10- الحقيقة !

1.5K 41 2
                                    

سال سائق السيارة كارولين بعدما اوقفته
_ الى اين يا انسة؟
قرات له كارولين عنوان جين
فرد عليها قائلا
_سنكون هناك بعد عشر دقائق
وعندما توقفت السيارة امام منزل شبه منعزل توجهت في شيء من التردد الى الباب الامامي فتحه لها رجل طويل القامة, وللوهلة الاولى تعجبت للطريقة التي استقبلها بها فقد نظر اليها وكانه لا يعرفها
_جيم, انني....
_كارولين , لم اعرفك للوهلة الاولى , تفضلي بالدخول! ونادى جين اسرعت جين من المطبخ وهي في سعادة لا توصف لرؤية كارولين
_لم لم تخبرينا بانك اتية؟
_سافرت في عجلة يا جين ارجو الا اكون قد ازعجتكما بزيارتي المفاجئة ولكن في وسعي دائما ان أذهب الى فندق
_ فندق؟ بالله عليك لا تفعلي هذا! لقد كنا في شدة الشوق الى رؤيتك , قلت لجيم امس انه اذا لم يصلني منك رسالة واضحة فساذهب الى روما لاطمئن عليك
قالت جين بعد ان استقرتا في غرفة الاستقبال
_ حسنا يا عزيزتي , هل تودين التحدث في الامر؟
تركت كارولين مقعدها وجثت على ركبتيها ودفنت وجهها في حضن جين وروت لها القصة كاملة
وعندما انتهت تناولت جين خديها بين اصابعها ونظرت اليها في دهشة قائلة
_اتعنين انك تحبين زوجك ومع ذلك انسحبت و لقد خاب املي يا كارولين! كنت اظنك اكثر جراة
_ كيف ابقى؟ انه يحتقرني!
واخفت جين ابتسامة الانتصار عندما تبينت انها استطاعت اثارتها, الا انها لم تستطع كتمانها ونظرت اليها كارولين في ارتياب وبدات عيناها تلمعان:
_ تعمدت اثارة غضبي...
_اليس كذلك؟ نعم يا عزيزتي ويجب ان تعترفي بانك تشعرين بتحسن الان الست على حق؟
لم ترد كارولين بل افترت شفتاها عن ابتسامة كدليل على رضاها
كانت ضحكات توامي جين توؤم كارولين لانها ذكرتها بالطفل فيتو, ورات رجلا طويل القامة يسير على بعد فكان ذلك كافيا لكي يبدا قلبها في الخفقان ولكي تحس بوخز في اعصابها الى ان ادركت انه لم يكن دومنيكو, لم يلتئم الجرح في قلبها لكنها تعلمت ان تخفيه شيئا فشيئا حتى عن جين
قضت معهم حوالي اربعة اسابيع ولم تشا ان تطيل الاقامة فابلغت جين بان الوقت حان لتجد وظيفة وتستقر في منزل خاص
ورجتها جين ان تبقى , ولكنها اصرت, وبدات تخطط وكان اول ما قررته هوان تتصل بالسيد ولكنز لتخبره بان دورندا لم تعد مفقودة
ولما كانت هذه المرة الاولى التي اتجه ذهنها فيها الى السيد ولكنز منذ عودتها الى انكلترا , فقد تذكرت انه ما يزال يحتفظ لها بحصيلة بيع منزلها واثاثها
وشعرت بارتياح عندما تذكرت انها اخبرته بانها ستتصل به عندما تريد منه ان يبعث اليها بالمال, فما احوجها اليه الان
وفي اليوم التالي ذهبت الى البلدة الصغيرة التي فيها مكتب السيد ولكنز وعندما تقدمت لتحيته رمقها بنظرة من وراء نظارته وصدمها بكلماته قائلا
_هل رايت زوجك يا سيدتي الصغيرة
_لا , هل تعني انه في انكلترا؟
فاجابها مستنكرا:
_ بالطبع كان في هذا المكتب منذ ثلاثة اسابيع يسال عنك, ولم استطع مساعدته لانني لا اعرف اي اخبار عن مكانك وترك عنوان الفندق الذي يقيم به وطلب مني ان اتصل به بمجرد ان تصلني اخبار عنك ,ويمكنني ان اضيف الى ذلك انني لم اجد رجلا اكثر اصرارا منه, فهو ينوي ان يبحث عنك في كل مكان حتى يهتدي اليك!
شهقت ومدت يدها لتمسك بمقعد حتى لا تترنح فقد اعتقدت انها لن تضطر الى رؤيته ثانية وان المحامي سيتكفل بكل الاجراءات الضرورية لانهاء زواجهما
وتوسلت اليه قائلة:
_يجب الا تخبره بانني كنت هنا يا سيد ولكنز ارجوك لانني لا اريد ان اراه ثانية
وشحب لونها فاجلسها ولكنز وطلب من سكرتيرته ان تاتيها بكوب من الماء.
وعندما ارتشفت الماء وتوقف الدوار طلبت منه مرة اخرى الا يتصل بدومنيكو
فقال لها محرجا:
_ولكن اعتقد يا عزيزتي انه يجب ان تتقابلا وتصلحا ما بينكما ومع انني لا اظن ان الامر سيتطور الى هذا الحد ولكن اذا ضاع كل امل في المصالحة فلا بد ان تتقابلا وتتفاهما على كل شيء
_لن اقبل منه مليما واحدا وعندما ينتهي زواجنا لن يكون مسؤولا عني ولذلك لا ارى اي داع لاطلاعه على مشاريعي بالنسبة الى المستقبل.
_كيف ستعيشين ؟ انك غير مدربة على عمل معين وفي الحقيقة يا فتاتي لقد عدت كما كنت بعد موت ابيك الفقير تفتقرين الى الخبرة والمال؟
وهز راسه كما لو كان يائسا من اعادتها الى صوابها ,ثم واصل القيام باعماله بعد ان وعدها كارها بالا يخبر دومنيكو اذا ما اتصل به ثانية؟
وعندما عادت الى المنزل كانت ترتجف من شدة الانفعال فبعد ان اسرعت خارجة من مكتب السيد ولكنز اخذت تنظر الى الخلف خشية ان يكون دومنيكو وراءها
وحاولت ان تخفي صدمتها عن جين وادهشها انها استطاعت ذلك فقد بدت جين منشغلة الذهن, وكان عليها ان تكرر عباراتها لكي تسترعي انتباهها
واجفلت جين قائلة:
_ اسفة يا عزيزتي , ماذا قلت؟
وكررت كارولين في صبر:
_قلت انني رايت السيد ولكنز ويبدو ان عندي مبلغا لا باس به في البنك لهذا ينبغي علي ان ابحث عن مكان اقيم فيه
وبدا كان هذه الكلمات قد اخرجت جين من احلامها لانها ناشدتها بجد واصرار قائلة:
_الوقت ليس مناسبا , انتظري قليلا
_لماذا يا جين؟ ليس في وسعي ان ابقى هنا الى الابد ,وانا اشكرك لاستضافتك لي طوال هذه المدة لا استطيع ان افرض نفسي عليكما اكثر من ذلك؟
_انتظري بضعة ايام اخرى فقط يا كارولين ارجوك!
واحتارت كارولين لكنها قررت ان تستجيب لرغبة صديقتها فهزت كتفيها وقالت:
_حسنا يا جين , اذا كنت تصرين ولكن ارجو الا يظن جيم انني باقية هنا الى الابد
_لا , لا اظن ذلك
قررت كارولين عدم الاشارة الى ان دومنيكو موجود في البلدة او انه يبحث عنها فقد كانت في حاجة الى وقت لتفكر في سبب اصرار ولكنز عليها لتقابل دومنيكو قبل ان يقررا ماذا سيفعلان
ولم تكن قد اهتدت الى حل عندما طلبت منها جين ان ترعى طفليها في غيابهما , اذ انها دعيت مع زوجها الى حفل يقام في ذلك المساء وقالت ان المضيفة لا تعلم ان لديها ضيفا, ومما اثار دهشة كارولين ان جين لم تفكر في الاتصال بهذه المضيفة لتسالها ان كان في استطاعتها اصطحاب كارولين معها ليلاس
وتسبب هذا الاغفال في جرح شعور كارولين اذ بدات تشعر بحساسية لانها اطالت مدة اقامتها
 وتساءلت عما اذا كانا سيختلقان عذرا ليختلي كل منهما بالاخر لبعض الوقت , ولكنها سرعان ما تخلت عن الفكرة
ولذلك رحبت بالبقاء مع الطفلين واصرت على ان تخرج جين في هذا المساء لتصفف شعرها والتجول بين المحلات وهو امر كان متعذرا عليها بسبب وجود الطفلين
وعاد جيم مبكرا مبتهجا , وبعد ان استعد للخروج ووصف شعوره بانه شعور شاب يتاهب لاول موعد له مع حبيبته , فقد مضى وقت طويل دون ان يستطيعا ان ينعما بحياتهما حتى جاءت كارولين لترعى طفليهما
اسرعت الى الطابق الاعلى حيث يرقد الطفلان لكي تبدل ملابسها وترتدي بنطلون جينز وقميصا قصير الاكمام زهري اللون وبينما كانت تسرح شعرها سمعت جرس الباب فابتسمت ظنا منها انها جين التي اعتادت ان تنسى شيئا كلما خرجت
ونزلت لتفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة عريضة استعدادا لممازحة جين
_جين , انت....
