالكاد اجد وقتاً لأستحم به من اتربه المنزل
ملس علي بحب مردفاً
" انا فخور بك , انا اعلم انك اجتهدت بجد و زاكرتي جيداً لأجل هذه الدرجه "
نظرت لعينيه بينما دموعي احالت بين صورته و حدقتاي , اريد ان اجعلك فخور بي بحق , ان اتفوق كتشانغبين في الدراسه او كتيتان في الرياضه , اريد ان اتفوق في شيء بحق لأجعلك فخور بين اصدقائك
مسح دموعي بإبهاميه ليجذبني إلى حضنه بحب و يملس علي مردفاً
" الدرجات ليست كل شيء , انا كنت احصل على درجات سيئه كثيراً في مدرستي , انت تعلمين والدك لا يمتلك الكثير من معدلات الذكاء تلك , ولكني استطعت ان اصبح ناجح في الشيء الذي احبه , اخبريني مينجون ماذا تحبين ؟ "
ابعدني عنه ببطء بينما يناظرني بإبتسامه , ماذا اخبرك يا ابي ؟ , اخبرك اني احب خروج المدعوه سون را من المنزل , اخبرك بأني احب كل ما يؤلمها , اخبرك اني احب الأنعزال عنها , و ان كل ما يشغل تفكيري هو كيفيه قتلها دون دليل
اشحت بنظري بعيداً ليمسك معصمي بهدوء و يردف
" لما تحاولين تركي ميني ؟ "
لقد كانت نبرته تحوي الكثير من الدموع المكبوته بينما يملس بخفه على جرح معصمي
انا اسفه فقط احاول اللحاق بأمي , اظنني نضجت مبكراً , مبكراً جداً بالنسبه لفتاه في العاشره من عمرها
ملس بحب على وجنتي لأردف
" اسفه "
فقط دلني على منزل والدتي , على هذا الحبل الذي خلصها من همومها , على الطريق الذي سأتخلص فيه من احزاني و آلامي , دلني عليه و اعدك اني سأحوم حولك طوال حياتي , سأظل ارافقك في كل مكان , لن اتركك بمفردك
ملس بحب على شعري ليجذبني مجدداً إلى حضنه
تنهد تنهيده مثقله بينما انا حاولت ان ارتخي , ان استريح
ولكني تذكرت شيء هام , ان لم انتهي من غسيل الصحون سريعاً لن اجد وقتاً لمذاكره دروسي ككل يوم
ابتعدت عن حضن ابي الذي اعشقه اكثر من انفاسي لأتجه نحو الصحون و اغسلها بأقصى سرعه امتلكها , يجب ان انتهي من الصحون و اعيد ترتيب الخضراوات في الثلاجه ثم اخذ الملابس اطويها و اضعها في الخزانه و انظف السجاد و الأرائك و المع كل ما صنع من خشب في المنزل 
يجب ان انتهي قبل ان تصل الساعه الثانيه عشر منتصف الليل لأجد بعض الساعات لأذاكر دروسي بها
يجب ان افعل هذا كي لا افشل في إختبار الغد
________
" مينجون , ايتها الطفله عديمه النفع "
صرخت سون را بمجرد ان دلفت للمنزل و لحسن حظي اني كنت بغرفتي
فتحت النافذه ثم نزلت تحت السرير
ستظن اني هربت من المنزل و تخرج , ولكن حين تخرج ستبحث خلف المنزل و لن توصد الباب بالمفتاح كما تفعل حين تخرج , حينها سأهرب
لن اظل سجينه قطبانها طوال عمري , يجب على هذا العصفور ان يتعلم الطيران خارج قفصه
خرجت بسرعه من المنزل بينما تسب بألفاظ تدل على حياء لا تمتلكه
خرجت انا سريعاً بعد ان اخذت علبه كنت اضع بها كل الأموال التي يعطيني اياها والدي
كنت ادخرها لتلك اللحظه
خرجت من المنزل بينما اركض كما لم اركض مسبقاً , ظللت اركض حتى انقطعت انفاسي و اصبحت لا اعلم اين انا و لا ارى منزلي
ابتسمت حين استدرت و لم اجد من يهرول خلفي
وجدت و لأول مره نفسي اضحك بهستيريه , لقد كنت اضحك و اقفز و ارقص بمنتصف الطريق , انها الحريه , ما اجملها !
امسكت هاتفي ابحث في قائمه ارقامه
رقم ابي و سون را فقط
لا امتلك صديقات او اصدقاء استطيع اللجوء اليهم
ولكن لا مشكله , حتى لو نمت في العراء انا سعيده
حاولت تذكر رقم لينو , لقد كنت اتصل به مسبقاً لأتحدث معه ولكني سرعان ما تذكرت اني اتصلت به من عده ايام و هو بالطبع في سجلات الإتصال الأخيره
اتصلت به لأجد صوت انوثي يجيب مردفاً
" اهلاً  "
نظرت للرقم مجدداً , انا لا اتصل بشخص آخر , صحيح ؟
اردفت بصوتي الخافت المعتاد
" لينو ؟ "
اجابت هي و كان قد اتضح صوتها قليلاً
" اوه لا , انا تيتان صديقته , هو في المرحاض الأن , حين يخرج اخبره من اتصل ؟ , الرقم غير مسجل "
تيتان , حسناً
اغلقت الخط لأضع الهاتف في جيب بنطالي الخفيف و اكملت المشي
معي مبلغ من المال لا يستهان به , ولكني صغيره لن يرضى احد ان يوظفني
المبلغ الذي امتلكه يكفي لأجار شهر في احدى الشقق ولكن هذا يعني اني لن اتناول شيء طوال هذا الشهر
زفرت بينما افكر بجديه
يمكنني ان اعلن عن عمل متاح كمربيه اطفال , هم يتقاضون مبلغ من المال يكفي لطعام يوم
جيد مينجون لدينا الأن السكن و الطعام , ماذا عن الدراسه ؟
توقفت قليلاً لأنظر حولي , اظنني بلقرب من منتصف المدينه
نظرت إلى قدمي المرتجفه لأجلس على احد المقاعد العامه بينما اضم ساقاي إلى جسدي و احيطهم بزارعاي
يمكنني ان انتحر , اظنني بالقرب من نهر الهان
ولكن هل انتحر بعد ان وجدت حريتي
دخلت على مواقع التواصل الأجتماعي انشر اعلان بأني مربيه اطفال
نشرته في مواقع لا تعد و لا تحصى
جيد , الأن بطاريتي منخفضه
اتصل لينو لأرد سريعاً
" من انت ؟ "
اردفت بهدوء
" مينجون , لقد هربت "
صمت سرى في السماعه على الخط الأخر لكنه رد بعد مده
" اين انت الأن ؟ "
نظرت حولي لأجد لافته , اخبرته بما عليها سريعاً ليردف بسرعه
" انا بالقرب منك , في المركز التجاري المقابل لك , انتظري ثوان سأكون عندك  "
" لا تحضر تيتان "
همهم هو بالإجابه ليغلق الخط
نظرت حولي بهدوء , الكثير يمشي إلى وجهته بثبات , لما انا لا امتلك وجهه محدده ؟ , امي لما تخليت عني , لوهله اشعر بأنك كنت على حق لترك الحياه ولكنك كنت تعلمين اني بين احشائك , كنت تعلمين اني سأواجه الحياه بينما قلبي يشتاق لسماع نبضك
لما تركتني قبل ولادتي حتى ؟ , لم اجرم بشيء يستحق هذا , يستحق ان تعاقبني بتلك الطريقه , انا لم اخطئ و لم اكن لأخطئ بحقك
هل انت سعيده الأن ؟ , طفلتك بحاجتك وانت لست هنا
اقترب مني لينو بسرعه ليردف ببعض القلق
" مينجون ملابسك خفيفه , هيا معي لنعود إلى المنزل "
ابعدت يده التي حاولت امساك يدي لأردف
" لم اهرب لأعود "
صمت ليجلس جواري و يحتضنني مملس علي بحاول نشر الدفئ في اطرافي ثم اردف
" كيف لفتاه صغيره مثلك ان تواجه الحياه ؟ , انت في العاشره من عمرك الأن , كيف ستواجهين الحياه بمفردك ؟ "
اردفت بينما استشعر الدفئ داخل حضنه
" معي مبلغ يكفي لتأجير منزل لمده شهر , سأعمل كمربيه اطفال و اتدخر البعض الأموال للإجار و اشتري بالباقي الطعام "
اردف هو بحب بعد ان خلع سترته ليغطي قدماي بها و اعادني إلى حضنه مجدداً
" و ماذا عن دراستك ؟ , او عن والدك  ؟ , إلى تعلمين كم سيحزن حين يعرف انك هربت من المنزل ؟ "
اردفت بنبره تعبه بينما ارخي رأسي داخل حضنه
" سيكون اسعد من ان يدفن جثماني بنفسه , اسعد من ان انتحر لينو "
تنهد هو بعمق ليردف
" اسمعي , سأعيد تيتي للمنزل بسرعه و اخذك لمنزلي , ابي ليس هناك اليوم هو يزور احد اقاربه , سأخبأك بغرفتي و لن اجعل احد يعلم انك هناك , لا تتحركي من هنا حسناً "
اومئت انا بهدوء ليملس على شعري و يترك سترته معي
اهتز هاتفي لأجيب على الأتصال الذي اتاني سريعاً
" لقد رأيت الأعلان عن مربيه اطفال , هل انت متاحه غداً عند الساعه السادسه مسائاً حتى العاشره , لدي طفل في الثالثه من عمره و انا سأخرج مع زوجي , سأتفق معك على المبلغ الذي تريدين "
" ارسلي لي فقط عنوانك و سأكون غداً في الميعاد "
جيد , اول عمل لك يا مينجون , كوني عند حسن ظن عملائك
__________
" ادخلي "
هذا ما اردفه لينو بينما يدخلني إلى غرفته , لقد اتيت هنا كثيراً مع والدي ولكن لم اعتد على ان ادقق النظر , دائما ما انظر حيث موضع قدمي
و لم يتغير الأمر كثيراً تلك المره , انا ايضاً لم ادقق النظر , فقط القيت نظره سريعه لكي اعرف اين ادخل او اخرج و لا اسبب المشاكل للينو
بمجرد ان دخلت حتى اردفت
" اسمع , انا اتيت لأنك من طلب , لن ابقى كثيراً , فقط حتى اسمع ما عندك "
قهقه لينو قليلاً ليجلس امامي و يردف
" انا في الثامنه عشر من عمري و انت تحدثيني بلا رسميه , تيتي نفسها لم تفعلها معي "
لينو ارجوك , لا تذكر تيتان , لا احب الحديث عنها , يكفيني سون را التي تقارني بها طوال الوقت
اتجه نحو دولابه ليخرج بيجامه ثقيله ثم يردف
" بدلي ملابسك اولاً ثم سنتحدث , عندما تنتهي ناديني "
خرج من الغرفه و اغلق الباب خلفه , كيف سأدخل في هذه البيجامه العملاقه , القميص فقط يصل إلى ركبتاي
وضعت البنطال جانباً مكتفيه ببنطالي و جلست بعد ان ناديته
ولكنه انفجر ضاحكاً حين رأى مظهري , مما دعلني للإبتسام بخفه
اردف بينما يشير علي
" تبدين كدب هارب من سيرك قومي "
حسناً , مزحه جيده , تستحق ابتسامه
جلس امامي ليردف بعد ان توقف جزئياً عن القهقهه
" الأن اخبريني , ماذا تريدين ان تفعلي الأن ؟ "
" ضع هاتفي على الشاحن "
مددت هاتفي الذي انخفضت بطاريته بشكل شديد ليضعه على الشاحن ثم يردف
" لم اقصد هذا , اعني ماذا تخطتين لأيامك القادمه ؟ , انت اختي الصغرى مينجون و لأكن صريحاً معك انت مع خطتك تلك لن تصمدي كثيراً , ستنهارين بسرعه "
استمعت لأحرفه بإنصات بينما افكر فيها لأردف
" لقد نشرت الأعلان , و لدي عمل غداً من الساعه السادسه حتى العاشره مسائاً , سأستطيع ان اعيش الحياه التي اردتها "
تنهد مردفاً
" ماذا عن عمي جيمين ؟ , انت اكثر من يعرف كيف سيحزن حين يكتشف انك هربتي "
نظرت ارضاً مردفه
" لقد اتصل بي ولكني لم ارد "
اجاب بسرعه
" نعم , هذا ما اتحدث عنه , و ايضاً فكري في دراستك , هل تعلمين كيف تعاني الفتاه الغير متعلمه في مجتمعنا ؟ , و ايضاً ماذا سيحدث حين تتوقف الطلبات و تنفذ اموالك ؟ , ستصبحين مشرده مينجون "
نظرت له بينما تجمعت دموعي بعيناي لأردف
" ان اصبح مشرده افضل من ان اُسلب حريتي لينو , انا لا اجد وقتاً للجلوس و الحديث كما افعل معك , بل لا اجد حتى وقتاً لدراستي , انا اريد التفوق بحق و استطيع ان انال اعلى المراتب ولكن تلك السون را التي بالمنزل تثقلني بأعمال المنزل , ترهقني حتى ساعات الليل المتأخره , و تعيش هي كملكه متوجه "
اقترب مني بحب و حنان ليملس علي و يردف
" حسناً , نامي الأن فقط و سنناقش هذا الأمر غداً , إذا استيقظت قبلي ايقظيني "
همهمت له بالإيجاب ليغلق الباب بالمفتاح و يتجه نحو الأريكه المقابله لي و يتمدد بينما يعبث بهاتفه , و انا امسكت الهاتف من جواري المتصل بالشاحن و ظللت انشر الإعلانات في الكثير من المواقع , انبسقت رساله امامي من ابي لأشعر بقلبي يرتجف
< مينجون , لا اعلم اين انت الأن ولكني اتمنى ان تعودي سريعاً , تحدثي حول ما يثقلك و اعدك اني سأغيره , مهما كان كبير سأحله , مينجون حبيبتي ارجوك عودي إلي , انا والدك , ملجأك الوحيد في هذا الكون المظلم >
اخذت لقطه شاشه لأرسلها إلى لينو لينظر لي , تنهد بعمق ليردف بصوت هادئ
" القرار يعود لك , من جهتي انا سأخبئك معي حتى النهايه , انت صاحبه القرار هنا "
لا اريد العوده , لا اريد ان اعود بقدماي إلى جحيمي , لا اريد ان ارى سون را مجدداً , انا احبك ابي ولكن إذا بقيت اكثر معك سأقتل نفسي لا محاله , انا اسفه
END OF POV
_____________
نظرت لجيمين الشارد بينما دموعه تتساقط لأملس على ظهره ببحب و اردف
" جيمين لا تخف , اعدك ان مينجون ستعود , من الجيد انك ارسلت صورتها في مراكز الشرطه و المستشفيات , ولكن انظر للجانب الجيد الأن , لقد شاهدَت رسالتك إذن هي بخير "
اردف يونغي بحب بينما يملس على شعره
" لقد اخبرت لينو ان يتصل بها و يحاول التواصل معها  و هو وعدني ان يخبرني إذا اجابت على اتصالاته "
اردف كوك بينما يمسك يديه
" يجب ان تعالج الأمر من جذوره هيونغ , إذا لم تكتشف سبب هروب مينجون من المنزل لن تعود و كل  محاولاتك ستنتهي بالفشل , حتى إذا عادت معك ستعود مجبره و ستهرب مجدداً "
ايدنا جميعاً رأي كوك ليردف جيمين بنبره باكيه
" فقط لتعود , و اقسم بأني سأفعل لها ما تريد , اي شيء تتمناه سأفعله اقسم لكم "
تنهدت بحزن بينما املس على جيمين ليردف لينو بينما يراقب بعينيه باب غرفته
" الم تفكر ان سبب هروب مينجون قد يكون عمتي سون را ؟ , عمي جيمين "
اتجهت جميع الأنظار للينو حينها نظر ببعض التوتر لنا , اردف جيمين بسرعه
" هل هي من اخبرتك هذا ؟ "
نفى لينو برأسه مردفاً
" فقط افكر , اتحدث حول رأيي الشخصي "
اردف جيمين بهدوء
" لقد تحدثت مع سون را حول مينجون و هي اقسمت ان علاقتهم معاً الأن افضل بكثير من سابقها , حتى انها   اخبرتني ان مينجون تصر على ان تقوم بتنظيف المنزل بدل عنها "
لا اعلم حقاً كيف انطوت تلك الكذبه على جيمين , الأمر واضح , مينجون مجبره على تنظيف المنزل , ليس حباً في سون را مطلقاً
همهم لينو ليجلس بهدوء بينما يراقب باب غرفته , ولكنه فجأه طلب الأستأذان و دخل إليها
جيمين بحق منهار , لم ارى جيمين بتلك الحاله منذ موت رويمين , انا حقاً اشعر به , لا اعلم ماذا كنت سأشعر إذا هربت تي من المنزل ولكنه بالطبع سيكون اسوء شعور في هذا الكون
استأذن كوك ليذهب إلى حفل توزيع الجوائز الخاص بتشان و اخبرني انه سيمر بدل عني على تيتان ليأخذها
بقيت انا مع يونغي حتى بعد ذهاب جيمين ليسأل عنها اصدقائها بالمدرسه
اردفت بعبوس خفيف
" الجميع لديه مشاكل كارثيه "
تنهد يونغي مردفاً
" هوسوك حدثني البارحه , طفلته ستفصل شهر من المدرسه , حين اخبرها هذا غضبت عن الأكل بحجه انها لم تخطئ بشيء "
اومئت انا مردفاً
" و نامجون , سومين قامت بضرب اخوها حتى كسرت ساقه , انها الغيره "
" لا اصدق حقاً ماذا يفعل اطفال هذا الزمن "
" اشعر بالراحه حقاً حين افكر بتي , هي لم تفعل شيء على مدار طفولتها كباقي الأطفال "
قهقه يونغي مردفاً
" بينما انا لينو لم يترك شيء سوا وقد قام بفعله "
ابتسمت انا بهدوء لأردف
" علي الذهاب الأن , اعتني بنفسك و اتصل بي إذا علمتم بأي اخبار حول مينجون , سأكون بالمنزل "
همهم لي لأخرج و اتجه نحو المنزل ولكني رأيت شيء  , حين كنت التف حول منزل يونغي كي اذهب رأيت بنافذه لينو فتاه , و بمجرد عن لمحني حتى قام بإغلاق الستائر
هذا الفتى سيء بحق , يحضر فتاه في المنزل و والده موجود !
__________
LINO POV
في الحقيقه انا اتعجب من كل من يقول ان فهم مينجون صعب , مينجون ابسط فتاه قابلتها على وجه هذا الكوكب , قد تكون قليله الأحرف ولكنها تعبر عن مشاعرها جيداً , يمكنك السكوت و النظر لعينيها الصامته و اعدك انك ستقسم ان هناك ما يدعى بالغه العيون بحق , يمكن لعيني مينجون ان تحكي اكثر من ما تحكيه كلماتها , نظراتها يمكنها ان تقول اشياء كثيره
مثل : < اعتني بي رجائاً > , < انا حزينه > , < كل شيء جيد , انا حقاً سعيده > او حتى < فقط اتركني وحدي , انا بحاجه للتفكير >
مينجون مذهله حين يتعلق الأمر بالغه الأعين , و لا يصعب فهمها كما يقول الجميع
انتهيت من تمشيط شعرها لأردف
" و الأن ايتها الفتاه الكبيره الذاهبه للعمل , لنتفق حين تعودين كيف ستدخلين "
نظرت لي بهدوء ليتردف
" لا , يكفي هذا , سأستأجر منزل "
تلك النظرات كانت تخبرني بالكثير من كلمات الشكر , هذا ما اتحدث عنه , عينيها تخبرك بما تخفي
" اسمعي جيداً ايتها الصغيره , سأترك النافذه مفتوحه , في الساعه العاشره بالدقيقه سأدخل الغرفه و انتظرك حتى تعودين , سأحرص على ان اجعل ابي بالمنزل تلك المده كي لا يلاحظك بالقرب من المنزل حسناً ؟ "
همهمت هي بإبتسامه لتمسك الشطيره التي حضرتُها لها مسبقاً و تضع هاتفها بجيب بنطالها ثم تودعني بإبتسامه
اشعر بالرضا عن ما فعلته , مينجون بحق اختي الصغرى , اشعر تجاهها بالمسؤليه , اظن ان تيتي إذا فعلت نفس الشيء سيكون رد فعلي ذاته , او اكثر بقليل , ان تيتان مقربه مني اكثر من مينجون , ولكني لا افهم لما لا تحب ابداً ان اتحدث مينجون عن تيتان و تسقطني بنظره حاده تجعلني اغير مجرى الحديث
امسكت هاتفي لأرى رساله تيتي
< اوبا , ماذا حدث البارحه ؟ , لم ارد الحديث معك بشأن هذا الأمر كثيراً ولكني حقاً قلقه , هل للأمر علاقه بإختفاء مينجون ؟ >
كتبت بسرعه
< اسمعي تيتي , انا اخبأ مينجون عندي , لا تخبري احد , ابي لا يعرف , لا احد يعرف سواكي >
زفرت بينما القي الهاتف جانباً , اقترب العام الدراسي , لا اصدق اني اصبحت طالب جامعي , الأمر اشبه بالحلم , او بمعنى اصح كابوس !
END OF POV
_______________
TITAN POV
نظرت لتشانغبين بإبتسامه سعيده حين هرول إلي انا و عمي كوك بينما يمسك شهاده تقديره و كأس ذهبي بين يديه , لقد حصل على المركز الأول و لأكن صريحه هو يستحقه
احتضن والده اولاً بحراره ثم احتضنني بقوه بينما يردف
"  فعلتها تيتان "
ابتسمت بلطف لؤمئ و اردف
" نعم تشان , لقد كنت اثق بك "
ابتعد عني ليردف بينما يمسك يد عمتي يونهو و يتجه للخارج بحماس شديد و فرحه
" سنذهب اولاً لنشتري برواز لهذه الشهاده ثم نفكر كيف سنصرف هذه الجائزه "
فتح ظرف ابيض كان يمسكه مع الشهاده ليردف
" اظنه مبلغ كبير "
قهقه كوك بلطف ليردف
" طفلي الحبيب سيعطي والده الفقير شيء من ثروته صحيح ؟ "
ضيق تشان عينيه بمزاح مردفاً
" اوه , هناك شخص يطمع بأموالي "
ولكنه افلت يد عمتي سريعاً ليمشي بخطاً راقصه نحو العربه بينما يردف
" انا الأول , تشان الأول , انا صاحب الكأس , الفائز بالمركز الأول "
لقد كان من السعيد ان ارى تشانغبين بتلك السعاده , هو لطيف بحق حين يكون سعيد , يعود طفلاً ذي سبع اعوام كأول مره رأيته بها
عاد سريعاً ليمسك يدي و يردف
" تعالي معنا اليوم تيتانيوم , اريد ان اعزف مقطوعه على شرف المركز الأول "
ابتسمت بلطف لأردف
" و انه من دواعي سروري , تشان "
مؤخراً مهووس الدراسه هذا يناديني تيتانيوم , هو يستمر بالحديث عن هذا العنصر و انا بحق امثل اني افهم ما يقول , امثل اني افهم كل شيء يقوله , هذه ليست اول مره يتفلسف بها تشان ويفعل شيء يشعرني بأن تشانغبين يكبرني بسنوات ضوئيه ليست سنه واحده
كل احاديث تشان تشعرني بأني بدائيه , خصوصاً حين يتعلق الأمر بالتكنولوجيا
_________
" هذه مقطوعه من تأليفي , لم اقم بكتابه اسمها بعد "
هذا ما اردفه تشان ليبدأ بالعزف , دائما ما احب مشاهده تشان و هو يعزف لأنه يبهرني
كيف تتحرك يداه على القطع السوداء و البيضاء بتناغم و اتقان و كأنها لمسات ملائكيه ؟ , او كيف يعزف احياناً بينما عينيه على تلك الأوراق اعلى البيانو بدون ان يخطئ ؟ , لطالما ابهرتني مهاره تشان على البيانو و ستظل تبهرني حتى النهايه
انتهى سريعاً ليمسك يدي و يردف
" تعالي , اريد ان اريكي شيء "
تبعته بهدوء حتى غرفته ليعبث قليلاً بين كتبه المبعثره داخل المكتب و في درفه المملوئه بالأوراق المبعثره ثم يخرج اخيراً من اسفل السرير ورقه صغيره
نظرت له ببعض التعجب ليردف
" كتبت لك رساله , لا تقرأيها الأن , فقط دعيها معك حتى تصبحي بمفردك و اقرأيها , حين تشعري بالحزن بالأخص "
اشعر بالحزن ! , ما باله تشانغبين اليوم يا ترا ؟! , ابتسمت له بلطف و احتضنته ثم هممت بالخروج ليقاطعني مردفاً
" اتمنى لك يوماً سعيداً "
اومئت له سريعاً ثم اتجهت نحو منزلي , اليوم من المفترض ان اذهب مع بابا لمنزل عائلتي , اشعر بالسرور و الحماس , هل يا ترا امي تشبهني ؟ , و ابي هل يمتلك شعراً ناعماً كشعري ؟
انا لا اريد ان ازعج بابا ولكن انا اريد ان اعرف من اكون , اريد ان اعرف عائلتي الحقيقه , اصولي و دمائي , لن اعيش معهم ولكني اريد فقط ان اعرفهم , ان احتضن امي و ابي و اخوتي اذا كنت امتلك اخوه
وصلت إلى المنزل بسرعه لأردف
" بابا , هيا لنذهب إلى منزل عائلتي , لقد قطعت معي وعداً "
نظر لي بجمود ثم تحمحم و اردف
" اوه كم الساعه ؟ "
امسكته لأدفعه نحو غرفته بينما اردف
" لا تذال السابعه , هيا بابا اسرع "
اغلقت باب غرفته لأدخل بسرعه غرفتي و ابدل ملابسي , ارتديت فستاناً اسود يصل لأعلى ركبتي , ضيق من الخصر و واسع من الأسفل
وضعت القليل من احمر الشفاه الوردي و خرجت انظر لبابا الذي ارتدى قميص زيتوني و بنطال ابيض , يبدوا شارد
امسكته من يده اشده للخارج ولكنه اوقفني مردفاً
" انت ترتدين ملابس قصيره , نحن في الشتاء "
عقدت حاجبيه ببعض الأنزعاج مردفه
" بابا ارجوك "
اشاح بنظره بعيداً لينتعل حذائه و يتجه معي إلى العربه مجبر
اشعر بأن هناك ما يثقله , انا اسفه بابا لم اقصد هذا
امسكت كفه لأقبله قبله خفيفه لينظر لي بهدوء و يبتسم شبح ابتسامه
تنهدت حين وصلنا إلى منزل صغير في منتصف الطريق
اردف بابا بهدوء و نبره مثقله
" انتظريني , لا تطرقي الباب , سأصف السياره و اتي سريعاً "
نزلت لأنظر تجاه باب المنزل المنشود , اريد ان اعلم بسرعه من اكون , اريد ان اعلم سبب تركهم لي , قد تكون دائقه مديه هذا ما اراه بسبب المنزل الصغير
او قد تكون مشاكل بين والدي و شخص يريد قتلنا , هذا ما اراه في هذه البندقيه الموجوده بجانب الباب
افاقني بابا من شرودي بأمساكه ليدي و المشي معي بخطاً صغيره تجاه الباب
توقفنا امامه ليزدرد ريقه بصعوبه بالغه و يطرق الباب طرقات خفيفه
نظر ارضاً بينما يعبث بتوتر في اصابعه بينما انا كنت اشعر بسعاده لا توصف , ان التقي بوالداي شيء يجعلني اشعر بالسعاده العارمه
فُتح الباب ليظهر شخص يبدوا عجوز بشده , نظر من طرف الباب ليردف بصوت غليظ ازعج اذني
" من انتما ؟ "
اردف بابا بعد ان نظر لي
" هل انت السيد يونغ ؟ "
قطب الرجل حاجبيه بجديه ليردف
" ماذا تريدون مني ؟ "
تحمحمت انا لأردف بنبره هادئه خافته بعض الشيء
" انا ابنتك , تيتان "
التفت لي بابا لينظر لي ثم نظر بسرعه ارضاً , هل ازعجه هذا ؟ , انا اسفه بحق بابا يبدوا انه كان من الخطأ ان تأتي معي
اردف الرجل بهدوء و تساؤل
" و كيف اعلم انك على حق ؟ "
اردف بابا بدل عني بينما يقدم له الأوراق التي بين يديه
" هذه شهاده ميلادها , و هذه اوراق التبني التي وجدتها معها , و عندما تركتها امام بيتي كانت ترتدي فستان وردي "
اردفها بابا ببعض البرود بينما ينظر له ثم اشاح بنظره بعيداً بعدها
" إذا كنت قد اتيتي لأجل اي اموال فأنا لا امتلك "
هذا ما اردفه لأقاطعه بسرعه مردفه
" انا لست بحاجه لأي اموال , انا فقط بحاجه لأعرف من انا , من امي و عائلتي , اريد ان اعرف لما تركتوني "
نظر لي بهدوء ليفتح الباب و يفسح لي المجال للدخول
تناثرت زجاجات الشراب هنا و هناك و بواقي الطعام و صحون متسخه
و على ما اظن ان هذه ... ممنوعات !
تبادلت النظرات المتوتره مع بابا ليردف السيد يونغ او المدعوا ابي
" تفضلوا "
جلسنا حيث اشار , المكان مظلم و تفوح منه رائحه كريهه , هل هذا كان سيصبح مصيري و مستقبلي إذا ام يقم بابا بتبنيني
نظر والدي لنا ليردف بينما يجلس
" والدتك , إحدى الاثرياء , تعرفت عليها في الجامعه , احبتني و انا احببت ثروتها و جمالها , تواعدنا بدون ان تعلم اهلها لأنني كنت معدِم , و فاجأتني يوماً بخبر حملها , طلبت منها مراراً و تكراراً ان تجهض الحمل ولكنها ابت و هربت , اعترفت لأهلها و حينها ارسلوا من قام بضربي و كسر عظامي , هربت من المنزل و طلبت مني ان اتزوجها ولكني رفضت , لقد كنت الهو فقط برفقتها و اراها مصدر جيد لجني الأموال بما اني مدمن مخدرات , اخبرتها ان تعيش معي بما انها كانت تمتلك الكثير من المجوهرات و الأموال حين هربت , اصبحت استغل حملِها و وجودها و اتحجج بكثره الإلتزامات و اجعلها تبيع مجوهراتها واحده تلو الأخرى , انجبتك و استغللت انجابك بالتحجج اكثر و اكثر و إشتكاء قله الأموال حتى نفذ منها كل ما تملك , حينها حاولت بيعك لتجار الأعضاء و هي سمعتني في الهاتف و قامت بالهرب من المنزل , بعدها رجعت لي و اخبرتني انها تركتك على باب منزل ما و انها لا تريد ان تراني مجدداً , عادت إلى منزلها او بمعنى اصح قصرها و لم يسألها احد عن الجنين لأن الجميع ظن انها اجهضته , لم اتوقع ان تعودي و لم اردك ان تعودي , انا فقط اخبرتك بالقصه لكي تذهبي و تختفي من حياتي ولا تقومي بملاحقتي , لدي الكثير من المشاكل ولا اريد ان ازيدها بك , اذهبي و لا تعودي مجدداً , والدتك الأن مغنيه معروفه لذا لا اظن انها ستعترف بك , الأفضل لك ان تُخفي ماضيكي , انا ارى ان حاضرك جيد بالفعل , افضل مني "
استقمت بهدوء بينما احاول التغاضي عن اللسعات التي بحنجرتي و محاوله تماسك دموعي , لا اصدق بحق اني كنت بهذا هوان , لقد كانوا يرونني نكره بحق , بهذه السهوله تخلوا عني , الم يرق قلبهم لحالي و يفكروا بي ولو لثانيه ؟
نظر لي بابا حين خرجنا لأرتمي بحضنه و ابكي بقوه , لقد كان ينتفض جسدي بتعب و إرهاق داخل حضنه و هو كان يملس علي برقه و حنان
كما لم يعترف بي هذا المدمن العجوز انا لن اعترف به , لن اعترف بهذا الماضي المُشين , انا كيم تيتان , ابنه كيم تايهيونغ , انا ابنه رجل صالح , رجل يحبني كما لم يحب شيء في حياته
رجل تخلى عن كل ما يملك في سبيل ان يمتلكني
انا فخوره لأني ابنته , ابنه من حارب لأجل اسعادي
END OF POV
___________
نظرت لتيتان الجالسه بحضني تذرف الدموع لأتنهد بعمق , منذ ان عدنا من عند هذا المختل و تيتان تبكي , دموعك الغاليه لا يستحقها شخص مثله
اكملت تمليسي عليها لأردف
" تي , حبي , كما قال لك هذا المدمن اللعين انسي الماضي , انت الأن كيم تيتان , لقد اندثر ماضيكي بين اوراق الزمن الباليه , لذا اعتبري اننا لم نرا هذا الرجل و لم نقابله , إلى هذا كان ظنك قد خاب , و انك كنت تريدين تركي في المقام الأول , حينها يحق لك الحزن "
نظرت لي تيتان حين اردفت آخر جمله بصوت خافت منكسر لتردف
" بابا , لن اتركك مهما حدث , لن افكر حتى في هذا مهما حييت , بابا انت ابي الحق , انت من علمتني كل شيء بحياتي , من جعلتني هذا الشخص الذي انا عليه الأن ، من احبني بصدق و تخلى عن كل شيء لأجلي , لن اتركك ابداً , مهما صار لأني احبك "
تساقطت دموعي بينما اسمع كلماتها بصوتها الباكي الحزين , انا ايضاً احبك , احبك بصدق , ولو اجتمع اهل الأرض جميعهم ليخرجوا جزء من حبك من داخل قلبي لما استطاعوا , انت ابنتي الحق , انت من يحمل اسمي حتى ولو كنت مجرد متبني , تيتان , انت قمري الأول و الوحيد , انت حبي الأول و الأخير
_____________
استقظت تيتان بعبوس لأنظر لها بإبتسامه مردفاً
" تي , هيا اسرعي , الفطور ينتظرك "
تقدمت بخطوات بطيئه بينما تضع يدها على بطنها لتردف بينما تجلس
" لا شهيه لي , اشعر بتوعك "
تركت الطعام من يدي لأقترب قليلاً من كرسيها مردفاً بينما املس على ظهرها بحب
" هل يؤلمك كثيراً ؟ , هل نذهب للطبيب ؟ "
نظرت لي بهدوء و خجل لتردف بنبره خافته هامسه
" لا اعلم , انا خائفه , اظن اني انزف "
تفحصتها بقلق و قد كنت شعرت بخفقات قلبي الشديده , قلبي يؤلمني دائما حينما اشعر بالقلق على صغيرتي تي
اردفت بتساؤل قلق
" من اين تنزفين ؟ "
اخفضت رأسها لتردف بصوت خافت خجول
" من الأسفل "
حبست الدماء بوجهي و عقد لساني , اوه يا الهي ما هذا الموقف المحرج , و هنا ادركت اهميه الزوجه , تيتان لا تعرف اي شيء حول دورتها الشهريه و انا بحاجه لأن اشرح
اخذت نفساً عميقاً احاول ان ارخي به اعصابي و اتحدث بنبره عاديه و لكن كل ما خرج مني كان الصمت
تباً تاي , انت بأكثر المواقف خجلاً في حياتك اجمع
__________

تيتان - حبي الأول -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن