الفصل الرابع والعشرون

1K 23 3
                                    

      "24"
(الفصل الرابع والعشرون)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

«استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته» 

اُجيدَ قِراءةُ سُطْورَكِ والخوض في اَعِمَاقكِ.
«.. مَشيتُ في طَريقِ الوِصْولِ اليٰ قَلبكِ آلاف الامٌيالٰ، قَطعتُ الكَثيرُ والكَثيرٖ منْ جَميعِ الطُرق التيٓ تأتي على مُخيالتكِ، والتيٓ لم تأتٍ ايضًا، وبدونِ إدرَاك اِنجَزعتُ قدمايّ رغماً عن اِرادَتي حُزناً وقهراً مِن تخّليكِ..»
من رواية (اُجيدِها).. قريباً

..« والمُريب في الآمر انَ هُناكَ مئة صِفَةُ شَكٍ واشتِباَة لنّ تُصنَعٌ دَليلاً»..
الصمتُ هو سيدُ المَكان، القاعة بأكملها لم يصدرُ منها أي صوتٍ بعد انتهاء مرافعة المُحامي، احتارَ القُضاه في أمرهم، فمُرافعات المُحاماه الخاصة بهم تُنفي اتهام جريمتهم لكن دون أثبات دليل اثبات.
اعدل القاضي نظارتة الطبية مُحتاراً في أمرهم، كيف لشباب في عُمر الزهور أن ينهوا حياتهم بتلك البساطة وبهذا الغباء.. علي الجانب الآخر قلوبٍ حائرة، عقولٍ مُشتتة، نظراتٍ ضائعة، همساتٍ خائفة، وأجسادٍ مُرتعبة قلقلاً، وخوفاً، وعدم طمئنينة.
وقف وكيل النيابة لأكتمال مُرافعته اخيراً مُعترضًا علي قول «المُرافع»، كاد ان يُبدأ بهمه عملهِ، قطعه صوت الذي تحدث من خلف الحديد داخل ما يُسمي «القفص» مُطالبًا بأبسط حقوقة والمُدافعة عن نفسِه بعد ان تخليّ عنه والده بعدم أحتضار مُحامي له كالبقية.
رفع يديه مُناديًا بأعلي صوتة علي القاضي لمُطالبه حق الحديث، ساد الصمت من جديد بأمر القاضي بصرامة مُنهيًا الهمسات الجانبية هادراً:-
-عايز تقول ايه يامعتر
اطلق معتز زفيراً قوياً بأرتياح لانصاع القاضي لطلبه هادراً بصوتٍ مُرتفع:-
- عايز اقول لحضرتك ان اللي بيحصل فينا دا مش عدل أبداً، في شرع مين ان واحد خسيس كان ناوي علي الغدر يموت وريح الكل من شره وياخد قصاده تلاته ضحية.. احنا التلاته مظلومين بلاش انا البنات دول ملهمش ذنب في اي حاجه واحده اتاخدت غدر والتانية كانت بتدافع عن نفسها
كان الجميع يستمعون إليه بأنتباة شديد، كانت هُناك اوجه حزينة تملؤها الدموع كالفيضان « اعيُن والدته العزيزة»  تنفس الصعداء بعد صمت دام لثوانٍ عندما التقت الاعيُن ثم أكمل مُجاهداً:-
-قولنا كُل الحقيقة في النيابة اللي رفضت مساعدتنا، ليه القضية تقف علي اعترفنا وتتحول علي طول.. كلامنا كله بيدل علي ان البنات ليهم حق، صفا ليها حق، وشيري ليها حق
وقف "وكيل النيابه" للاعتراض، منعه "القاضي" هادراً:-
-كمل يامعتز
سعد معتز كثيراً لمُساعدة هذا "القاضي"  له والسماح له ببوح ما يُريدة، عاد النظر إلى والدته بُحزنٍ شديد:-
-انا المُذنب اللي في الموضوع، انا الشيطان اللي اقنع البنات دي انها تحضر وانا اللي بعلو صوتي قدام الكُل بتأسفلهم مع اني عارف ان اسفي مش فايد بحاجة قدام اللي اتعرضوله في الليله اياها، ولا قدام خوفهم وهروبهم، ولا قدام وقفتهم دلوقتي بالشكل المُهين دا
أكمل بقوة وتحدي ظهر في عينيه، يُخفي الحُزن الشديد الماكث في مُقتليتة وقلبه الذي يُنبض قهر وآلم:-
-أنا المُذنب الوحيد في القضية، وأنا اللي استاهل العقوبة واي عقاب ليا انا راضي بيه البنات ملهمش ذنب
كانت اعيُن الفتتين مُسلطين عليه بدموع وحزن علي ما وصلوا إليه، هزت شيري رأسها بالرفض لحديثة وما يفعله من اجلهن هادره ببُكاء عليل:-
-لاء حضرتك متصدقوش هو مكنش موجود اصلاً، هو جه خرجنا.. انقذنا من الزفت اللي مات
وبلمح البصر اتعليّ أصوات الهمسات الجانبية جعلت الضجه تعُم علي المكان، طرق القاضي بالمطرقة عدد طرقات حتي خيم الصمت من جديد، احتدت نبرتة اللينة ناهيًا الجدال الحادث بقوله:-
- تؤجل القضية إلى جلسة «...........» لحين اكتمال باقي التحقيقات رُفعت الجلسة
وقف الجميع عند خروج القاضي والمُستشرين من القاعة، ركضت والدته نحوه والتي لم تجف دموع عينيها طيلت الجلسة مُعاتبة إياه بقلب أم يتمزق علي قطعه من قلبها:-
-ليه كده يانور عيني.. ليه توجع قلبي عليك بالشكل دا.. ليه تقهرني القهره دي
كان يستمع إليها ناظراً إلى الأرض خجلاً من حديثها، مدت يديها من بين الحديد مُلمسة علي وجهه بحنان أموي، ثم رفعت رأسه لكي ينظر إلى عينيها مُكمله بشبه أبتسامة كي تُخفف عنه ثُقل حمله:-
-المرافعة الجاية هجبلك معايا محامي وان شاء الله تكون البراءة.. القاضي دا شكله ابن حلال يمكن ربنا وقعه في طريقكم لانه أعلم باللي انتوا فيه، ارمي حمولك علي الله وما بعد العُسر إلا اليُسر
أكتفي مُبتسمًا بعد حديثها المُطمئن، حول انظاره إلى الفتاتين « كانت صفا تُحدث والديها من بين دموعها واطمئنانهم عليها، اما شيري كانت علي الجهه الأُخري ناكسة رأسها وهي تستمع لتبويخ أبويها إليها في صمت منها».

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن