الفصل الواحد والعشرين

6.9K 245 76
                                    

(الفصل الواحد والعشرون "21" )
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

«أستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته..»

مر يوم وأثنين وثلاث حتي أصَبحَ أسبوعاً علي جريمتها الفاحشة التي فعلتها بحق نفسها، كيف لها أن تُقرر أنتهاء حياتهَا هكذا وبهذه الطريقة البشعة. أين العقل؟
أين الدين؟
اغلقت نهلة جفنيها شَاعره بألم شديد، أصبحت لا تُريد شيء سوي أن تبقي بمفردها كي تختلي بنفسها الضعيفة لعلها تجد حلاً مناسبًا لذلك الصراع المُستمر، والذي أصبح يُرافقها؛  بعد دقائق قصيرة أستمعت لصوت طُرقات الباب.. أعتدلت في جلستها بجسد مُتعب مُتهالك أثناء مخبرتها بأذن الدخول إلي الطارق..  تقدم أحمد بخطواتة حتي أصبح قريباً منها، حاصرها بنظره عتاب علي مافعلته في حق نفسها، ثم تحدث قائلا :-
-زعلان منيكي ايه يستاهل تموتي حالك عشانه
نكست رأسها في صمت ثم أجابت بضعف:-
-كتير قوي يأحمد بس انتوا اللي موخدينش بالكم كلنا في مركب واحده يا أخوي شيطان وعمينا كلياتنا
جلس جانبها علي طرف الفراش عندمَا شعرّ بأن قدمية باتت لا تحملة متفوهاً:-
-قربي من ربنا هتلاقية هداكي متغلطيش غلطتي الله يرضي عليكي ماتضيعيش حالك
ابتسمت ساخره، اغترقت وجنتيها بدموع عينيها، ألمها قلبها كثيراً من الأهتمام الذي أتي متأخراً:-
-أني لسه هضيع؟..لساتك جاي دلوق وتهتم وتنصح، ماني ضعت واللي كان كان.. أني مبقتش عاوزه حاجه غير أني أرتاح ونفسيتي ترتاح حديتك مبقلوش عازه 
التزم أحمد الصمت حزناً علي ما تفوهت به، شرد عقله مُفكراً فيما يحدث، انشق ثغره مُبتسامًا بُسخرية:-
-عبدالله عاوز يرفع قضيه حجر علي أبوكي
ارتخت في جَلسها سانده رأسها علي الوسادة بأرتياح، مُجيبة بعدم أهتمام :-
-عرفت كل واحد حر في حاله
-وأنتِ موافقة؟
كان هذا سؤاله مُنتظر ردٍ مَنها ظاننا انها  سترفض، لكنها خيبت ظنه وشتت أفكارة بأجابتها:-
-وموافقش ليه!..كان عملي ايه أبوك عشان ازعل عليه.. لا المال ماله ولا حاجة بتاعته كله نهب وسرقة
انهت حديثها مُغمضة العينين لكي تستريح، وثب أحمد من مجلسة تاركاً الغُرفة بوجه مُحمل بالكثير من الحزن والأسي، فهو مُدلل والده فكيف له الا يحزن عليه.

★★★★★★

أستغل سالم الوضع السئ الذي وصل إليه الجميع "جميعهم يقامون علي ترتيب مصالحهم أولاً وضمان معيشتهم" اما والدهم فمعه ربه.
رجعّ إلي عَملهٖ بالمصنع من جديد لكي يُدبر امورهم، فبعد أن ثار بِهم عبداللّه وأصبح عدواً لهم علي لسانه، بات الوضع غير مُطمَن بالمرّه،  فأن أسَتسلموا لشيطانه سيخسروا جميعهمِ كُل شيء،  الوضع بالمصنع سيئ للغاية بعد أن قام عددً كبيراً من العُمال بترك العمل بعد تهدور سُمعه المكان وأسم صحابه فقد تم الحجز علي الحساب البنكي وتبقي المصنع فقط لم يعملوا إلي الأن لماذا لم يتم الحجز عليه لكن دون فائدة؛ دخل أحمد لغُرفة المكتب الخاصة بسالم وجده جالساً منهمكاً بالعمل بين كَمٍ من الملفات، جلس علي المقعد أمامه بجسد مُتعب مُتهالك نتيجة لقله النوم، فأصبحت هذه حالتهم هذه الفترة، تجول بعينية في المكان مُتسائلاً:-
-لقيت عمال ولا لسه
وضع القلم من يدِه ثم تحدث بتنهيدة :-
-مفيش يا أحمد محدش عاوز يهوب من باب المصنع مخبرش ايه اللي بيحصل
زفر أحمد بضيق مُتحدثاً:-
-عبدالله لساته عامل هيصة من شويه وقال انه هيرفع قضيه حجر علي ابوك
صمت سالم قليلاً في محاوله أستيعاب ما أسمع إليه ثم هتف بأنفعال :-
-حجر ايه اللي بيقول عليه ده اتجن اياك، وحجر كيف وكل حاجه بقت تحت رحمه الحكومه مبقاش حليتنا غيره المصنع ده وكلاتها يومين وهيقف..  أحمد أني عاوز عمال من تحت الأرض الجماعه شركاء أبوك في المصيبة اللي حلت علي دماغنا عاوزين حقوقهم هنستني ايه لما يحطوا يدهم علي البيت كمان ونبقي في الشارع عرضه للي يسوي واللي ميسواش
تفهم أحمد الوضع، استقام واقفًا مُجيباً بأطمئنان:-
-روق بس وسيب موضوع العمال ده عليا
انهي حديثة ومن ثم انصرف مُغادراً تحت أنظار سالم المُعلقه عليه بأستفهام.

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن