2_"وعد "

46 5 3
                                    

كنت أجلس أنا و صغيرتي موون في غرفة المعيشة نشاهد معًا أحد الأفلام الكرتونية، كانت تستوطن أحضاني و هي تشاهد التلفاز و أنا من حين لآخر أقبل رأسها.

«أبي.. هل كانت أمي حنونة مثل والدة ذلك الفتى؟»
نظرتُ لها ثم ليدها حيث تُشير للتلفاز، كان هناك مشهد أم تعانق طفلها بعد أن عاد من المدرسة.

ابتسمت لها و قُلت :
« أجل كانت كذلك »

نظرت للتلفاز و سألت :
« هل كانت شخصًا جيدًا؟»
ثم عادت و نظرت لي منتظرة أن اجيبها.

«أجل لم يكن هناك أحد أفضل منها.. لذلك ذهبت لمكانٍ أفضل »

وضعت اصبعها على رأسها تفكر، لقد بدت لطيفة!
ثم قالت :
«ماذا أفعل حتى أذهب لها؟ »

ابتسمت و قلت :

« يجب أن نكون أشخاص جيدون مثلها حتى نكون معها!»

«سأكون فتاة جيدة لأجل أمي~»
قالتها بحماس، فقهقهت بخفة و مسحت على شعرها قائل :
«أنتِ فتاة جيدة صغيرتي »
عانقتني بفرح ، فشددتُ على عناقها.

« أبي.. هل أمي كانت جميلة؟»
سألت و لازلت تعانقني، فقلت :
«أجل.. أجمل امرأة رأيتها بحياتي»

ابتعدت تنظر لي ثم قالت و هي تعقد ذراعها :
«ماذا عني؟!»
قهقهت و تظاهرت أنني افكر ثم قلتُ :
«أنتِ ثاني أجمل فتاة بعد والدتكِ»

قفزت من احضاني و أخذت تجري بغرفة المعيشة وصاحت :
«أجل..أنا ثاني أجمل فتاة بعد أمي~»
قهقهت عليها بخفة  ثم أخذت اراقبها.

هل تريها الآن زهرتي؟
إنها تشبهكِ.. كثيرًا.
لا تقلقي.. سأكون أبـًا جيدًا لها، سأحرص على ذلك.
سبق و وعدتكِ بهذا، لن اخلف وعدي !

اشتقتُ لكِ..
أرغب بأن أراكِ مجددًا، فهل عليّ الإنتظار؟
سأفعل ..
سأنتظر، حتى آخر أنفاسي.

••
و يتبع..

زهرة الأقحوان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن