"19"
(الفصل التاسع عشر)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)« استغفر الله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته »
بعد مرور أسبوع من الأجواء المشحونة بالغضب علي البعض وبالكراهية علي البعض الأخر فقد أتسع حجم الكراهية والحواجز بينهما كثيراً «انقلبت الأجواء رأس علي عقب علي هذه العائلة التي لا مثيل لها كما يظنون، كبيرهم ينهب ويستولي علي مال اليتيم، وصغارها يعانون ويدفعون ثمن هذه الأخطاء».
كانت هذه الكلمات التي ترددت علي ذهن أحمد الجالس أمام غرفة العناية المُركزة أثناء تأدية الوردية التي وضعوها ثلاثتهم لظروف عملهم ولبقاء أحدّ جانب ولدهم، فقد قسموا بعضهما لعدد ساعات يريح واحد ويجلس بدلا منه الأخر وهكذا.. رفع رأسة الموضوعة بين كفي يدِه.. وبداخلة يحترق من كل شيء يؤرقة في حياته والأكثر من تلك الوطة الذي وضع نفسه معها، بعدما حدثة والدها صدفة يسأل عنها بعد أن أصابة الهلاك في رحلة البحث عنها.
نظر لساعة يده وجدها تجاوزت الرابعة عصراً أعتدل مرتخياً في جلستة يتصفح هاتفة منتظراً قدوم عبدالله ليغادر لمقابلة والد صفا.☆☆☆☆☆
انتفضت أمل من مكانها عندما أستمعت لصوت زوجها الجمهوري أثناء دخوله من الخارج، القت بالمجلة التي كانت تقُرأ فيها فور رؤيتها لهيئتة متحدثة بتلعثم وتوتر بسيط نسياً:-
-في ايه؟ لقيت صفا!..
صاح بها بنفس النبرة وعلي صوته بأنفعال لم يقدر علي السيطرة عليه:-
-لقيتها.. الحلوه بتاعتك عند أخوكي غفلتك والواد خدها
بحلقت عينيها بذهول غير مُصدقة ماقاله زوجها:-
-خدها فين؟.. أبن أخويا مستحيل يعمل كده ولا بنتي أنا واثقة في تربيتي
جلس علي المقعد بجسد مُتهالك، ظهر الضعف في نبره صوته مُجيباً عليها بأستهزاء لما وصلوا إليه:-
-واثقة من ايه ياشيخة واثقة من مين بنتك عرتني علي اخر العمر مبقتش قادر اوري وشي لحد بقيت بهرب من الناس شايفة ثقتك وصلتنا لفين
قال أخر كلماته صارخاً في وجهها، غير مُبالي لحاله الخذا التي امتلكتها فمعه كامل الحق في حديثة، اقتربت منه مربته عليه بمواساة في محاوله لتخفيف همومه.. ابعد يدِها عنه بعنف مُكملاً حديثة بتوعد لأبنته:-
-أيدي تقع عليها بس شايفة أخرة تربيتك السودة وصلتنا لآية.. شوفت الأهمال وقعدت النوادي وصلت البنت لفييين كان حصل ايه لو قعدتي زي العالم في بيتك تربي بنتك
انعقدت ملامح وجهها إلي الغضب رادده بحده:-
-ومكنش دا كلامك ليه وقت الملايين
أجابها بأستهزاء علي حالهم :-
-وفادت بأية
لم تُجيبة بشيء فقد ازعجها حديثة انصرفت ذاهبه إلي حديقة المنزل تاركه اياه بمفرده حتي ينتهي الجدال.★★★★★★
«عندما تفقد أعز ما لك يعتم كُل شيء في وجهكَ وينطفئ البريق اللامع، تجد كل شيء يسوده السواد لا شغف له.» هكذا ما كانت ومازالت تشعر به خلود منذ فقدان والدها الراحل.. رحل عن العالم وعن عينيها لكنه لم يرحل أبداً عن قلبها أو عقلها للحظة بل سكنهم. جففت تلك الدمعة الخائنة التي سقطت من عينيها عند تذكرها لحديث والدتها لها من قبل إلاَ تبكي وتبقي قوية لا تهتز كما كان يُلقبها والدها لكن من أين؟..رفعت رأسها تنظر إلي باب الغرفة عندما لمحت طيفة رأتة واقفاً يُطالعها بصمت ككل يوم تاركاً لها المساحة الكافية للبوح بكل ما يُزعجها ويؤرقها؛ لم تشعر بحالها إلا وهي تسرع من مكانها لترمي بجسدها بين يديه مُشددة من أحتضانها له بقوة كأنها تبس الأمان التي فقدتة داخلها من جديد.. ربت عليها بحنان في محاوله أحتوائها والتخفيف عنها قليلاً غلقت جفنيها وهي ساكنة بين يدية فقد وجدت الراحة، الأمان،السند، السكية، وجدت كُل شيء كانت تفتقده لكن كل هذا لا يُغني عن شعورها بأحتياجها اتجاه والدها، لكن يكفي أن الله رزقها زوجاً صالحاً حنوناً رغم أفعالها.
خرجت من بين يديه بأبتسامة بسيطة باهتة أرتسمت علي محياها ربت علي كفيها بحراره ثم تحدث قائلا:-
-ايوه أكدية خلي الشمس تُشرق
أتسعت أبتسامتها قائلة بصوت منبوح من كثرة البكاء:-
-وهي الشمس مستنياني عشان تُشرق دي قربت تُغرب اهي
اعتلت ضحكته الرجولية المُحببه إليها قائلا:-
-ولا تزعلي نفسك خليها تُغرب ابتسامتك ضوت عتمت الليل
لم تسطتيع منع أبتسامتها التي ظهرت تلقائياً من جمال حديثة، نشكها بمرح مُخرجاً حاله الأكتئاب منها:-
-طب أني راجع من الشغل واقع في وكل ولا أنزل أشوف عند أمي
جذبتة من كف يدة ليسير معها إلي المطبخ مُجيبة بأبتسامة أشرقت وجهها الباهت:-
-لاه في هناخد الوكل وننزل ناكل تحت مع أمي
أنت تقرأ
عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق)
Misterio / Suspenso«.. عشاق قادهم قلوبهم إلي العشق ليصبح للقدر رأي أخر عكس رغباتهم...»