- 10 -

1K 79 45
                                    

وسط الجو العاصف ، وقفنا قبل أن نسقط من هذا المنحدر ، اخذنا نلهث ونحن نرى  عمق المنحدر ، واتضح أنه لا نهاية له بسبب الضباب ، لربما يموت أحدنا أن سقط هنا .. رائع حوصرنا في قمة الجبل وأمام المنحدر! 

استدرت الى الخلف مذعوره ، استطيع رؤية بعض العيون اللامعه بتلك الشراسة القاتله .. تمسكت بملابس دازاي الذي يتنفس بسرعه مهولة ، اخذ ينظر مستعدا الى اولائك الذين يقتربون بحذر ...

- سأذهب من تلك الجهة ، وانت اذهب من الطريق المعاكس ، تستطيعين الهروب ، لا تعودي لمنزلك ، غالبا هم حاصرو المنزل ، سأجعلهم يضيعون في هذه الغابه ومن ثم سآتي لك ... 

فجأة دفعني للجانب قبل ان انطق شيئا ، ما هذه الانانيه ! لم يترك لي مجالا فهو انطلق راكضا وانطلق خلفه تلك الحيوانات المسعوره ، رأيت ذلك الضوء الفضي ، لقد تحول لقط صغير ، حسنا هذا افضل ، لن يمكنهم رؤيته جيدا وسط هذه العاصفه الهوجاء والظلام .. سيستطيع الهروب ! 

اخذت اجري واجري لأسفل الجبل ، من الجيد كوني امتلك موهبة في التنكر ، حسنا هو قال لي بالا اعود ولكن لا مفر من هذا ! جميع ادواتي الشخصية هنالك ! كيف سأهرب دون بطاقتي الشخصية والجواز المدني وما الى ذلك ؟ 

فور أن وصلت لسفك الجبل حتى سقطت ارضا لألتقط انفاسي ، حسنا لقد حرقت سعرات حرارية لما يكفيني لأتناول الاطعمه السريعه لعشر سنين الى الامام .. يا لي من غبيه .. انظر لهذا الوضع الذي انا فيه وبماذا افكر .. 

اخذت سيارة أجرة للعوده الى منزلي ، من الجيد بأنه لا توجد افاعي او ما شابه ، توقعت وجود حديقة حيوان هنا ! 

سريعا ، ملابسي وشهادتي الجامعيه " أنها اهم من حياتي حتى ! " وبطاقاتي الشخصية ، والان .. بحق الجحيم ما المفترض بي أن افعل ؟ أنا ضائعه ! لا اعرف ما الذي افعله ! لا استطيع الذهاب بعيدا ، ما الذي حصل لأولائك الاثنين ! 

ليس من الصائب العوده الى الجبل ، ولكن .. حسنا هذا فعل غبي ولكن لنذهب ! 

اخذت اسير بمحاذاة النهر لأعود ... ولكن ما ارعبني.. هو وجود تلك كتلة الفرو الحمراء التي كانت تجرب وهي تمسك بكتلة أصغر منها....

ووقعت في النهر مع التيار الشديد!
لحظة.. هذا ثعلب تشويا..
الذي كان يمسكه... دازاي!

بدون وعي اقتربت من النهر... كان جريانه شديدا... اخذت ابحث مذعوره عن الاثنين.... كدت اقفز ولولا حسن حظي... تشبث تشويا بأحد أغصان الشجر العملاقة.. وها هو يزحف ليخرج نفسه ودازاي الفاقد لوعيه بهيئة القط...

ساعدت الاثنين بينما يحاول تشويا تجفيف نفسه... سريعا ذهبنا إلى أقرب حانة بعدنا عاد تشويا لهيئته الاصليه...
كان مليئا بالخدوش والجروح.. لحسن الحظ مرة أخرى لم يصب بشيء خطير...

قط في ليلة ممطرة  || A cat on a rainy nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن