2 // حاصدة الأرواح

265 94 51
                                    

.
.
.

........... .............

في قبو مظلم ، أين يصعب التنفس أو رؤية خطوط يدك ، علق جسد رجل على الجدار ، كان كله كدمات و نذوب و جروح حتى أن ملامح وجهه قد تم تشويهها ، ما يدل على أنه قد تعرض لتعذيب شديد ، تردد صوت أنفاسه المتباطئة بين ذرات السكون القاتل المشبع بالظلام ...

فجأة سمع صوت تكة ثم فتح الباب ليتسلل شعاع ضوء يتيم للداخل ، ما أمكنه من لمح القادم ، تقدمت بهدوء ،
و دون سابق إنذار اشتعلت الأضواء ،
ما سبب له في عمى مؤقت ، فإستغرق
دقائق حتى إستطاع الرؤية مجددا ،
في ذلك الوقت ، بدأت هي بإخراج الأغراض التي جلبتها داخل السلة ، ...

فنفضت يدها عند الإنتهاء ،
أما هو فشاهد مستغربا ما تفعله ،
إلتفتت نحوه بنظرات حادة ، لتسري قشعريرة طول عموده الفقري ،
تلك النظرات جعلته يتوجس لما هو قادم ، تنحنحت ببرود و قالت : إذن بدون لف أو دوران عليك الإجابة على ثلاث أسئلة ، من ؟ أين ؟ متى ؟
بالطبع أنت تعرف عن ماذا أتكلم ، و تعرف الأجوبة مسبقا ، لذا لا داعي للكثير من التفاصيل ، إذن هل ستخبرني أم علي بدأ عملي ؟

الصمت كان الجواب الوحيد ، فإنتظرت
لحظة ثم قالت مصفقة : حسنا ، فلنبدأ
بالعمل إذن !!

ثم أشارت نحو الأغراض التي كانت منقسمة إلى ثلاثة مجموعات وقالت ببرود : كما ترى ، أنا أحب أن أقسم إستجوابي على ثلاث مراحل ، لدينا اللطيف و القاسي ثم السادي ، إنه يصعب كلما صعدنا أكثر ، و بصراحة أنا لا أنصحك بالبقاء حتى المستوى الاخير ، ...

أمسكت دلوا يحتوي على الماء المغلي و
سكبته عليه ، فأطلق صيحة مكتومة ،
أما هي فقالت ببرود : لقد أردت فقط أن تكون مستيقظا كي تراقب ما سأفعله بدقة عالية ، ...

بعدها حملت إناء حديديا كبيراً وضعته تحت رجليه المرتفعتين على الأرض ، في داخله بعض أغصان الأشجار ،لم يفهم ما تريد فعله ، لكنه فهم عندما أشعلت عود كبريت ، ثم قامت برميه داخل الإناء لتشتعل فوراً الأغصان المبللة بالبنزين ، اتسعت عيناه بذعر و هو يحدق في النار التي تحت قدميه ،
فقالت ببرود : لا تقلق لن تصل النار إليك ، ستشعر بالحرارة فقط ،
و لكن لا أضمن لك أنها لن تصل في
المستوى التالي ، ...

توجهت نحو الطاولة و أخذت منها سكينا صغيرا ، ثم إلتفتت إليه و إقتربت بهدوء و بدون أي كلمة بدأت في تمريره على جسده العاري سوى من سروال ،
لم يبدوا عليها إطلاقا أنها تقوم بتقطيع
لحم بشري حي ، كانت تقوم بصنع شروخ هنا و هناك غير مبالية بشلال الدم أو لصرخاته المكتومة ، ...

بعدما إنتهت من تلك الخطوة ، أحضرت ثلاث علب و بدأت تفتحها ببرود و أردفت : هل تريد معرفة ما الذي يوجد
داخلها ؟ إنها مجرد مواد للطبخ ، أنظر ، هذا ملح و هذه بيكاربونات الصوديوم ، أما هذه ... قبل أن تكمل كلامها أخذت حفنة منه و نفختها صوب عينيه ، ليطلق الآخر صرخة عالية ، فأكملت ببرود : إنها بودرة الفلفل الحار ، إنها من النوع الممتاز ، ...

بعدها أخذت حفنة من العلبتين الأوليتين ، و راحت ترش منها على الجروح الجديدة ليزداد صراخه أكثر ، ... لم تكتفي بهذا فقط بل أحظرت قارورة تحتوي على سائل أصفر باهت ، نظرت نحوه بنظرات خالية من الحياة ، ثم قالت : إحرز ما هذا ... إنه عصير الليمون ، هل تعلم إن إجتمعت هذه المواد البسيطة معا على لحم طازج ،
ستصير أداة تعذيب خطيرة ، ...

ثم سكبته على جروحه ، فبدأ تفاعل المواد معا ليشعر و كأن نارا تلتهم لحمه ، صرخ أكثر و أكثر ، حتى كادت تنقطعت حباله الصوتية و لكن ليس هنالك سامع ، ...

فقال بصعوبة بالغة : من ...أ ...نت ...
لتجيبه الأخرى ببرود : أنا حاصدة الأرواح ، أو يمكنك مناداتي ، بملاك الموت ، ...

خرجت من القبو و هي تمسح الدماء من على يدها ، لتقول ببرود محدثة مساعدها : تخلص منه جيدا .

............................

إضغط على نجمة 😉😉

آسفة على الأخطاء الإملائية 😅😅

الشبح ✘ 귀신 ..//متوقفة حاليا//حيث تعيش القصص. اكتشف الآن