وصلا الى باب الصالون الكبير حيث تقام الحفلة لحظة وصول اول الضيوف, وتنفست العمة رينا الصعداء وحيتهما متلهفة قائلة
_ها انتما ايها العزيزان, كنت اخشى ان اضطر الى تقديم اعتذاركما الى ضيوفنا ومدت العمة رينا يدها الى كارولين وهتفت
_ما اجمل زوجتك يا دومنيكو, سيحسدك كل الاقارب هذا المساء
والتفتت الى كارولين وقالت
_ارى انك زرت صديقتي العزيزة بريجيت عندما كنت في باريس فهي وحدها القادرة على اختيار الثوب الملائم
وقادتهما الى الصالون سريعا ووقفا عند مدخله ليكونا اول من يحيي الضيوف عند وصولهم
اخذ دومنيكو يتقبل تهاني اصدقائه وافراد عائلته,اما كارولين فقد صافحت مجموعة كبيرة من العمات والاعمام وابناء الاعمام
وشعرت بانهم جميعا كانوا مسرورين بانضمامها الى العائلة, وما كانت لتهتم لو انهم لم يرحبوا بها لانها ما زالت متاثرة مما حدث منذ لحظات, زرعت تلك التجربة في نفسها الثقة والهدوء
بدا الضيوف غير المدعوين الى العشاء بالانصراف وسرعان ما خلت الغرفة من الموجودين عدا افراد العائلة المدعوين لتناول العشاء, واخذت العمة رينا تقودهم الى غرفة مجاورة اصغر حجما مدت فيها مائدة ضخمة
وعندما اطمانت العمة الى ان كل فرد اتخذ مكانه اعطت الاشارة لتقديم طعام العشاء
وجلس دومنيكو الى يمين عمته وجلست كارولين الى يسارها في مواجهته, وظل المقعد الذي يجاوره خاليا وراته يلتقط البطاقة الموضوعة على المائدة امام المكان الشاغر, وعندما قرا الاسم المطبوع عليها رفع حاجبيه مستفسرا من عمته في صمت
فاجابته بهزة من كتفيها وبلا مبالاة وبشيء من العبوس والضيق, وتساءلت كارولين ترى من يكون الشخص الغائب
والتفتت لتسال الشاب الذي كان يجاورها والذي اتضح انه جيوفاني ابن عم دومنيكو الصغير, ولكن قبل ان تتاح لها فرصة توجيه السؤال اليه فتح باب غرفة الطعام واندفعت منه فتاة تضحك وتعتذر وفي اثرها رجل بدا عليه انه يفضل ان يكون في هذه اللحظة في مكان اخر غير هذا المكان المقيد بالشكليات
وامسكت كارولين انفاسها كما فعل باقي افراد العائلة عندما اتجهت ابصارهم الى جمال الفتاة الاخاذ وقد وقفت لحظة تلوح بابتهاج لمجموعة افراد الاسرة قبل ان تندفع الى العمة رينا وهي تقدم اليها اعتذارا عن تاخرها
_ معذرة يا عمتي العزيزة لسلوكي, كنت انوي ان احضر في الموعد لانني اعلم انك تكرهين الانتظار وقد جئت على عجل
ثم التفتت الى دومنيكو, وكان قد وقف مثلما فعل الاخرون عندما ظهرت هذه الفتاة, والقت بذراعيها حوله وهي تصيح
_دومنيكو يا عزيزي دوم كم افتقدتك!
وشعرت كارولين بالم مفاجىء بسبب ما انتابها من انفعال وهي تراقب ما يحصل, ولم تكن لتعرف بان هذا هو شعور الغيرة , ولكنها احست بكراهية اتجاه الفتاة وقد ارتدت ثوبا خليعا في لون اللهب المتقد والقت بذراعيها حول دومنيكو
وبدا ان دومنيكو استمتع بذلك, فابتسم لها وامتدت يداه الى خصرها النحيل وهو ينحني عليها
وارتفع صوت العمة رينا
_ كنديدا ! انت متهورة دائما! ارجوك ان تقدمي صديقك الى الضيوف
فردت قائلة
_اه اني اسفة يا عزيزي جيفري, يسعدني ان اقدم جيفري غراهام الى الجميع. وساقدم يا جيفري كلا منهم على حدة فيما بعد..
وابتسم الشاب الاشقر الشعر ابتسامة ساخرة وانحنى قليلا محييا الجميع وتقدم الى المائدة ليقابل المضيفة, وتمتم بعبارة اعتذار بينما ابتسمت العمة رينا ابتسامة باردة واوضحت له ان جميع الاماكن التي في مقدمة المائدة مشغولة, وانه لن يستطيع الجلوس في جوار صديقته
وبدا الجميع يتكلمون متجاهلين هذا الحادث المحرج ملقين اكثر من نظرة تامل في اتجاه كارولين بينما استغرقوا في الطعام, وحاولت ان تبدو طبيعية وتحدثت مع جيوفاني الذي كان ينظر اليها في اعجاب
عاملته بلطف لا لان هناك شبها كبيرا بينه وبين دومنيكو قبل ان يكتسب هذا المظهر المخادع المصطنع
وحاولت ان تنسى كيف اشرقت عينا دومنيكو عندما شاهد الفتاة التي تجلس في مواجهتها
نقلت العمة رينا نظراتها الحائرة بينه وبين كارولين لاحساسها بالفتور الذي كان بينهما, وازداد ضيقها عندما لاحظت ان دومنيكو لم يحاول ان يشرك كارولين في حديثه
وكنديدا
لم تبد اهتماما باي شخص سوى دومنيكو برغم انها تعرف الغرض من العشاء الذي اقيم بمناسبة انضمام كارولين الى العائلة
وبتصميم , قطعت عليه العمة رينا حديثهما, ورفع دومنيكو راسه من وجه رفيقته عندما سمع نبرة اللوم غير المالوفة في صوته
_دومنيكو, انت لم تقدم كنديدا الى كارولين حتى الان, وستظن اننا كعائلة نجهل اداب السلوك جهلا تاما, هل تتولى الأمر بنفسك او اتولاه انا ؟
وكان استياؤها واضحا, لكن دومنيكو لم ينزعج بل ابتسم كان شيئا لم يكن وقال
_اسف يا عزيزتي لكني لم ارى كنديدا منذ وقت طويل ولدينا اصدقاء كثيرون نعرفهم ونتحدث عنهم , معذرة
والقى على زوجته نظرة خاطفة عبر المائدة فيها تحذير من اظهار اي روح عدائية, وتولاه شعور بالرضا عندما بادلته النظرة برباطة جاش
_ان كنديدا بنت عم بعيدة جدا لكنها كانت المفضلة عندي بصفة خاصة, لعبنا معا ونحن اطفال, هي وفيتو وانا لم نكن نفترق والتفت الى كنديدا قائلا
_ احب ان تلتقي كارولين وامل ان تصبحا صديقتين
ابتسمت كنديدا بعد عناء ولم تلبث ان انحرفت الى زاوية فمها عند تقديم كارولين اليها وقالت
_لا شك يا دومنيكو اننا سنكون صديقتين , فاحب شيء الى نفسي هو ان اتعرف الى زوجتك,ويجب بعد العشاء يا كارولين ان نرتب موعدا لادلك الى احسن الاماكن التي تشترين منها احتياجاتك, وببساطة يجب ان تقابلي اصدقائي,انهم جميعا يتطلعون الى مقابلة الفتاة التي فازت باكثر عزاب روما مراوغة قالت كارولين في ازدراء
_ لعله كان قد سئم مطاردة الفتيات عندما فزت به
وكان التركيز على قولها كافيا ليشير بوضوح الى احتقارها للنساء اللواتي ركضن خلفه, واحمر وجه كنديدا غضبا اذ ادركت ما تعنيه
وكاد جيوفاني يختنق وهو يتناول الحساء عند سماعه رد كارولين, ولفت الأنظار اليه وهو يحاول التحكم في نوبة السعال التي انتابته
وكانت كارولين مسرورة وهي تمد اليه يد العون وتجنبت ان تدخل مرة ثانية في حديث مع دومنيكو او كنديدا طوال الفترة الباقية من تناول العشاء
وبدا لكارولين وكان طعام العشاء انتهى بعد ساعات طويلة
وجلس افراد العائلة المسنون في مجموعات هنا وهناك متخمين من الطعام يثرثرون, اما الشباب منهم فبدا يتسرب اليهم الملل فاقترح احدهم ان يدير جهاز التسجيل في الصالون الصغير الذي كان كثيرا ما يستعمل للرقص, وقوبل الاقتراح بحماسة وهرع الجميع الى الخارج
كانت كارولين تجلس مع العمة رينا ومن هم في سنها تحاول ان تقاوم اغراء البحث عن دومنيكو الذي ظل الى جوار كنديدا منذ ان انتهى طعام العشاء
وبدات تشعر بغضب شديد اذا صبح واضحا للملا انه كان راضيا تماما عن صحبة ابنة عمه الجميلة متجاهلا زوجته
ورفعت بصرها في ارتياح عندما اتجه جيوفاني اليها وقال
_هل ترقصين معي يا كارولين؟
قادها الى الصالون الصغير حيث استغرق بقية افراد الاسرة في جو من المرح ودفعها الى حلبة الرقص
كان راقصا ممتازا يعشق موسيقى الرقص القديم, تجنبت النظر الى الفتية وهم يرقصون ملتصقين, لم تشا ان تتذكر سعادتها عندما رقصت للمرة الاولى مع دومنيكو في الليلة التي قضياها في باريس برغم حنينها الى ذلك
انتبه جيوفاتي عندما شعر بيد تربت على كتفيه ودهشت كارولين عندما رأت جيفري غراهام الرجل الذي جاء مع كنديدا قال
_ايمكنني ان اعترض سبيلكما؟
لم يكن جيوفاني راضيا لكنه تخلى عن مكانه في هدوء وترك الرجل الانكليزي الاشقر يصطحبها الى حلبة الرقص ويقول
_هل تمانعين؟
وتلعثمت قائلة
_لا, لماذا؟
تغيرت الموسيقى من اللحن البطيء الى الخفقات السريعة للحن بدائي لاتيني , واستسلمت للموسيقى وتتبعت قدميه بلا خطا, جذبها اليه اكثر فاكثر عندما اسرعت الموسيقى
ثم بلغت الذروة باصطدام صنجات الموسيقى ودقات الطبول فاخذ يدور بها حتى اصيبت بدوار ثم سقطا ضاحكين على اريكة مريحة قرب حلبة الرقص
ودون تكلف مدت يدها وهي ما زالت تضحك وقالت
_شكرا يا جيفري,كان ذلك رائعا
ورفع يدها الى شفتيه وقبلها, وضح اعجابه بها وهو ينظر الى وجهها المفعم بالحيوية
وفجاة كان سحابة حجبت الشمس فزالت الاشراقة من عينيها وبدا الاحمرار يغمر وجهها الجميل في بطء نظر جيفري يبحث عن سبب هذا التغيير السريع فوجد دومنيكو يحدق فيهما غاضبا فنهض سريعا وتكلم هو قبل دومنيكو وقال
_يجب ان اهنئك يا سيد فيكاري, ان زوجتك رائعة في الرقص ورد دومنيكو ببرود واضح قائلا
_ليس هناك ما اجهله عن زوجتي لتاتي انت تطلعني عليه
لم يتضايق جيفري فقد اعتاد على الازواج الغيورين بل ابتسم لدومنيكو معتذرا واتجه الى حيث وقفت كنديدا على بعد بضعة اقدام من دومنيكو
تاملت كنديدا جيفري وهو يسير اتجاهها بتؤددة وقالت
_لماذا لا تتصرف تصرفا حسنا يا جيفري؟ هل يجب ان تظهر مع كل امراة تلتقيها؟ اني لا اعرف ماذا يعجبكم ايها الرجال في مخلوقات تافهة كهذه!
_انك تحقدين عليها لجمالها الرائع اني احسد الرجل الذي تزوجها
نظرت اليه في غضب وانتفضت لتسير في اتجاه دومنيكو,لكنها تاخرت فقد كان دومنيكو يراقص زوجته فنظرت اليهما وهما يختفيان وسط الحلبة في واحة من الفراغ حيث يستطيعان التحدث دون ان يسمعهما احد
قال دومنيكو
_ماذا تعنين بسلوكك؟
_ماذا تقصد؟
_هل لا بد ان تقومي بهذا الاستعراض امام عائلتي مع رجل غريب؟
_كيف تجرؤ على اتهامي بان سلوكي مخز بينما كنت تتصرف طوال السهرة كمراهق يحلم بابنة عمه البعيدة جدا, لكنني لاحظت الليلة انها ليست بعيدة الا بالقدر الذي اردته انت, وفي الحقيقة لا يدهشني ابدا ان اعرف انها لم تكن بعيدة عنك في الماضي
_ذلك خطا لا يغتفر
تالمت عندما ضغط عليها بذراعيه وشعرت بحدة انفعاله وهو يقول
_كنديدا كانت وستظل دائما صديقة عزيزة, وهذا كل ما في الامر, كيف تفكرين في غير ذلك؟ الم تعرض عليك انت ايضا صداقتها؟
جذبت كارولين نفسا عميقا وتعجبت لخداع الرجال عندما يتعلق الامر بامراة
ثم نظرت اليه باحتقار قائلة
_انني افضل مصادقة الافعى
وارتعشت عضلة في وجنته وادركت انها بالغت في تماديها, لقد كان وفيا لعائلته ومتعصبا لها وهي اهانت احد افرادها ولكنها لم تبال ,ارهقت الليلة اعصابها الى حد لا يطاق, فثورة الغضب التي نشبت في غرفة نومها ثم المتاعب التي واجهتها عند تناول العشاء
كل ذلك كان اكثر مما يمكن احتماله وها هو يتهمها بشيء كان هو السبب المباشر في حدوثه, لقد اعتبر رقصة بريئة مع غريب سلوكا مخزيا برغم انه كان قبلة الانظار لاهتمامه الواضح بأبنة عمه الدخيلة, ومع ذلك, فقد كانت لديه الوقاحة ليلومها وكانها ارتكبت جريمة شنعاء
قال لها
_لا بد ان تعتذري لهذا العرض الطفولي المخزي
وصدته قائلة
_ لن افعل ابدا
شعرت كارولين بارتياح وهي ترى كنديدا وجيفري يقبلان نحوهما فقد لاحظت كنديدا اشارتها المنفعلة في اتجاه جيفري وحينما وصلت اليهما ردت عليها بابتسامة قائلة
_الا نبدل رفاقنا يا عزيزي دوم؟ فنحن لم نرقص سويا منذ اشهر وانني واثقة من ان زوجتك لا تمانع في الرقص مع جيفري ثانية
تجنبت كارولين الاجابة وانسلت متلهفة من بين يدي دومنيكو الى جيفري قبل ان ينتبه الى نيتها, وعندما بادلتها كنديدا المكان ارتسمت على وجهه ابتسامة متجهمة, كانت تعرف انه يكره اظهار غضبه على مراى من الجميع ,اما بالنسبة الى ما يحدث بعد ذلك فلا حاجة للتفكير فيه الان
وشارفت الحفلة على الانتهاء واخذ المدعوون ينصرفون الواحد تلو الاخر
قاد جيفري كارولين الى الشرفة ثم سارا بين الأشجار الى حديقة منخفضة فيها مقاعد على مسافات ملائمة, وغاصت كارولين في احد المقاعد وتنهدت بارتياح وأخذت تتأمل جمال الحديقة التي غمرها ضوء القمر اقترب منها جيفري فصدته وقالت
_لا يا جيفري فهز كتفيه بلا مبالاة ورفع ذراعه قائلا
_ولم لا؟
_لانني لا ابحث عن علاقة غير شرعية, استطيع ان اهديك صداقتي , لكن اذا لم يكن ذلك كافيا فمن الافضل ان تذهب
_هل تظنين كنديدا ستقدم لزوجك صداقة؟
_كلا , لا اعتقد ذلك
_اه يا كارولين ايتها الحمقاء الصغيرة الا تعرفين نيتها؟ان الغيرة تكاد تقتلها لزواجك من دومنيكو, فمنذ سنوات وهي تعتبره ملكا خاصا بها, وهي لن تدع شيئا تافها مثل زوجته يقف في طريقها
_هل تظن انه يحبها؟
_هل تعتقدين ان زوجك يحبك؟
وادركت ولكن بعد فوات الاوان ان قدمها انزلقت فقد كان جيفري ينظر اليها في دهشة بالغة منتظرا اجابتها
فتمتمت قائلة
_نعم ... اعتقد ذلك
_من الواضح ان الامور ليست على ما يرام بينك وبين دومنيكو, فلا تكلفي نفسك عناء الانكار! لقد صادفت عددا كبيرا من الزيجات غير السعيدة ثم رمقها بنظرة حادة وقال
_ان كنديدا غانية لعوب وستفعل كل ما بوسعها لتحصل على دومنيكو
وادركت من نظرته انه كان يحب كنديدا ولم تكن تريده, فامسكت بذراعه برفق وحنان وجلسا غارقين في افكارهما
استطرد جيفري قائلا
_مهما بلغ الامر بينكما انصحك بان تحاولي اصلاحه في اقرب فرصة اذا اردت الاحتفاظ بدومنيكو, وبالنسبه الي فسافعل كل ما في وسعي لامنعها من التمادي
رجفت كارولين قليلا وجذبها لتنهض وحثها على العودة الى المنزل وسارا اتجاه النافذة ليدخلا الغرفة حيث تركا كنديدا ودومنيكو, وكادت كارولين تدخل لولا ان جيفري امسك بذراعها وجذبها الى حيث لا يراهما الشخصان اللذين كانا مستغرقين في الداخل
لم تكن كارولين تنوي التنصت, الدهشة جعلتها تصمت, ثم نظرت عبر النافذة فاضطرب قلبها وكانه انقلب رأسا على عقب
كان ظهر كنديدا اتجاهها ووجه دومنيكو بين يديها وقد ثبت عينيه على وجهها وكانت تتكلم في الحاح قائلة:
_لماذا فعلت ذلك يا دوم؟ انني اعرف أنك كنت ولا تزال تحبني انا وحدي! لماذا تزوجتها؟
ولم تنتظر اجابته لكنها القت ذراعيها حوله وراحت تبكي
لم تعد كارولين قادرة على متابعة ما يحصل , اشاحت ببصرها عن النافذة وانسلت عبر نافذة غرفة الطعام وهرولت الى غرفتها
أنت تقرأ
في قبضة الاقدار
Romanceفي قبضة الاقدار الكاتبة : مارغريت روم العنوان الاصلي للرواية The Marriage of Caroline Lindsay by Margaret Rome الملخص كانت حياة كارولين ليندسي سلسلة من الماسي ! ماتت امها وهي طفلة وفقدت والدها الذي احبته حبا كبيرا ,وماكادت تبدا بشق طريقها في الحياة...