ثم توقفت وامسكت بالباب وقد احست بان يدا تعصر قلبها
ثم صاحت في اختناق:
_ دومنيكو!
وقف ينتظر في وقار ,ولما لم تتكلم ولم تتحرك افتعل ابتسامة خالية من الدعابة وسالها في هدوء:
_هل يمكنني الدخول؟
_نعم ... نعم, بالطبع
ظهرت وكانها لا تعي ما تقول وتحركت كانسان الي نحو غرفة الاستقبال وغاصت في اريكة وهي ترتجف ونظرت اليه للمرة الاولى وصدمتها علامات التوتر حول فمه والظلال التي تحيط بعينيه وحرك راسه وهو يبحث عن علبة السكائر في جيبه نظرت اليه وقالت:
_كيف عرفت مكاني؟
_بحثت عنك في البلاد طولا وعرضا شهرا كاملا , وسالت عن اخبارك لدى جميع اصدقائك ومعارفك واخيرا وصلتني رسالة من اختك تشير فيه ان ابحث عن جين لانها واثقة من انك ستكونين معها ,وكانت على حق فقد جئت الى هنا منذ بضعة ايام وقابلت  جين واستطعت اقناعها بضرورة التحدث اليك , ثم وعدت بان ترتب لي لقاء معك على انفراد , يجب أن نتحدث يا كارولين الا ترين ذلك؟
_نعم اظن ذلك
_اولا اريد ان اعتذر عن اسلوبي في معاملتك عندما اخبرتني دورندا بما قمت به من اجلها
ولم تسعفه الكلمات فنهض واطفا سيكارته بعصبية ولم تستطع رؤية وجهه ولكنها استطاعت ان ترى عضلة تنقبض في خده وفي قبضة يديه وكانه يجاهد لاستعادة رباطة جاشه:
_لقد تزوجتني لانك خشيت ان اخذ منك الطفل عندما اعلم انك لست أمه , اليس كذلك؟
_نعم يا دومنيكو فعلت ذلك, انني اسفة لانني اضطررت الى خداعك لكنني ظننت بانك لو اعتقدت بان فيتو طفلي وانني كنت احب اباه فلن تحاول التفريق بيننا كرهت نفسي بسبب هذه الخدعة , لكنني اضطررت الى ذلك يا دومنيكو فقد كانت الطريقة الوحيدة امامي
_اريدك ان تعرفي ان لا طلاق في وطني هل المفروض ان اعيش وحيدا في ايطاليا بينما تقيمين انت هنا في انكلترا؟ ام انك مستعدة للعودة معي لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه؟
_ولكن الا ترى يا دومنيكو انه يمكننا ان نبطل زواجنا ؟ ولهذا لا ادعك...........!
ثم توقفت عن الحديث واحمر وجهها خجلا وهي تحاول ترجمة افكارها الى كلمات وعادت تحاول الحديث فقالت:
_ولهذا........ في باريس وفي الفيلا....
ولم تستطع ان تكمل وبدا ان دومنيكو لم تكن لديه النية لاخراجها من هذا المازق برغم انها كانت واثقة انه يعرف تماما ما كانت تحاول قوله
واثارها بقوله:
_هل تريدين الزواج من شخص اخر؟
_لا بالطبع! ولكن الا ترى يا دومنيكو اننا اذا ابطلنا الزواج اصبحت حرا وتزوجت كنديدا؟
فاجابها في برود:
_ليست لدي الرغبة في الزواج من كنديدا
فتراجعت الى الوراء قائلة:
_لكنك تحبها يا دومينكو ,انني اعرف ذلك وقد رايتك في تلك الليلة وعرفت انك تحبها
فقطب حاجبيه وبدا محرجا ثم قال:
_لو انك امعنت النظر في تلك الليلة يا كارولين للاحظت انها هي التي كانت تحتضنني
_ولكنك كنت تخرج معها كل ليلة,هذا ما قاله لي جيفري وفي الليلة التي خاطبتني فيها تلفونيا قبل ذهابي الى الحفلة , كانت معك, لقد سمعتها!
_اسمعي يا كارولين , لست ادري ما شان كنديدا بعلاقتنا , ولكن يبدو انه يجب التخلص من هذا الموضوع قبل ان نخوض في الحقائق
انها مديرة الشركة كما انها فرد من افراد العائلة وبينما كنت غائبا تعرضت الاعمال الى ازمة كبيرة وطلبت مني ان اسوي, الامور مما تطلب مجهودا كبيرا ولم يكن لدي وقت اضيعه الا في المساء
يجب ان تتذكري ان العمل اهمل في غيابي وتراكم في المكتب وكنت مضطرا الى مساعدتها
ثم استطرد :
_اعترف بانها حاولت السيطرة علي في ليل الحفل لكنك لو انتظرت لسمعتني اوضح ان اهتمامي بها كان مجرد اهتمام بالعمل وبالنسبة الي فقد كانت رفيقة الصبا وطالما لهونا معا ولا شيء اكثر من ذلك هل هذا يرضيك؟
نظرت اليه في مل بعد ان جردته رقة عينيها من اسلحته
وصاح متالما:
_ارجوك ان تعودي معي يا كارولين! كانت الاسابيع الماضية جحيما اعدك بانني لن اطالبك بشيء بل امنحيني فرصة اخرى اعرف انني لا استحقها , وفي الحقيقة لا استطيع ان الومك لو رفضت ذلك








ثم قال بصوت قريب من الهمس:
_انني احبك يا عزيزتي احبك ولا احتمل التفكير في المستقبل من دونك
تواضع دومنيكو الروماني المتعجرف كان اكثر مما تستطيع احتماله كانت تريده في الحاح ولكن ليس هكذا! دومنيكو المتعالي يقول لها انه سيقنع باي جواب يصدر عنها
مالت نحوه وقلبها يخفق في شدة
ورفعت وجهها اليه وتمتمت:
_آه يا دومنيكو يا حبيبي الغالي
استرد دومنيكو انفاسه وقال:
_اتعنين انني عانيت طوال هذه الاشهر على الرغم انك تحبينني؟
احاطت رقبته بذراعيها وضمت نفسها اليه في تاكيد اسعده ثم قالت:
_احببتك منذ ذلك اليوم في باريس يا عزيزي لكنني لم اجرؤ على ان ادعك تعرف ذلك , وانت متى احببتني؟
فابتسم قائلا:
_كانت المرة الاولى في الحديقة يا عزيزتي كنت ترتدين الملابس نفسها التي ترتدينها الان لكني لم ابدل لقد وقعت في حب فتاة متهورة تلبس الجينز ولها عينان زرقاوان وجسم ملائكي يتمنى اي رجل ان ينظر اليه
واستطرد قائلا : 
_ والمرة الثانية التي ازددت حبا لك فيها كانت يوم زواجنا ولكن في باريس كنت متيما, انني احمل ذكرى تلك الليلة التي لم تفارقني
واحمر وجهها خجلا عندما تذكرت ارتباكها عندما استيقظت ووجدت نفسها في ثوبها الاسود الشفاف,
وفجاة انطلقت ضحكته وجذبها اليه بحرارة شديدة
وتحملت نظرته دون احتجاج وكادت تبكي عندما همس قائلا في جد:
_ لو كان علي ان اختار لحظة في قلبي , لما اخترت الا هذه اللحظة يا عزيزتي لقد بحثت طوال حياتي  عنك, ولو كتب علي العناء لاجلك لقبلت ذلك, انني لا استحق عذوبتك وحبك لكنني ساكرس حياتي لرعايتك
شكرته على حبه في صمت , ونسيت كل ما لاقته من عذاب في الاسابيع الماضية
واعترف لها في صوت ضعيف قائلا:
_ انني اشعر بالغيرة من كل رجل سبقني اليك , قولي لي ثانية انك تحبينني!
_دومنيكو, هل تشعر بالغيرة من ابي؟
_ ابوك؟
_نعم فهو الرجل الوحيد الذي احببته قبلك
المها ان وجهه شحب لونه ثم اداره بعيدا عنها وتولاه شعور بالضعف عندما ادرك ان معاملته السابقة لها ضايقتها ,واحمر وجهه كدليل على شعورة بالحرج فضمته اليها بكل ما في اعماقها من حنان بحيث لم يعد يشعر باي ذنب
واطمان اخيرا الى انها كانت له وحده
وتمتم في اذنها قائلا:
_اتدرين الى اين سنذهب يا عزيزتي؟
فهزت راسها في دهشة ولم تعد تبالي ما دامت ستكون معه
واضاف:
_سنذهب الى باريس لقضاء شهر العسل,لكن الامر سيختلف هذه المرة! سيختلف تماما..
فتنهدت وقالت في سعادة غامرة :
_آه , نعم يا دومنيكو ارجوك!

في قبضة الاقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن