-:عودة إلى الماضي:-
بعد أن تزوجت من هوا يونغ، كُنتُ كل يوم اذهب للعمل بينما هي تعمل من المنزل، لأنها كانت تعمل في التسويق الالكتروني..
أولى شهور زواجنا كانت هادئة مليئة بالدفء، كُنتُ أحب اللحظة التي اعود فيها للمنزل، حيث كانت تستقبلني بأحضانها الدافئة.كان كل شيء بخير إلى أن مرضت في أحد الليالي، فأخذتها إلى المشفى، و بعد الكثير من التحاليل و الأشعة، علمتُ أنها اصيبت بسرطان ..
علاوة على ذلك لقد أخبرنا الطبيب أنها لن يكون بوسعها أن تحمل و ذلك لأجل صحتها التي لا تسمح بالمزيد من الإرهاق،كان خبرًا قاسيًا للغاية عَليّ، لكنني صَمدتُ لأجلها.حينما عودنا جعلتها تترك العمل و جلبتُ لها مدبرة منزل لتساعدها حتى اعود من العمل، كنت اخشى عليها من أي شيء، كنت كثير القلق عليها..
مرت عدة شهور و هي تتلقى علاجها، كان لدي أمل كبير بأن تتعافى ..
بأحد الأيام صدمتني بأخباري أنها حامل، مثلما هو خبر سعيد لأي شخص إلا أنه لم يكن لي كذلك، لقد حذر الطبيب من ذلك !
كيف سأسعد بذلك و أنا مدرك لمدى خطورته؟غضبتُ و أخبرتها بأنه عليها التخلص منه، فقط رغبت بألا أخسرها ..
أخذتها للطبيب و هناك علمت أنها بشهرها الرابع أي أنها كانت تعلم كل ذلك الوقت و اخفت عني، كما قلب الجنين بدأ ينبض بالفعل !، و الاجهاض خطر عليها.أخذتها و جلسنا بأحد الحدائق التي اعتدنا الجلوس بها، كنت غاضبًا، خائفًا، قلقًا..
لكنني تقبلتُ ذلك، حدثتها عن مدى خوفي، لومتها على اخفائها أمر مهم كذلك، و لتعريض حياتها للخطر ..
لكنني لا أنكر أن جزءًا مني كان سعيدًا بذلك.كان لدي أمل بأنها ستكون بخير، كنت ادعو ليلًا و نهارًا بذلك.
مرت الأيام سريعًا، إلى أن جاء موعد الولادة..
كُنتُ واقفًا أنتظرها وحدي، الممر من حولي هادئ، الوقت يقتلني ببرودِه و بُطئِه، طال أنتظاري و لم يخرج أحد من غرفة العمليات ليطمئني بكلمةٍ حتى..
و مع وصول والديها خرج الطبيب و أخبرني بأن الوضع مستقر لكنها ستبقى بالمشفى تحت رعايته، أما طفلتي فهي ضعيفة قليلًا، لذلك ستبقى لعدة أيام في المِحضَنة.لم يهدأ قلبي و لو للحظة ..
كل شيء حولي لم يكن يساعدني على ذلك.و في مساء أحد الليالي،أخبرني الطبيب بأن طفلتي باتت بخير و يمكنها الخروج من المِحضَنة..
اللحظة التي حملتها بين يداي كانت.. غريبة !
العديد من المشاعر المتداخلة في بعضها.
أخذتها و جلستُ في حديقة المشفى، و هنا استوعبت أنني لم أفكر لمرة، فيما اُسميها؟
لقد انشغل عقلي بالكثير و غفلتُ عن التفكير بذلك، لكنني مدرك بأن هوا يونغ فعلت..
فقررتُ تسميتها موون، القمر المُشع الذي أمدني بالقوة و الأمل !يومٌ آخر مر..
و لقد علمت بأن هوا يونغ أصبحت بخير و يمكنها العودة للمنزل.-:عودة للحاضر:-
«هل ماتت بسببي، أبي؟ »
نفيتُ سريعًا قائل :
«بعد ولادتكِ باتت والدتكِ بخير، الطبيب رأى أن شفاؤها قريب بالفعل، و مرت عام على ذلك النحو..
لكن بأيامها الأخيرة ساءت حالتها لأسباب مجهولة، عجز الطبيب عن تفسيرها، حاول الطبيب المساعدة بالقدر المستطاع لكن ذلك لم ينجح. »لاحظتُ دمعتها التي فرت، فأسرعت بعانقتها
«ألم نتقف بأنه علينا أن نفتخر بها، أليس كذلك قمري؟
اذا.. لا تبكِ »
ثم أبعدتها عني مُقبل جبهتها.أخذتها و جلبت لها بعضًا من حلواها المفضلة، فقط يصعُب عَليّ رُؤية حُزنها ..
لن استطيع منع شعورها بالحزنِ، لكن بإمكاني إسعادها ..
و هذا ما بوسعي تقديمه مهما كلف الأمر.••
و يتبع..
أنت تقرأ
زهرة الأقحوان
Fanfiction«قابلتُ الكثير في حياتي و لم أكتثر لوجود أحدهم سواكِ، فمن بين الجميع رحلتِ أنتِ و تركتِني متألم، كالطفل الباكي.. ألن تعودي لتحتضنيني؟، فلقد طال الانتظار.» تمت :14/2/2022 الغلاف من صُنع الجميلة : marble X