7 // عقابك

128 76 25
                                    

في تلك الزنزانة الباردة المظلمة ، قيدت
أطرافها بالحائط في حين علق جسدها
في الهواء ، و قد إنتشرت الندوب و الجراح في كل شبر منه ، ملابسها البيضاء أصبحت حمراء بسبب النزيف ،
حتى شعرها الثلجي تلطخ بالدماء ،
كانت مغمضة العينين تفكر بهدوء ، في حين رأسها مطأطأ للأسفل ، كل ما يجول في ذهنها هذه اللحظة ، ما الذي يفعله صغيري آرون ؟ هل هو بخير ؟
هل أكل جيدا ؟ هل هو خائف ؟
فجأة سمعت صوت فتح الباب ، فوصلتها رائحة عطره الرجولي ، لم تكلف نفسها فتح أعينها ، أو حتى رفع رأسها ، كل يوم و كل الأسبوع ، يأتي مرة واحدة في اليوم يقف أمامها ، يسألها سؤالا واحدا " من أرسلك ؟
و عندما لا تجيب يأمر تابعه بجلدها مئة مرة ، ثم يغادر .

شعرت به يقف أمامها ، فإبتسمت و رفعت نظرها نحوه قائلة : صباح الخير ، أم مساء الخير ؟
لم يجبها ، فزمت شفتيها و قالت بتذمر : هل يمكنك على الأقل أن تخبرني كم الساعة ؟ لم يجبها ، فهو مجرد مساعد
عليه أن يتقيد بالاوامر ، ليسألها ككل مرة : من أرسلك ؟
تنهدت بيأس ثم قالت : للمرة الألف أقول لك لم يرسلني أحد ، و الآن أرجوك أطلب من تابعك أن يقوم بتعذيبي و أتركني أكمل نومي .

أما هي فحدقت في ملابسها ثم قالت بعبوس : هذا كان ثوبي المفضل ! عليك أن تجلب لي واحدا جديداً .
تجمدت ملامحه بإستغراب ، حقاً ؟ هذا ما تفكر به ، ثم أمر تابعه ببدإ العقاب ،
فبدأ بجلدها بالسوط ، أما هي فكانت تحدق في السقف بينما ملامحها تعبر عن الملل و الضجر ، أكثر من الألم ، عند
الجلدة الخمسين ، أمر تابعه بالتوقف ،
فحدقت فيه بإستغراب لتسأل : لماذا أمرته بالتوقف إنها الجلدة الخمسين ، لا تزال خمسين جلدة أخرى ؟
و لكنه ذهب ، لتسأل التابع : لماذا أمرك بالتوقف ؟ فحرك رأسه بإستغراب أيضاً ،
لتقول : غريب جداً !!

...............................

في غرفة أشبه بالغرفة الملكية ، كان يجلس على الأريكة بتعب ، إلى أن سمع طرقا على الباب ، فأمر بالدخول ،
فدخل مساعده ، ليقول صاحب الشعر الغرابي : هل من جديد ؟ ليجيب الأخر بإحترام : سيدي إن تلك الفتاة لم تعترف بأي شيء ، ليقول الآخر : كيف ذلك ؟
إنها تجلد مئة مرة في اليوم ، ليجيب الأخر بنفس نبرة صوته السابقة : نعم يا سيدي إنها لا تتأثر حتى !!
ليقول الآخر ببرود : إجلب لي معلوماتها الشخصية ، و فجأة تم إقتحام الغرفة ، و من دون أن يغير وضعيته ، عرف هويته ، فمن غيره صديقه المقرب تاي ، الذي صاح بحماسة : لقد إكتشفت شيئاً مهما ، ثم أعطاه ورقة و هو يقول : بعد أن أجريت بحثا دقيقا بشأن المصنع الذي تم تفجيره ، إكتشفت أنه كان يقام مزاد سري لبيع الأطفال و أعضائهم ، و أيضاً لقد طلبت من مساعد جيسو أن يجري بحثا عن تلك الفتاة التي فجرته ، و ليس إلا ثوان معدودة حتى تأتي جيسو لتمد الورقة لتاي و تقول : هذه المعلومات التي طلبتها من مساعدي ، أمسك الورقة ثم أعطاها للشيطان ، و ما إن شاهد الإسم حتى بدأ قلبه يخفق بشدة ، تغيرت ملامح وجهه الباردة إلى تلك الإبتسامة التي لم يروها منذ زمن طويل ، و ليست إلا ثوان ليعود وجهه البارد ليقول : أخرجها من القبو يا دايف ، قال كلامه لمساعده الذي سأل بإستغراب : هل تقصد تلك الفتاة ، أومأ له بنعم ، ليخرج متوجه الى القبو .....

الشبح ✘ 귀신 ..//متوقفة حاليا//حيث تعيش القصص. اكتشف الآن