...
حل الليل بعتمته الكئيبة على تلك القرية التي سطعت بنجومها اللامعة ، تحتضن إحدى الاجساد التي عانت على قساوة أرضها وتجرعت كفايتها من روحه الضعيفة
فتح الدخيلُ عيناه ببطئ ، ثم عاود الدخول في الدائرة السوداء لا يقدرُ على الحركة ، او الرؤية
قد نال كفايته من التعب والركض خلف هذه الحياة ، التي لم تجلب له سوى ، الشؤم واسوء الاقدار .
عاد للحياة مُجدداً ، ومُجدداً هو لايعرف ، لماذا مازال متمسكاً بهذه الحياة
لماذا لازال يفتح عيناه على مصرعيها ، ويحاول أن تدخل جزئيات الهواء رئتاه ، هل هُناك جديد حتى ؟..
ألسنا المتحكمين بحياتنا، ألسنا أحراراً في الداخل ونشّكل هيئاتنا ونعدلها على مانهوى ؟.
اذن لماذا لايموت هذا الجسد ولايزال صامداً حتى الأن !
تشّكلت جميع الاحلام والماضي وهلوسات الحاضر ، عقله الصغير .. ترمي به إلى الهلاك وهو على فراشه .. تجول به العالم وروحه تطير معه
" هذا أنت ذا .. " ثم اغمض عيناه ، لمحة اخرى ..
" يافتى .."لا أعلم كم مرّ على وضعي هذا
فتحتُ عيناي اخيراً .. بكامل وعيي ، لم أتوهم بأحد هذه المرة ، وأنا متأكد انني كنتُ أرى هلوسات ، كـ رؤيتي لأمي وهي تصيح من على جرف عالي ، وأنا اسقط ببطء
ايضاً الاصوات الي كانت تتداخل بخفوت داخلي أختفت ، وحلّ محلها صوتُ عجوز ، بالتحديد؛ امرأة عجوز .. وهي تقف أمامي الأن !
" هل تشعر بخير .؟ " وددتُ لو اجيبها لكن حلقي الجاف منعني من الكلام وخرج صوتي متقطعاً
" لابأس يابُني ، لقد نمت لأربعة ايام متواصلة .. ضننتك لن تستيقظ بسبب جِراحك ، لقد نظفتك وألبستك من ملابس حفيدي ، لم أبذل جهدي في تضييقها وأنظر .. إنها تبدو ملائمة عليك " .
خطفت نظرة على الملابس الواسعة جداً فوقي ، من أين ترى تلك العجوز ؟!.
رمشت عدة مرات أتذكر هروبي والكلاب الي هاجمت مُخيلتي ثم سقوطي بعدما وصلت لهذا المكان
تجاهلتُ الرد عليها وحاولت الجلوس قليلاً بما أنني كنت مستلقي على فراش بسيط فوق الأرضية ، وعندما أستقرت رؤيتي كفاية لاتفحص المكان ، وتلك العجوز تقف فوق رأسي بشكل مثير للريبة..
المنزل يبدو صغير توجد طاولة متوسطة الحجم في وسط الغرفة وتوجد مدفأة في الطرف المُقابل بينما أريكة صغيرة تتواجد امامها، والمطبخ أيضاً مفتوح على المكان الضيق .. ألقيتُ نظرة على يداي .. لقد عالجت جراحي وأعتنت بي جيداً ، ووفقاً لمعلوماتي الضئيلة .. لا أحد بكامل قواه العقلية يفعل ذلك لعدّوه !
أنت تقرأ
Black Rainbow - متوقفة مؤقتاً
Kısa Hikayeأنا وانت حقيقيان. حقيقيان عندما نكون معاً، اما حينما نكون مع الاخرين،فيبحث كل منا عن الآخر. B {متوقفة مؤقتاً} .