الفصل السابع.

78 17 8
                                    

مر شهر و هما على نفس الحال.

يتشاجروا بِالصباح و يِحتضنوا بعض بِالمساء.

الحب يغمرهما و لكنه ليس كافي!
الحب ليس كافي.

فَالمشاكل تتكاثر و الشجار يتزايد.

التحكمات تخنِق و الشكوك تُبكي.

و لكن الحب يغمر كلا قلبهما...
أم هذا ما يتخيلُ لنا؟

مر أسبوع و كل ليلة يأتي العاشِق المُرهق و هي رائحة الثمالة تفوح منه.

يأتي كل ليلة باكيًا مُعتذرًا و الآخر لا يعلم سبب إعتذاره حتى.

كلما همَّ لِأحتضانه ينفر منه الآخر و الدموع تنهمر مِن عيناه قائلًا..

" أنت لا تستحق، أنا لا أستحق، نحن لا نستحق"

كل ليلة يأتي قائلًا ذات الحديث ليسقط نائمًا فورًا تارِكًا الآخر في حيرة من أمره.

و لكنه اليوم لن يَيأس!
سَيقاوم دموعه التي تنهمر لِرؤيته لِحبيبه بِهذا الحال و سَيستفسر منه سبب أقواله.

الساعة الآن الثانية و النصف بعد منتصف الليل و لم يعد الآخر.

نصف ساعة مضت و لا يوجد له أثر و
حبيبه قد غلب النعاس عيناه فَسقط نائمًا على الأريكة.

بِحلول الساعة الرابعة صباحًا إستيقظ العاشِق الولهان على صوت الباب يُفتح لِيهُم إليه مُحتضنًا إياه و لكن الغريب بِالأمر إنه لم يكن ثمِل!

" أين كُنتَ طوال هذه المدة؟"

"ضغط عمل"

جاوبه و البرود يكسي صوته و الآخر يحاول أن لا يسقُط باكيًا مِن جفاء نبرة حبيبه.

" اليوم الأحد و هو إجازتك،
أين كُنتَ؟"

لم يستطع تمالك نفسه أكثر لِتسقط دمعة من عيناه و هو لم يكترث لِمسحها لعل و عسى يحن حبيبه و يستبدل الجفاء بِالطيبة و يستبدل الكذب بِالصدق.

و لكن لا حياة لمن تُنادي!
فَهو لم يرمُش له جِفن حتى!

و لكنه أجاب قائلًا.

" كُنتُ أتسكع بِالجوار"

" تتسكع بِالجوار و هي الساعة الرابعة صباحًا!
أخبرني الحقيقة رجاءًا لعلي أتفهم أسبابك و تُريح قلبي الحزين!"

قال العاشِق الولهان الذي أصبح عاشِق حزين بِنبرة يكسوها الأسى و دموعه تنهمر بِشدة لِيستيقظ الآخر على فعلته و يقوم بِإلقاء سيل من الإعتذارات على عشيقه.

" إلهي!
أنا أسف..
لم أقصد أن أجعل عيناك تذرف الدموع.
أقسم لك كُنتُ متواجد بِالمقهى القريب من هنا و لم أتناول الشراب اليوم أقسم!"

"إذًا لماذا كذبتَ علىَّ؟
لما جعلت قلبي يقلق و يحزن هكذا؟
أجبني أرجوك أجب على كل أسألتي فَأنا أحتضر."

قال بِنبرة أشبه بِالصراخ فَلقد طفح الكيل!
هو ينتظره كل ليلة و يريد إحتضانه و لكن الآخر يبعده عنه!
لماذا؟
ما السبب؟

" أنا مُرهق عزيزي.
مُتعب من كل ما يحدث.
شجارنا و بُكائك و جفائي.
أحتاج الوقت لِنفسي أحتاج مُشاركة أحزاني"

" فَلتشاركني إذًا!
أولستُ حبيبك ؟
شاركني و لكن لا تجعلني وحيدًا حزينًا بِدونك.
رجاءًا؟"

" و لكني لا أستطيع!
لا أستطيع مشاركتك أنا أعتذر.".

" و لما ؟! "

قال العاشِق الحزين بِإستغراب فَلقد إعتادوا على مشاركة أحزانهم سويًا أعتادوا على مشاركة كُل شيء فَماذا حدث؟

" لا أعلم.
أنا فقط لا أستطيع أنا أسف! "

قال الآخر لِيوميء له حبيبه مُتفهمًا إياه لِيدخل بين أحضانه قائلًا..

" أنا أحبك لا تنسى! "

" و أنا أيضًا عزيزي أحبك كثيرًا.. كثيرًا جدًا".



_______________

مرحبًا عزيزي القارئ!

أوشكنا على النهاية تأهبوا..

كونوا بخير.

كل الحب، حنين.

عزيزك لا أحد. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن