كانت السيارة في انتظارهما عندما هبطا من الطائرة التي حملتهما من باريس هذا الصباح
وبدا على وجه دومنيكو الارتياح وهو يتخذ مكانه امام عجلة القيادة اذ هجر سيارات الاجرة في باريس والسيارات المؤجرة التي كان يستعملها في انكلترا
نظرت كارولين الى فيتو الذي اخذ يهدل بسرور وهو مستلق في سريره الخفيف المثبت في المقعد الخلفي,وعندما اطمانت الى راحته نظرت بطرف عينيها الى الملامح الجانبية لوجه دومنيكو المتسمة بالقوة والصرامة وفتحت فمها وهي تهم بالكلام لكنها عدلت عن ذلك
واخذت اصابعها تمزق منديلها المخملي الثمين فاتلفته دون وعي منها بسبب قلقها من المحنة التي كانت تزداد منها اقترابا مع كل دورة من دورات عجلات السيارة
هل ستحبها عمة دومنيكو؟ هل يقبلها افراد عائلة دومنيكو دون اعتراض ام انهم سيظهرون العداء لفتاة اقتحمت عالمهم فجاة؟
بينما كانت تفكر في كيفية بدء الحديث مع دومنيكو فاجاها بقوله
_لا داعي للقلق يا كارولين, فالعمة رينا هي من احب النساء اللواتي عرفتهن ثم رفع كتفيه بلا مبالاة واستطرد
_اما بالنسبه الى بقية افراد العائلة, فلا قيمة لما قد يفكرون فيه او يقولونه
_يا لك من رجل! فانت لا تعبا بفضول اسرتك الطبيعي ودهشتهم لمجيء فرد جديد الى العائلة لا يعرفون عنه شيئا, كيف تتصرف لو ان فيتو القى بي وبالطفل بينكم دون مقدمات كامر واقع يجب قبوله؟
ودون ان يحول عينيه عن الطريق التقط سيكارة من العلبة التي كانت في جيبه واشعلها وبدا عليه انه يتروى قبل ان يرد, ثم قال لها
_لعل من الافضل توقع اسوا الامور, ولا شك في ان تصرفهم سيكون كذلك فعلا, ولكن لا داعي للقلق, فلا يعنينا الا راي العمة رينا, وسنشرح لها الامر بطريقة تقنعها , ولو لم ننجح في ذلك فهي لن تتساءل عن هذا الامر مراعاة لمشاعري, واعتقد حقا ان الطفل سيكون تعويضا كافيا لها عما يعتريها من الم لاننا كتمنا امر زواجنا
_اتنوي ان تخبرها باننا لم نتزوج حديثا؟
_هذا اصعب قرار كان علي ان اتخذه وقطب جبينه واستطرد قائلا
_لم اخدعها ابدا في حياتي ,ولذلك فلا خيار امامي الا ان اخبرها بانه مضى على زواجنا عام كامل واننا اضطررنا الى كتمان الامر بسبب اعتراض اسرتك على الزواج وانت في هذه السن الصغيرة, اتظنين ذلك ملائما؟.
فقالت بتردد
_لست ادري ,ترى الا يدهشها انك انتظرت حتى بلغ الطفل ستة اشهر لتطلعها على الامر؟ سحق سيكارته متاففا وقال
_طبيعي ان ذلك يؤلمها لكن الامر يختلف متى عرفت ان الطفل هو ابن فيتو
واخيرا حانت اللحظة التي كانت تخشاها, فقد توقف دومنيكو امام منزل فخم شبه منعزل,وبسبب انفعالها الزائد تعثرت قدمها وهي تخرج من السيارة وسرها ان وجدت ذراع دومنيكو تسندها حتى استعادت توازنها
ودق دومنيكو الجرس وقبل انقضاء فترة كافية من الوقت ايذانا بوصولهما فتح الباب
وانطلقت صيحات
_دومنيكو! دومنيكو اخيرا اخيرا
ذلك ان السيدة العجوز لم تنتظر قيام خادمها بفتح الباب, وكادت تبكي وهي تطوق دومنيكو بذراعيها ضاحكة
وبعدما عانقها بحرارة قال لها
_عمتي رينا أنت فاتنة كما عهدتك دائما
وحملها بين ذراعيه ثم دار بها حتى توسلت اليه أن يرحمها قائلة له وهي تلهث
_دومنيكو انزلني في الحال! ماذا ستظن زوجتك في تصرفي هذا؟
فانزلها برفق حتى استردت ما اهتز من هيبتها قبل ان يمد يده الى كارولين قائلا
_عمتي رينا اريدك ان تقابلي المراة الوحيدة التي احببتها بعدك انت
وفي خجل مدت يدها وحدقت في العينين البنيتين الدافئتين اللتين كانتا تحدقان نحوها, واحست بالدفء لما راته فيهما من عطف وحنان وشعرت بالارتياح عندما خطر لها ان السيدة منفعلة مثلها تماما وتراءى هذا كله في ابتسامة متالقة تبادلتها معها
رفعت العمة رينا وجهها لتتلقى قبلة كارولين, ثم مالت بوجهها نحو دومنيكو وقالت
_اشكرك يا عزيزتي, كنت اخاف ان يتعذر الانسجام بيننا ولكن كان يجدر بي ان ادرك انه لا سبيل الى الشك في ذوق دومنيكو الذي لا يخطىء
فابتسم دومنيكو قائلا
_اذن انت راضية عن اختياري يا عمتي رينا؟
_الم يقل غريغوري الاكبر عبارته التي اشتهر بها
_ليسوا انكليز, بل هم ملائكة, والتي قالها عندما راى الاطفال الانكليز الساكسون للمرة الاولى يا دومنيكو؟ هذا ما ذكرتني به كارولين, ذلك الشعر الذهبي الجميل وتلك البشرة الملساء والعينان التي لهما براءة الملائكة نعم يا دومنيكو انني راضية عن ملاكك الانكليزي الصغير.
أنت تقرأ
في قبضة الاقدار
Romanceفي قبضة الاقدار الكاتبة : مارغريت روم العنوان الاصلي للرواية The Marriage of Caroline Lindsay by Margaret Rome الملخص كانت حياة كارولين ليندسي سلسلة من الماسي ! ماتت امها وهي طفلة وفقدت والدها الذي احبته حبا كبيرا ,وماكادت تبدا بشق طريقها في الحياة...