وضعت باقة من زهور الأقحوان أمام قبرها ثم قُلتُ :
«أصبح عمر موون الآن عشرة سنوات، لقد طلبت مني البارحة زيارتكِ، لكنني وعدتها أنني سأجلبها لهنا اليوم..
كانت ترغب بأن تتغيب عن المدرسة اليوم و لكنني رفضتُ و تحججت بأنني لدي عمل، لكن في الحقيقة أنا تغيبتُ عن العمل اليوم. »تنهدتُ و أكملتُ :
«أردتُ أن اتحدث لكي لبعض الوقت و أخبركِ بكل ما هو مكتوم داخلي..
أنا أفتقدكِ بشدة، أفتقد الحديث معكِ، أفتقد حين كنتُ أبكِي داخل احضانكِ، منذ يوم مماتكِ لم تأتني في المنامِ سوى مرات قليلة و قد مر وقت طويل على أخر مرة زُرتني فيها بالمنام ..
هل أنتِ غاضبة مني لأنني كنتُ أبكي حين استيقاظي؟، هذا فقط لأنني افتقدكِ.»جثوتُ على ركبتي أبكي و أنا أقول :
«أرجوكِ زوريني بالمنام مجددًا، اعدكِ لن أبكي لكن أرجوكِ أفعلي، يكفي عَليّ رحيلكِ، فلِمَ تحرميني من رؤيتكِ بمنامي؟!»صوت شهقاتي بدأ يعلو شيئًا فشيئًا، فأكملتُ:
«أنا ضعيف بدونكِ هوا يونغ، أنا اتصنع القوة لأنني لا امتلكها!
اتصنع أنني بخير و أنا لستُ كذلك، أنا فقط أصبحت أجيد التصنع، لكنني سئمت!
سئمت من كل هذا، مرت تسع سنوات و لازلت اتألم، و مع مرور كل يوم اتألم أكثر لكثرة إشياقي!!»مسحت دموعي ثم أكملت بضعف :
«يقولون ‹ الحياة لا تقف على أحد › لكن لِمَ أنا أرها تقف عندكِ؟، يقولون ‹إن مع مرور الأيام ستنسى› لكن لِمَ أنا لم أنسى؟، الجميع يعتقد أنني تجاوزتكِ لكن أنا لازلت واقف مُتشبث بكِ، لازلتُ احتاجكِ بجانبي ..»
وقفتُ و نفضت الغبار من بنطالي و أكملت :
«موون فقط مَن يصبرني على تلك الحياة، أخذت منكِ الكثير من الخِصال، في الكثير من الأحيان أرها أنتِ حين تبتسم و حين تأكل و حين تفكر و كل شيء، كل شيء تفعله يذكرني بكِ، فكيف ستغيبي عن بالي؟»«قابلتُ الكثير في حياتي و لم أكتثر لوجود أحدهم سواكِ، فمن بين الجميع رحلتِ أنتِ و تركتِني متألم، كالطفل الباكي..
ألن تعودي لتحتضنيني؟، فلقد طال الانتظار.»نظرتُ للساعة فوجدت موعد خروج موون قد أقترب، فعدتُ للمنزل أبدل ملابسي من ثم ذهبتُ لها.
أخذتها و توجهنا مباشرةً إلى حيث يوجد جسد مَن أخذت فؤادي و رحلت.
أوقفت السيارة حين وصلنا و خرجنا من السيارة و وقفنا أمام قبرها، فقلتُ لصغيرتي :
«هي تسمعنا الآن.. يمكنكِ اخبارها بأي شيء.»
نظرت لي، فابتسمتُ لها.نظرت لقبر هوا يونغ و بدأت حديثها قائلة :
«أمي .. كيف حالكِ؟
أبي كثيرًا ما يحدثني عنكِ.. دائمًا يقول أنكِ كنتِ شخص رائع..
كنتِ جميلة للغاية أمي!»صمتت قليلًا ثم تنهدت لتكمل :
«في بعض الأحيان حين أرى أمهات أصدقائي أتمنى أن أكون مكانهم لكن أخبرني أبي يومًا أنكِ كنتِ شخصًا جيد فلذلك ذهبتِ لمكانٍ أفضل، حين أتذكر ذلك أشعر و أنني أفضل من الجميع..
أحبكِ كثيرًا أمي»انخفضتُ لمستواها و قُلتُ مبتسم :
«و هي كذلك تحبكِ كثيرًا موون »
ثم ضممتُها إلى احضاني و قُلتُ :
«أنتِ أفضل شيء بحياتي موون، والدكِ يحبكِ للغاية»••
و يتبع..
أنت تقرأ
زهرة الأقحوان
Fanfiction«قابلتُ الكثير في حياتي و لم أكتثر لوجود أحدهم سواكِ، فمن بين الجميع رحلتِ أنتِ و تركتِني متألم، كالطفل الباكي.. ألن تعودي لتحتضنيني؟، فلقد طال الانتظار.» تمت :14/2/2022 الغلاف من صُنع الجميلة : marble X