الفصل 𝟏𝟓

1.3K 156 86
                                    


♣ قبل سنين، ربما ثلاث وعشرون سنة، كانت أسرة ايڤرلي تعيش في هدوء وسكينة، جايمي رجل طموح يحاول استثمار أموال والده المتوفى في بناء فندق، والزوجة المرحة آنا التي تركت عملها من أجل إبنها الوحيد اليستر..

كما أشرنا، كانوا جميعا ذوي شعر حالك السواد مع عيونهم الخضراء النادرة، كان أليستر يبلغ من العمر أنذاك أربع سنوات، عندما إصطحبه جايمي إلى المقهى كي يلتقي شريكاه في مشروع الفندق..

وجد جاي صديقاه المقربان: ليوناردو و مارك. جلسوا جميعا حول الطاولة مع وثائق المشروع، أما مارك فقد انشغل بملاعبة اليستر في حضنه..

كان جاي يتحدث عن بناء سلسلة فنادق وليس واحدا فقط، لكن ليوناردو قاطعه قائلا:"لا أظن أن ريتا ستوافق.."

قال جاي بسخرية:"هل يجب ان تستشير زوجتك في كل شيء؟ حتى وقت دخول الحمام؟!"

رد مارك ببرود:"إتفقنا أن نبني واحدا فقط، لاحقا سنجمع المال لنبني الثاني..هيا أيها الصغير العب هناك"

قذف مارك بالكرة نحو الأمام ثم ترك الطفل، الكرة إستمرت في التدحرج حتى وصلت الى وسط الشارع، وبالطبع اليستر لحق بها!

عندما التف جاي كي يوقفه كان الأوان قد فات، مرت سيارة مستعجلة فإصطدمت به وهم في غفلة عنه، توقف صاحب السيارة في مكان بعيد بسبب سرعة السيارة وصدمته أيضا..

طلب المارة الإسعاف بعد أن إستوعبوا ما حدث، ولكن لم يكن هناك داعٍ لأن الصبي قد مات بالفعل، مع ذلك لم يفقد جايمي الأمل حتى وصلوا إلى المشفى.

أنذاك بعد دقائق من الإنتظار خرج الطبيب محاولا قول الحقيقة بطريقة هادئة، حتى لو لم تكن هناك طريقة لطيفة لقول 'ابنك الوحيد قد مات'..

حاول ليوناردو تهدئة جاي بإحتضانه ولكن الأمر لم يفلح، الرجل كان يفقد عقله بينما مارك مشدوه من بعيد، توجه إليه ليوناردو وهو يلومه:"أنت السبب! لا أصدق.. ماذا سنفعل الآن!"

تغلب مارك على صدمته بصعوبة ولم يكن من السهل عليه البقاء ولو للإعتذار أيضا، على الفور التف على عقبيه ثم خرج.. لم يكن بيد ليوناردو شيء سوى العودة إلى جاي..

بعد ساعات، عاد جايمي إلى المنزل بدون إبنه للمرة الأولى، كيف أمكنه أن يتركه لتلك الدقائق فقد كان لا يفلته أبدا! يتعين عليه أن يجد كذبة جيدة من أجل آنا..

ما إن فتح باب البيت حتى وجدها أمامه كملاك الموت، قالت بصوتها الرقيق الغاضب:"أيها الأبله أنسيت أنك وعدتني برحلة للريف؟!"

لم يجبها ولم يكن بمقدوره حتى النظر في وجهها، ظهر على وجهها ملامح الصدمة، فعادت اليه قائلة :"مهلا انتظر.. أنت تنسى كثيرا هذه الأيام لدرجة نسيت إبنك الوحيد في مكان ما! أين هو؟!"

كرهتها فجعلتني فارس احلامها !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن