12_"زهرة الأقحوان "

34 7 9
                                    

مرت العديد من السنوات و الآن أقف اُصافح زوج ابنتي و اُسلمها له ..
كم مرت السنين سريعًا !
ألم تَكُن البارحة بين يدي اداعبها؟

ابتسمت له و قُلتُ :
«مُبارك لكما أعزائي..
لستُ بحاجة أن أوصيكَ عليهاكما تعلم هي كل ما أملك، الرب وحده يعلم كم أود أخذها لتبقى معي للآبد !
لا تُحزنها يومًا جونغكوك ! »

«لا تقلق، فهي عالمي !
كيف لي أن اُحزنها؟! »
نظر لها، فابتسما لبعضهما.
كم هما رائعان !

عانقتهما بحنو ثم تركتهما ليرقصا سويًا..
وقفت من بعيد أنظر لهما، ذلك الفتى حقًا رائع !
هو ذاته فتى الثانوية الذي كان مُعجب بها، فمن بعد تلك المرة التي حدثته بها، لم يقترب منها ..
و بعد أن تخرجت موون و جدته يتصل بي و يُخبرني بأنه بات رجُلًا صالحًا.

لم يَكن يحتاج مساعدة مني بشيء، فلقد كانت صغيرتي مُعجبةً به..
فصار كل شيء بنحوٍ جيد.

لقد جعلا حفل زفافهما في حديقةٍ كُنتُ أذهب لها برفقة هوا يونغ ..
هي تعلم بالفعل أن تلك الحديقة كانت المُفضلة لنا !
كم حقًا فتاتي جميلة !

أبتعدتُ قليلًا عن الزحام و ذهبتُ لحيث كُنت أجلس برفقة هوا يونغ ..
جلستُ ببقعةٍ مليئة بزهور الأقحوان التي لطالما أحبتها هوا يونغ، فمن الأصل كنا نجلس هنا لأجلها.

تعلمين..
في فرنسا تُعد زهرة الأقحوان رمزًا للحزن فلذلك توضع على القبور، بينما في اليابان تُعد رمزًا للسَعد فلذلك تستخدم في حفلات الزفاف.
لكن بالنسبة لي فهي تُعد أنتِ..
رقيقة كبتلاتِها، دفيئة كلونِها، قلبُكِ تغنى ببياضِها الهادئ كشعاع الشمس المُحمل بالآمال.

فإن كانت تلك الزهرة هي المُفضلة لديكِ، فأنا لا أفضل أحدًا في ذلك العالم إلاكِ.»_

تذكرتُ أحد كلماتي لها ثم لمستُ بأناملي تلك الزهرة مُبتسمًا..
جلستُ على أرضية الحديقة مستند على أحد الأشجار.

«لقد شِيبتُ هوا يونغ و كَبُرت ابنتنا بينما أنتِ لازلتِ كما أنتِ، جميلة كما عاهدتُكِ.»
قُلتها فور رؤيتي لها تقترب مني.
جلست أمامي، فأمسكتُ يدِها اتحسس دفئها، فقُلتُ :
«اشتقتُ لكِ هوا يونغ ! »

«و أنا أيضًا عزيزي ..
أشكُرُكَ لما فعلت، كُنت أبًا و زوجًا رائعًا !
وأعتذرُ على غيبابي الذي طال لكنني أعدُكَ بأنه لن يطُول مجددًا
أقتربت مني كي تُعانقني، فأغلقت عيني مُبادلها..
ثم أبصرتُ حينما لحفني الفراغ.

فكم لبستُ و أنا هنا؟
لقد غَفَوتُ !
لقد رأيتُ هوا يونغ !

«ماذا أبي !
هل ستبقى جالسٌ هنا؟! »
قهقهتُ لحديث صغيرتي الذي قطع أفكاري، فأقتربت مني برفقة زوجها يساعداني على الوقوف..
فسِرتُ معهما لحيث منتصف الحفل ثم أخذتُ أرقص برفقة صغيرتي.

و للآن فهمتُ مغزى حديثكِ هوا يونغ ..
كم أنا سعيد !

••
النهاية

تمت في :
الرابع عشر من فبراير، الثاني و العشرون بعد الألفين.

أتمنى أن تكون تلك القصة أعجبتكم و بالتأكيد سيُسعدني الاستماع لأرائكم :')

🎉 لقد انتهيت من قراءة زهرة الأقحوان 🎉
زهرة الأقحوان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن